ارشيف من :كرة القدم

لبنان لا يحتمل بقاء جيانيني

لبنان لا يحتمل بقاء جيانيني
كتب يوسف يونس


صعق لبنان بخبر صحيفة "لاغازيتا" الايطالية عن علاقة محتملة بين مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم جيانيني والمافيا الايطالية التي نشطت في العام الكروي 2008-2009 على خط التلاعب بنتائج مباريات الدوري الايطالي بدرجاته المختلفة.

لبنان لا يحتمل بقاء جيانيني
 جيوسيبي جيانيني يتابع مباراة الراسينغ وطرابلس على ملعب بيروت البلدي امس

الخبر وضع الاتحاد اللبناني لكرة القدم أمام واقع لا يستطيع تجاهله. عليه بدءا من اليوم العمل على اختيار مدير فني جديد للمنتخب في وقت حرج وقبل مباراة تايلاند المصيرية التي يجب أن يفوز بها لضمان بقائه منافسا على بطاقة أفضل ثالث للتأهل لنهائيات بطولة آسيا للأمم للمرة الأولى في تاريخه عبر التصفيات.
منتخب لبنان بعد قضية جيانيني ‎
منتخب لبنان بعد قضية جيانيني ‎

ولم يكن لبنان ينقصه عقبة جديدة أمام سيره الى النهائيات ولكن قدر الله وما شاء فعل. ولذلك فلا يستطيع الاتحاد تجاهل الواقعة والبقاء مرتبطا بجيانيني بعد دخوله في دائرة الشبهة.

قد يكون التعاقد مع أمير روما أتى أصلا ضمن حملة العلاقات العامة الواسعة التي اقامها الاتحاد لتنظيف صورة لبنان الكروية في الخارج بعد كارثتين ضربتاها في موسم واحد: قضية المراهنات التي أوقفت عددا كبيرا من لاعبي المنتخب وحادثة تورط طاقم الحكام اللبنانيين في سنغافورة.
بكل وضوح، لا يحتمل لبنان بقاء جيانيني مديرا فنيا للمنتخب الوطني لأن الاتحاد من واجبه إبعاد منتخب لبنان وسمعته عن كل الصخب الإعلامي الذي سيرافق اتهام جيانيني ودفاعه عن نفسه في موضوع تقديم رشى مالية أو في موضوع ارتباطه بالمافيا الإيطالية.

ومن غير المفيد الآن تبادل التهم. كما أنه من غير المفيد أيضا تحميل المسؤوليات: لم يكن أحد في الاتحاد ليتعامل مع عقد جيانيني الضخم لو شك للحظة واحدة بتورطه بأي شيء قد يعطل مهمته في قيادة منتخب لبنان لنهائيات آسيا.

العقد الكبير لم يكن "دفع بلا" بل نتيجة رغبة صادقة في تحقيق إنجاز كبير للكرة اللبنانية. فأمل الكرة اللبناني اليوم ومستقبلها متوقفان على الاستثمار على إنجازات المنتخب لاستعادة الجمهور الى الملاعب ولاجتذاب ممولين يستطيعون انتشال الأندية من واقعها المزري وتحويل اللعبة الى صناعة.

يبقى أنه على الاتحاد أن يتجاوز مرحلة جيانيني الى ما بعدها. وللأمانة نقول انه ليس لديه خيار تقريبا. قد يكون الحل، التخلي عن جيانيني وتسليم دفة القيادة الى نائبه ضمن الطاقم الذي استقدمه حتى الانتهاء من مباراة تايلاند وبعدها لكل حادث حديث.

ومع جيانيني، تقدم الأداء وتراجعت النتائج. وقد يكون غياب جيانيني فرصة لتسجيل نتائج مع الأداء.
لا نعتقد بالفأل حسنه وسيئه. ولكن هناك مثل لبناني قديم يقول : "الدنيا وجوه وأعتاب" لعل وجه سلف جيانيني احسن من اعتاب جيانيني.
2014-01-25