ارشيف من :ترجمات ودراسات

الصفحة الاجنبية: أميركا متورطة في كارثة انسانية كبرى في اليمن

الصفحة الاجنبية: أميركا متورطة في كارثة انسانية كبرى في اليمن

علي رزق

كشفت صحف أميركية معروفة نقلاً عن مسؤولين أميركيين أنّ" واشنطن تقوم بتوسيع أهدافها في سوريا لتشمل مواجهة إيران وإقامة مناطق حكم محلي خارج سيطرة الحكومة السورية".

هذا وكشفت مجلات أميركية بارزة عن خطة للبيت الأبيض تقضي بنشر مزاعم بأن ايران لها ضلوع في الهجمات الصاروخية التي تشنها المقاومة اليمنية على السعودية، وذلك بغية حشد الدعم في الامم المتحدة بغية إقناع أعضاء الأمم المتحدة بأن لإيران دوراً في تأجيج الحرب في اليمن، لكنها نقلت عن الخبراء بأنه من غير المرجح أن تنجح هذه المساعي.

وفي نفس الاطار، انتقد مؤلف أميركي بشدة تورط أميركا في الكارثة الانسانية في اليمن، مشدداً على أن هذه الكارثة ربما هي الاسوأ في العالم اليوم.

توسيع مهام القوات الأميركية الموجودة في سوريا

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً أشارت فيه الى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقوم بتوسيع أهدافها في سوريا لتشمل أهدافاً "غير محاربة "داعش"،  مثل التسوية السياسية في سوريا، محذرة من أن ذلك قد يجر الولايات المتحدة الى نزاع مع كل من سوريا وإيران.

ونقل التقرير عن مسؤولين أميركيين بأنّ" واشنطن تأمل بالاستفادة من وجود القوات الأميركية في شمال سوريا من أجل الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد كي يقدم الأخير تنازلات في محادثات جنيف التي ترعاها الامم المتحدة والتي من المقرر أن تستأنف أواخر هذا الشهر".

التقرير أشار الى أنّ" الانسحاب الأميركي من سوريا قد يمكّن الحكومة السورية من السيطرة على كامل الأراضي السورية، ويضمن بالتالي بقاء الرئيس السوري"، مضيفاً أن" هذا السيناريو سيشكل نصراً لإيران"، ونقل عن المسؤولين بأن" واشنطن ومن أجل تفادي هذا السيناريو تنوي إبقاء قوات أميركية في شمال سوريا وإقامة حكم محلي هناك خارج سيطرة النظام".

كما تابع التقرير أنّ" إدارة ترامب تسعى أيضاً الى تعاون جديد مع روسيا في سوريا".

هذا ونقل التقرير عن المحللين بأن" النوايا الأميركية بإبقاء القوات في سوريا انما تشير الى تغير المهمة من محاربة "داعش" الى استراتيجية أميركية واسعة النطاق تهدف الى "التصدي لنفوذ إيران" وفق تعبيره، حيث قال هؤلاء المحللين أن "الظروف السائدة مناسبة كي "تتحول الحملة ضد "داعش" الى حملة ضد إيران"".

مزاعم أميركية تهدف الى اتهام إيران بتأجيج الحرب في اليمن

نشرت مجلة "Foreign Policy" تقريراً كشفت فيه أن البيت الابيض يضغط من أجل رفع السرية عن "معلومات استخبارتية" تزعم بأن ايران لها ضلوع في هجمات الصواريخ البالستية التي تشنها المقاومة اليمينة ضد السعودية، مضيفة أن" ذلك يأتي في إطار "حملة علاقات عامة" تهدف الى إقناع نظراء أميركا في الأمم المتحدة بأن طهران تساهم "بتأجيج الحرب في اليمن".

ونبه التقرير الى أن المسعى هذا لإلقاء اللوم على إيران يأتي بينما يواجه العدوان الذي تقوده السعودية ضد اليمن إدانة دولية متزايدة بسبب فرض حصار يهدد بانتشار المجاعة داخل اليمن".

كما قال التقرير "إن المساعي الاميركية لرفع السرية عن "المعلومات الاستخبارتية" (المزعومة حول ضلوع ايران بهجمات الصواريخ البالستية) هي جزء من محاولات أميركية، تهدف الى عزل إيران في مجلس الامن وإيجاد تبريرات لفرض العقوبات أو أخذ اجراءات عقابية جديدة ضد طهران".

