ارشيف من :تراث و أماكن

أعياد الميلاد تُنعش صناعة التحف الخشبية في بيت لحم

 أعياد الميلاد تُنعش صناعة التحف الخشبية في بيت لحم

فلسطين المحتلة - العهد

يمضي الحاج "علي الديك" معظم أوقاته في تحويل قطع الخشب الخشنة إلى تحف فنية؛ لكن بمدلولات عقائدية تخص أبناء الديانة المسيحية.

وفي داخل مصنع "زخاريا" بمدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة - والذي يعد من أكبر مصانع إنتاج التحف -، تجد العاملين كخلية نحل، لإنجاز قطعهم المميزة التي يحرص الحجاج المسيحيون، والسياح عموماً على شرائها عشية الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد.

ويعمل "الديك" في مجال تشكيل خشب الزيتون منذ نحو خمسة عقود، وهو لا يزال متمسكاً به حتى يومنا هذا؛ بل ويعتبر ذلك من أهم إنجازات حياته، وفق ما ذكر لمراسل "العهد" الإخباري.

ويفتخر الرجل الستيني بإنتاجه التحف متعددة الأشكال والأحجام، قائلاً : "إن  90% من التحف التي نصنعها داخل المشغل هي دينية، وتراثية بحتة، وهي معدة للزوار المسيحيين القادمين إلى بيت لحم في الأعياد".

وتحتاج هذه المهنة إلى قوة تركيز، ودقة، وصبر، إلى جانب النفس الطويل من أجل الحصول على قطع مميزة لا مثيل لها.

ويشير "الديك" إلى كثرة المشاغل الصناعية التي تعمل في هذا المجال بالتحديد؛ لكن غالبيتها يفشل، ويضطر لغلق أبوابه بسبب انعدام المهارة، والخبرة لدى العاملين.

ويساعد استقرار الوضع الأمني والسياسي في إنعاش هذا النوع من الصناعات، بحسب ما يقول مالك المصنع "رمزي زخاريا".

ويتوقع أن يشهد العام الحالي موسماً جيداً في ضوء الأجواء غير المتوترة السائدة الآن مقارنة بالسنوات الماضية.

ويؤكد مصنع "زخاريا"، تمسكه بالسير على نهج آبائه وأجداده الذين عرفوا بتميزهم في ذلك منذ العام 1958، وهُم حرصوا على نقل المهنة للأجيال اللاحقة لضمان حفظ هذا الإرث التاريخي، والتراث الديني.

ويلفت "رمزي"، إلى أن خشب شجرة الزيتون يختص بمميزات منها، العروق الجميلة والألوان المختلفة؛ الأمر الذي يمنح التحف المصنوعة منه رونقاً جمالياً.

ويتابع بالقول "إن ازدهار حرفة صناعة خشب زيتون في بيت لحم مرده إلى كثرة هذه الأشجار بالتحديد على امتداد أرض فلسطين، فضلاً عن مكانته الدينية، والمقدسة لدى المسيحيين و المسلمين الذين يعدونها شجرة مباركة".

وتُعتبر هذه الصناعة من الصناعات التراثية؛ إذ تناقلتها الكثير من العائلات الفلسطينية بين القرى، والمدن، علماً بأن أصولها كانت في بلدة "عين كارم" إلى الغرب من القدس المحتلة.

2017-11-23