كتب محمد يونس

على قاعدة "أتوسل إليكم امنعوني" أرفق كيان العدو موافقته على الهدنة مع حماس بتهديد بأنه "سيفعل ما لم يفعله عنتر"، مع أن هذه الهدنة لا يمكن تفسيرها إلا على أنها انتصار لحماس ومنطق المقاومة.
أول انتصار هو أن يوافق عدو يملك مقومات عسكرية هائلة على هدنة مع طرف لا يمكن مقارنة قدراته العسكرية معه، كما أن هذا العدو تراجع عن معظم شروطه لإبرام صفقة الهدنة، لا بل إن هذه الهدنة جاءت بناءً على العديد من شروط حماس.
وأيضا فإن الهدنة تأتي خاتمة لعملية عسكرية كبيرة بدأتها قوات الاحتلال عقب أسر حماس جنديا صهيونيا في العام 2006 وذلك بهدف إطلاقه، واليوم تقر الهدنة من دون تحقيق هذا الهدف، بل يجبر العدو مرة ثانية على الرضوخ لمطلب المفاوضات وعمليات التبادل كما أجبره حزب الله أكثر من مرة.
والهدنة أقرت بعدما أيقن هذا العدو أنه عاجز عن التعامل مع حماس وسيطرتها على قطاع غزة برغم كل الدعم الذي وفره له العالم كله من القريبين "العرب المعتدلين" إلى أبعد البعيدين.
لقد شكل إقرار الهدنة من قبل العدو حلقة جديدة في سلسلة انتصارات المقاومة في لبنان وفلسطين، ولعلها تكون تأكيدا آخر على أن الحل الوحيد الممكن مع هذا العدو هو المقاومة التي أثبتت أنها تستطيع انتزاع الحق من دون مساومة.

الانتقاد/ العدد1274ـ 19 حزيران/ يونيو 2008