وذكّر التقرير بأنّ" الحملة الأميركية لتسليط الضوء على "انتهاكات طهران للعقوبات الأممية" (بحسب زعم التقرير)، تلقت نكسة قبل أسابيع عندما كشفت لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة بأنها لم تحصل على أية ادلة تثبت بان ايران هي التي زودت المقاومة اليمينة بالصاروخ الذي اطلق على مطار يقع قرب العاصمة السعودية الرياض.

غير أن التقرير نقل عن الخبراء بأن الهدف هو ابعاد الانظار عن معاناة الاطفال في اليمن كي يصبح التركيز على "شيطنة" ايران، وفق تعبير التقرير، الا ان الخبراء هؤلاء شككوا بإمكانية نجاح هذه الخطة في ظل المشاهد التي تبث على شاشات التلفزة للأطفال اليمنيين. 

التقرير نقل عن مسؤولين في إدارة ترامب كلام مفاده أن" الرياض يحق لها أن تقلق من "تهريب السلاح"، كما تابع بأن" عدد من المسؤولين الاميركيين سعوا يوم الاثنين الماضي الى اقناع دبلوماسيين أمميين وخبراء اللجنة الاممية بأن إيران تقوم بتسليح حركة "انصار الله".

كذلك أضاف التقرير أنّ" الهدف الأساس لصناع السياسة الأميركيين هو اقناع خبراء الأمم المتحدة بان إيران قامت بانتهاك حظر السلاح وبالتالي ذكر ذلك في تقرير يرسله أمين عام الامم المتحدة “Antonio Guterres” الى مجلس الامن بشهر كانون الاول/ديسمبر المقبل.

ونقل التقرير عن مسؤول أميركي أن" لدى الولايات المتحدة معلومات استخبارتية تثبت بان الصواريخ التي تستخدمها المقاومة اليمينة هي "ايرانية الصنع" (وفق زعم هذا المسؤول)، كما نقل عنه بأن الولايات المتحدة تنوي مشاركة بعض هذه المعلومات مع "الفريق الاممي".

كذلك نقل التقرير عن مسؤول أميركي سابق زعمه بأن هناك أدلة تعود الى ما قبل عام من الزمن تفيد بان إيران تقدم السلاح الى حركة "انصار الله".

أميركا متورطة في كارثة انسانية كبرى في اليمن

كتب المؤلف الاميركي المعروف “Patrick Buchanan” مقالة نشرتها مجلة “The American Conservative” شدد فيها على أن ما تقوم به السعودية و"بدعم اميركي"، من فرض حصار كامل على اليمن يبدو أنه عمل غير انساني ولا يمكن الدفاع عنه.

وأشار الكاتب -الذي عمل مستشاراً لرؤساء أميركيين سابقين معروفين مثل "Richard Nixon" و "Ronald Reagan"-،الى أن نسبة تسعين بالمئة من المواد الغذائية والوقود والادوية في اليمن هي مستوردة، وبالتالي هناك خطر قطع هذه المساعدات نتيجة الحصار، وذكّر أيضاً بوفاة آلاف الاطفال نتيجة مرض الكوليرا، وبان هناك مئات الآلاف في خطر.

الكاتب تساءل عما فعله الشعب اليمني لينال ذلك، وعن أسباب مساعدة أميركا للسعوديين في هذا الاطار، حيث شدّد على أنّ حركة "أنصار الله" هي ليست تنظيم "القاعدة" أو "داعش" بل هي عدو لكلا التنظيمين.

كما تساءل الكاتب عما إذا كان التسبب بمجاعة تشكّل الطريقة الاميركية الجديدة لشن الحروب-، مضيفاً أنّ" الطائرات الحربية السعودية لا تستطيع شن الغارات من دون المساعدة الاميركية، لكنه نبه في نفس الوقت الى أن الكونغرس لم يعط تفويضاً لهذه الحرب ضد "دولة لم تهاجمنا ابداً" (بحسب تعبير التقرير نفسه).

وشدد الكاتب على أن اليمن اليوم ربما تشكل الكارثة الانسانية الاسوأ في العالم، وعلى أنه لا يمكن نفي ضلوع اميركا بهذه الازمة.

كذلك قال "إن الولايات المتحدة ولو أبلغت ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأنها لن تستمر بدعم حربه على اليمن، فإن السعوديين حينها سيضطرون للقبول بحقيقة انهم "خسروا" (الحرب على اليمن).

2017-11-24