ارشيف من :عيد المقاومة والتحرير

نصرالله في أيار مجدداً : إنها معادلة الذهب .. يا عزيزي!

نصرالله في أيار مجدداً : إنها معادلة الذهب .. يا عزيزي!
محمد فحص

من أين تعتقد أيها القارئ ستكون البداية، فخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالأمس تناول الكثير من النقاط المفصلية بدأ من الداخل وصولا الى وضع المنطقة برمتها ، فمهما حاولت أن تغوص في عمق الخطاب ستظل بحاجة الى التفكر أكثر بما تحويه السطور ، ومهما كنت متابعاٌ ودقيقاٌ في خفايا الأمور سيراودك الشك بما تعنيه الكلمات والمفردات وأن تقع في خطأ التحليل إلا إذا كنت فطن السياسة، كنائب من امتي  ، ما إن ينتهي الخطاب ليسارع بالرد الفصل والمشحون طائفيا، وإن لم  يسعف الوقت مستشاريه، يغرد ببضع كلمات على صفحته الزرقاء.

دعونا نتكلم بما هو مفيد ، فما قبل خطاب الأمس وما بعده مرحلة جديدة على الساحة اللبنانية الداخلية والإقليمية أيضا، لما رسم من خطوط جديدة في مرحلة الصراع مع العدوين الصهيوني والتكفيري ، ولكن علينا أن نتوقف ملياً عما سبق خطاب الأمس من تسريب لكلام السيد نصرالله في احتفال يوم الجريح ، تسريب كان المراد منه في "النوايا الحسنة"  (وإن صح الكلام المسرب) نقل لغة التصعيد  الداخلية لدى حزب الله وان المرحلة المقبلة لا مكان فيها الا للقوي ولا مكان لإرضاء احد فلا شيء يعلو على كلمة الحق، ولكن كالعادة سارع اصحاب المواقع المسمومة والمدسوسة والتي تتبع للسفارة الاميركية في لبنان الى الاستفادة مما نقل وتظهيره كحالة هلع وضعف ووهن يعيشه حزب الله ، وأن خسائره العسكرية  وصلت به الى مرحلة "التعبئة العامة" ، وتسابقت مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والشاشات الى التحليل والتفسير، والترقب لما سيحمله خطاب نصرالله في ذكرى التحرير والانتصار، وإن استطاع بيان العلاقات الاعلامية في حزب الله التخفيف من حدة الامور الا ان "الاقلام الجافة والرخيصة" ظلت تعمل على بث سمومها (وهنا تذكير بما تلعبه السعودية من دور هام على ساحتنا الاعلامية من شراء ذمم وتمويل لصحف الصفراء والتدخل بالشؤون الداخلية وخصوصا الاعلامية منها، وقد ظهر ذلك جلياً اثناء تمنع بعض المحطات من نقل خطاب نصرالله وبالتحديد تلك التي جبهت سابقاً)، إلا أن كلام السيد نصرالله بالأمس دحض كل ما قيل ، بل عكس صورة مخالفة جدا لما تشهده المرحلة من أولويات على صعيد الحزب ، فمشاركته في سوريا لم تسنزف قواه كما صور البعض ولم تشغله عن الوصية الأساس ، فالعين لا تزال ترصد العدو الصهيوني وتستعد لإي حماقة يرتكبها في إي لحظة غباء دولية،  بل أن عشرات الآلاف ينتظرون ساعة الصفر التي تتطلب سوى الاشارة "بكلمتين"، ومجددا سقط مشروع السفارة واذيالها وفشلت في زعزعة "البيت الداخلي" لحزب الله.

نصرالله في أيار مجدداً : إنها معادلة الذهب .. يا عزيزي!
خطاب القوة

أما خطاب الأمس فقد كان استكمالا لسلسلة المواقف التي اتخذها حزب الله سابقا ، فلم  يغب المشهد العربي أو الداخلي عن الخطاب ، فتأكيد على مظلومية شعب البحرين وضرورة وقف العدوان السعودي الظالم على اليمن، وضروة التنبه للخطط الاميركية في العراق وما تقوم به من تقسيم للمنطقة، مرورا بسوريا التي أعلن نصرالله بوضوح وعلانية التواجد على كامل اراضيها وأين تقتضي الحاجة ، وحيث يجب أن يكون حزب الله سيكون،  هذا الربط بالقضايا هدفه واضح وعبر عنه نصرالله في خطابه هو عدم تجزئة القضايا والدول لأن القضية واحدة فكما فعل الصهاينة في الأمة العربية من شرذمة ، يعمل تنظيم داعش الاهاربي (مشروع الدول الصهيو - اميركية) بنفس الاسلوب كيف لا وهو ليس سوى  أداة بيد المشروع الصهيوني، فيما داخليا كان الخطاب على قدر المرحلة، وكانت اللغة جديدة أساسها كلمة "بعض" ، التي تدل على تحول كبير في تعاطي الحزب مع الأمور الداخلية  فهي مرحلة "وجود" ، وكل يتحمل مسؤوليته  وكالعادة ظلت ذراع الحزب ممدودة للجميع ، لتحصين الداخل وللتصدي للوجود الارهابي في عرسال وجرودها، فيما الأفضل للصغار أن يظلوا يلهون في مرتع البلاط أو في باحة الرمال.

هذه أيام النصر ، ايام التحرير ، أيام العلم المقاوم الذي رفرف فوق جبال الجنوب وتلال الزيتون أيام الزند الذي حمى هذه الأرض وهذا التراب المخملي ، المعطر بدماء الرجال الرجال ، وأجساد الطهر التي مرغت أنف العدو ، هذه الأيام وما تشهده من انتصارات في القلمون  ستبقى الدليل القاطع والجازم على ان ما يحمي لبنان هو المعادلة الذهبية التي لا يزال شعاعها يضيء ارجاء الوطن ، فيما لسان الخشب ضربه  السوس واضحى قاب قوسين أو ادنى من النسيان ، فبطهر قطرات الماء المقدس الذي تصببب بها "عرقا" سيد المقاومة  بالأمس وصدى القسم المدوي على "لسانٍ صدق عليا" اسرائيل هذه الى زوال ومعها كل مشروعها التكفيري.    
2015-05-25