ارشيف من :ترجمات ودراسات

الصفحة الاجنبية: انتقادات شديدة لإعلان ترامب المتوقع حول نقل السفارة الأميركية الى القدس المحتلة

الصفحة الاجنبية: انتقادات شديدة لإعلان ترامب المتوقع حول نقل السفارة الأميركية الى القدس المحتلة

علي رزق

حذرت صحف أميركية معروفة من أن الاعلان المتوقع للرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل السفارة الاميركية الى القدس المحتلة سيثير الشكوك أكثر فأكثر حول مدى مصداقية أميركا ودورها كوسيط حيادي.

كما اعتبر صحفيون أميركيون معروفون أن الاعلان عن نقل السفارة الاميركية الى القدس لا يصب ابداً في مصلحة السعودية وغيرها من حلفاء أميركا العرب.

من جهة أخرى، صرح مسؤولون عسكريون أميركيون بأن الجيش الاميركي قد يبقى في سوريا لمدة عشر سنوات، بينما شدد باحثون على أن مقتل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح جاء نتيجة حساباته الخاطئة المتمثلة بالتخلي عن الاتفاق مع "انصار الله" والدخول في تحالف مع السعودية والامارات.

المواقف من الاعلان المتوقع لترامب عن نقل السفارة الأميركية الى القدس المحتلة

نشر مجلس تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" مقالة -حول الإعلان المنتظر اليوم من الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن نقل السفارة الاميركية من تل أبيب الى القدس المحتلة-، نبهت من أن هذه الخطوة ستجعل التوصل الى "تسوية" أصعب من خلال إثارة الشكوك حيال مصداقية أميركا ودورها كوسيط حيادي، كما حذرت من أن الاعلان هذا سيثير توترات جديدة في المنطقة وقد يؤدي الى أعمال عنف.

وقالت الصحيفة "إن ترامب وبينما يتباهى بأنه "صانع الصفقات"، الا أن "صانع الصفقات" عادة لا يقدم تنازلات قبل بدء المفاوضات كما يفعل ترامب بإعلان نقل السفارة الاميركية الى القدس المحتلة"، واعتبرت ان المنتصر بهذا الموضوع هو رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، لافتة الى ان حكومة نتنياهو "المتشددة" لم تبرز اي اهتمام بالتسوية، أقله بالتوصل الى ما يسمى "حل الدولتين".

هذا واشارت الصحيفة الى أن ردود الفعل السلبية جاءت سريعاً، وذلك من قبل قادة كل من الاردن وتركيا ومصر و جامعة الدول العربية وفرنسا، وكذلك من السعودية.

الصحيفة تابعت بأن القادة السعوديين الحاليين يبدو انهم يتخلون عن مبادرة "السلام" العربية التي كان قد أعلنها الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز، ولفتت الى ما يتم تداوله بان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد عرض على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مقترحاً يصب في مصلحة "إسرائيل" اكثر من اي مقترح آخر سبق وان ايدته الحكومة الاميركية، بحسب تعبير الصحيفة نفسها.

كما أضافت بان هذا المقترح يقضي بحصول الفلسطينيين على سيادة "محدودة" على "دولة" تغطي مناطق غير متصلة من الضفة الغربية، بينما تبقى اغلب المستوطنات الصهيونية الموجودة داخل الضفة الغربية.

كذلك نبهت الى انه وبحسب المقترح المذكور، لن يحصل الفلسطينيون على "القدس الشرقية" عاصمة لهم، ولن يكون هناك اي حق لعودة اللاجئين الفلسطينيين.

وشددت الصحيفة على ان اي زعيم فلسطيني لا يمكنه القبول بمثل هذه الخطة وبنفس الوقت يحافظ على دعمه الشعبي، واشارت الى ان بعض المحللين انما يشككون بان ترامب بالفعل يريد اتفاق تسوية ويقولون ان اي مقترح قد يكون مجرد غطاء سياسي كي يتم تعزيز التعاون بين كيان العدو والسعودية ضد ايران.

كذلك قالت الصحيفة ان ترامب يحاول ارضاء أنصاره من المسيحيين "الانجيليين" (المعروفين بدعمهم العقائدي لكيان الاحتلال) وآخرين من المتشديين الموالين لكيان الاحتلال.

