ارشيف من :ترجمات ودراسات

’ناشيونال انترست’: مرحلة الأحادية القطبية الأميركية انتهت

’ناشيونال انترست’: مرحلة الأحادية القطبية الأميركية انتهت

ترجمة: علي رزق

الدبلوماسي الأميركي السابق زلماي خليل زاد - موقع "ناشيونال انترست"

استراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة التي أعلن عنها الاسبوع الفائت تختلف عن غيرها، وتُعدّ الأهمّ منذ صدور وثيقة للبنتاغون عام 1992 بعد الحرب الباردة.

تتميّز استراتيجية ترامب للأمن القومي بالكثير من "نقاط القوة" وهي تتبنى رؤية واضحة وصريحة حول السياسات العالمية ومكانة الولايات المتحدة. في عام 1992 كان العالم في مرحلة الأحادية القطبية مع نهاية الحرب الباردة، حيث كانت الولايات المتحدة تتفوّق وبالتالي كان الهدف كيفية تعزيز هذا التفوّق ومنع قوى "معادية" من الهيمنة على مناطق حساسة.

مرحلة الأحادية القطبية القصيرة انتهت، فالصين وروسيا وإيران باتت تشكل تحديات تنافسية للولايات المتحدة وحلفائها وشركائها. أما كوريا الشمالية فهي على وشك امتلاك قدرة تهديد للمناطق السكنية الأميركية وذلك بالأسلحة النووية، وعليه ازدادت تهديدات لاعبين غير حكوميين. الولايات المتحدة نفسها ساهمت في كل هذه التطورات، وذلك من خلال "الانسحاب المتهور أحيانًا وأحيانًا أخرى من خلال التحرك بتنفيذ خطط غير مدروسة. نتيجة ذلك هي أن ميزان القوة في مناطق أساسية من العالم تغيّر لمصلحة خصوم أميركا.

استراتيجية إدارة ترامب تعترف بأهمية تقوية مرتكزات القوة الاميركية وخاصة الأداء الاقتصادي. الولايات المتحدة لا تستطيع الحفاظ على موقعها القوي في العالم في حال توقف النمو، وهي تواجه تحديًا ماليًا يتمثل بدعم البرامج الاجتماعية وفي الوقت نفسه الإنفاق على الأغراض العسكرية والشؤون الدولية، وذلك في ظل ارتفاع الدين العام والعجز في الميزانية.

لن تستطيع الولايات المتحدة تخطي هذا التحدي من دون تحقيق نسب نمو أعلى اقتصاديًا، وفي حال بقيت نسبة النمو عند حوالي 2% فستضطر واشنطن على الأرجح الى الاختيار بين برامج الرعاية الاجتماعية في الداخل أو الدور الاميركي البارز في العالم. الشيء نفسه ينطبق على دعوة الاستراتيجية لاستعادة التفوّق العسكري الأميركي ضد ّخصوم محتملين. انتشار التكنولوجيا العسكرية وخاصة السلاح الدقيق والموجّه، يعني أن خصوم أميركا يقلّصون التفوّق العسكري لدى واشنطن.

حجز الأموال وكذلك عدم قدرة الكونغرس على تمرير القوانين قوّض الاستعداد والتحديث العسكري لدى الولايات المتحدة، وإصلاح الضرر الناتج عن هذا قد يستغرق عقدًا من الزمن وبالتالي يجب بدء هذا الاصلاح على الفور.

تعترف الاستراتيجية بأن أهداف الصين وروسيا تتناقض وأهداف أميركا، وهي تشير الى أنه من الأفضل تجنّب النزاع فهناك تطابق في المصالح في بعض الملفات الهامة. وعليه، من الأفضل ان تكون السياسة تجاه الخصوم عبارة عن خليط بين الانخراط والاحتواء.

تغيير الأنظمة ليس خيارًا مطروحًا اليوم، وذلك نظرًا الى موقف ترامب من الحروب في العراق وليبيا. أمام الولايات المتحدة الكثير من العمل الذي يجب أن تقوم به في مجالات مثل الأمن الالكتروني وتمويل "العودة الكاملة للقوة العسكرية الأميركية".

2017-12-27