وبينما قالت الصحيفة ان بعض المتفائلين يرون ان ترامب قد يحد من الاضرار الناتجة عن نقل السفارة الى القدس المحتلة من خلال الايضاح بأنه لن يعطي حكماً مسبقاً على مستقبل "القدس الشرقية" او اي قضايا جوهرية اخرى، اعتبرت في الوقت نفسه ان سجل ترامب حتى الآن لا يدل على انه يتمتع بالمهارة المطلوبة لاتخاذ مثل هذا الموقف.

كما كتب "Thomas Friedman" مقالة نشرت ايضاً في صحيفة "نيويورك تايمز" قال فيها "إن "آخر ما تحتاجه" السعودية او اي من حلفاء اميركا العرب في الوقت الراهن هو أن يعلن ترامب نقل السفارة الاميركية الى القدس المحتلة".

وشدد الكاتب على ان هذه الخطوة غير ضرورية على الاطلاق ومن شأنها ان تؤدي الى زعزعة الاستقرار بشكل كبير جداً، كما وصفها بانها "هدية" لايران  حزب الله، و قال "ان ايران وحزب الله وعلى ضوء اعلان ترامب المتوقع سيتهمان السعودية والاردن ودولة الامارات والسلطة الفلسطينية ومصر "بتمكين اجندة صهيونية اميركية""، وفق تعبير الكاتب.

كذلك قال الكاتب "ان اعلان نقل السفارة الاميركية الى القدس عبارة عن محاولة "مثيرة للشفقة" لتغطية حقيقة ان اميركا لم تعد موجودة حقيقة في الشرق الاوسط اليوم"، مضيفاً "ان قدرة واشنطن على رسم الاحداث في المنطقة هي اقل من اي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية".

كما تابع الكاتب بان" ترامب ليس لديه الصبر المطلوب لبناء التحالفات وليس لديه الارادة المطلوبة للتوصل الى تسويات مع الحلفاء – "ناهيك عن الخصوم مثل روسيا وايران"، بحسب تعبير الكاتب.

وشدد على أن مثل هذه التسويات هي ضرورية من اجل استقرار الوضع في الشرق الاوسط في الوقت الذي ليس لدى اميركا القوة او الرغبة للقيام بذلك لوحدها.

الكاتب اعتبر ان ترامب ومن خلال اعلانه عن نقل السفارة الاميركية الى القدس المحتلة انما يتصرف "كالسائح الذي يبحث عن حافلة الركاب"، واضاف بان ذلك هو مؤسف خاصة وانه يأتي بينما تحتاج السعودية الى حليف اميركي حكيم اكثر من اي وقت مضى، كما تابع بانه يجب مواجهة ايران "بالدبلوماسية الذكية اكثر من اي وقت مضى"، وبان "امن "إسرائيل" يحتاج الى دبلوماسية ابداعية في سوريا اكثر من اي وقت مضى" وفق تعبيره. 

هذا وفيما يخص السياسة الخارجية التي ينتهجها محمد بن سلمان، شدد الكاتب على ان السعوديين لا يتمتعون بالقوة المطلوبة لمواجهة ايران في الوقت الراهن.

كما شدد الكاتب على ضرورة أن تنهي السعودية الحرب على اليمن على الفور، "حتى وان كان يعني ذلك ترك بعض النفوذ الايراني (في اليمن)".

كذلك نقل عن مصادر كويتية مطلعة بأن سياسة ابن سلمان الخارجية لا تحظى بشعبية كبيرة عند الشباب الكويتيين، خاصة سياسته في اليمن وايضاً في لبنان و قطر.

متحدث عسكري أميركي: القوات الأميركية قد تبقى في سوريا لعشر سنوات

قال المتحدث باسم وزارة الحرب الاميركية البنتاغون المدعو "Eric Pahon" خلال مقابلة مع وكالة “AFP” (فرانس برس) "ان اميركا تنوي ابقاء جيشها في سوريا طالما ان ذلك ضروريا "من اجل دعم شركائنا ومنع عودة الجماعات الارهابية"، بحسب تعبيره.

ونقلت الوكالة عن لسان "Pahon”" بان" الوجود العسكري الاميركي في سوريا يعتمد على الظروف على الارض،
وهو ما يعني عدم وضع جدول زمني للانسحاب"، كما نقلت عنه بأن القوات الاميركية ستبقى في سوريا لفترة، مشيراً الى أن هذه "الفترة" قد تمتد عشر سنوات.

كذلك نقلت "AFP" عن "Pahon" قوله بأنه" يجب عدم توقع قيام أميركا "بالتخلي عن شركائنا" (وفق ما نسب اليه)، عند مقتل آخر عنصر من "داعش"، وشدد ايضاً (بحسب ما نقل عنه) على أن الولايات المتحدة ستبقى تدعم ما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية". 

مقتل علي عبدالله صالح جاء نتيجة حساباته الخاطئة

كتب "علي صوفان" -وهو مؤسس مجموعة "صوفان" للاستشارات الامنية والاستخبارتية المعروفة- مقالة نشرت بمجلة "The Atlantic" تناولت مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

الكاتب الذي عمل لفترة ضابط لدى مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) أشار الى أن صالح وخلال حقبة التسعينيات وبعد ان استخدم مسلحون متطرفون من اتباع تنظيم "القاعدة" وغيرها من اجل الانتصار بالحرب الاهلية اليمينة وتوحيد البلاد تحت رئاسته، انما غض الطرف عن نشاطات هؤلاء المتطرفين وسمح لبعض المتعاطفين معهم بالالتحاق بالاجهزة الاستخبارتية اليمنية.

وتابع الكاتب بانه وبعد احداث الحادي عشر من ايلول انضم صالح الى "الحرب الاميركية على الارهاب"، لكنه بقي يلعب على الطرفين، وأوضح الكاتب بانه التقى صالح مراراً (عندما كان الكاتب يعمل لدى "الـ-FBI) من اجل بحث فرار عناصر من تنظيم "القاعدة" كانت قد اعتقلتهم السلطات اليمينة.

كما قال "ان صالح وخلال هذه اللقاءات كان يطالب بالمزيد من المال والدعم الاميركي من أجل القبض على الفارين من عناصر تنظيم "القاعدة"، لكنه احياناً كان يقوم باصدار عفو عنهم، الامر الذي تسبب وقتها بغضب اميركي شديد.

وعقب هذه الجردة حول تاريخ صالح باللعب على الطرفين، لفت الكاتب الى ان صالح وحتى بعد ما دخل في تحالف مع جماعة "انصار الله"، الا انه كانت هناك مؤشرات بأنه يلعب على الطرفين هذه المرة ايضاً، واشار بهذا السياق الى ان نجل صالح ونجل شقيقه بقيا في ابو ظبي التي هي حليفة للسعودية بالحرب على اليمن.

و اضاف الكاتب بان صالح تخلى عن اتفاقه مع "انصار الله "الاسبوع الفائت ووعد بطي الصفحة مع السعودية والامارات، غير انه اعتبر أن صالح اخطأ بالحسابات هذه المرة، وان القوى التي سبق وان كانت موالية له أصبحت تشعر بولاء اكبر تجاه قضية "انصار الله"، كذلك قال ان كافة المؤشرات تفيد بان "انصار الله" كانت بالفعل تتوقع بان ينقلب صالح ضدهم وكانوا يستعدون لذلك.

الكاتب ذكّر ايضاً بان صالح متورط بفساد مالي كبير وكان يحاول دائماً تحقيق مكاسب شخصية.

كما قال الكاتب "ان صالح ولو نجح بالامساك بالعاصمة صنعاء، فإن السعودية لربما كان بإمكانها اعلان نصر "يحفظ ماء الوجه" وبالتالي البدء بالانسحاب من اليمن" وفق قوله.

وتابع الكاتب بأن انهيار التحالف الجديد بين صالح من جهة والسعودية والامارات من جهة في غضون ايام قليلة فقط يوضح الكثير من الامور حول اليمن والشرق الاوسط اليوم، وأوضح بان السعودية قامت بتأجيج الطائفية للنزاعات حول المنطقة في سعيها لمواجهة ايران.

كذلك تابع بان قيام السعودية بمواصلة الحرب على اليمن مع كل ما تسببت به هذه الحرب من ضحايا ومجاعة وأمراض ليس من المرجح ان يؤدي الى كسب السعودية دعم ملايين اليمنيين الذين دمرت حياتهم بسبب هذه الحرب، وبان صالح فشل بإدراك ذلك، وهو ما كلفه حياته.
 

2017-12-06