ارشيف من :ترجمات ودراسات

الصفحة الأجنبية: هدف الخطط الأميركية الأخيرة في سوريا التصدي لإيران

الصفحة الأجنبية: هدف الخطط الأميركية الأخيرة في سوريا التصدي لإيران

شدّد باحثون أميركيون على أن الخطط التي أعلنت عنها واشنطن مؤخرًا في سوريا لجهة إنشاء جيش حدودي شمال شرق البلاد تهدف إلى "دحر إيران" وفق تعبيرهم، غير أنهم رأوا في الوقت نفسه أن هذه الخطط خاطئة، ولن تحقق الأهداف الأميركية.

وفي السياق نفسه، تناولت مواقع غربية تصريحات أدلى بها مسؤولون أميركيون مؤخراً أمام الكونغرس، قالوا فيها "إن الدعم الأميركي لما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية" يهدف الى "التصدي لنفوذ إيران" في سوريا.

كما نقلت مجلات أميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم أن وزير الحرب الأميركي أصدر تعليماته باتخاذ الإجراءات المطلوبة لمنع نشوء جسر بري بين إيران وسوريا، مؤكدين أن أميركا ستحافظ على وجودها العسكري في العراق وسوريا بعد هزيمة "داعش" من أجل "التصدي لإيران".

*هدف الخطط الأميركية "التصدي لإيران"

كتب "Joshua Landis" مقالة نشرت على موقع "Syria Comment" قال فيها أن وزارة الخارجية الاميركية قامت "بطي الصفحة مع تركيا"، ولم تعد ترى في أنقرة شريكا لأميركا "يمكن الاعتماد عليه".

وشكّك الكاتب - الذي يعد من أهم الباحثين الأميركيين المتخصصين بالملف السوري - بأن تتخلى واشنطن عن أكراد سوريا فقط من أجل التخفيف من الغضب التركي، مشيرًا إلى اعتقاد سائد في واشنطن بأن صعود "الإسلاموية" واللغة المعادية للكيان "الإسرائيلي" في تركيا سيزداد في المستقبل.

الكاتب تحدث كذلك عن الدعم الأميركي لكل من كيان العدو والسعودية، وقال أن "ترامب قد رسم مساره وتبنى سياسة عكس تلك التي تبناها سلفه باراك أوباما، الذي حاول تحقيق التوازن بين إيران والسعودية"، بحسب تعبير الكاتب.

وتابع لانديس بالقول أنّ "ترامب عزّز العلاقات مع حلفاء واشنطن التقليديين في الشرق الاوسط، حيث تعمل الادارة الأميركية الحالية على إلحاق الأذى بإيران والرئيس السوري بشار الأسد"، معتبرا أن "الأداة الأهم التي تستخدمها واشنطن من أجل كسب الأوراق في المنطقة تتمثل بشمال سوريا بما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية"، كما رأى أن "واشنطن تروج للقومية الكردية في سوريا".

واعتبر الكاتب أيضًا أن "الولايات المتحدة تحاول حرمان إيران وروسيا من ثمار الانتصار، وذلك عبر إبقاء سوريا ضعيفة ومنقسمة، حيث تعتبر واشنطن أن تبنيها سياسة تناصر الأكراد سيعزز أوراقها في المنطقة وسيساهم في دحر إيران"، وفق تعبيره.

أما تركيا، فرأى الكاتب أنها "عبارة عن أضرار جانبية بالنسبة لواشنطن، وأن الأخيرة تدرك أن سياستها المؤيدة للأكراد تقرّب تركيا من روسيا، لكنها مستعدة لهذه المجازفة، كما أنها مستعدة لإلحاق الأذى بتركيا من أجل مساعدة كيان الاحتلال والسعودية".

وفي سياق متصل، استبعد الكاتب أن يقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باجتياح مدينة عفرين شمال سوريا، معتبرا أن "تهديدات أردوغان بالقيام بذلك ما هي سوى تهويل".

وإذ شدد الكاتب على أن السياسة الأميركية الحالية حيال سوريا تقوم على دحر إيران، فإنه وصف هذه السياسة بـ"القصيرة النظر"، موضحًا أن "الرئيس الأسد وإيران لن يقدموا تنازلات الى الولايات المتحدة أو إلى المعارضة السورية في جنيف بسبب الدعم الاميركي لقوات سوريا الديمقراطية"، وأشار الكاتب بالتالي الى أن "هذه السياسة الأميركية لن تقدم الكثير من الاوراق التي يمكن ان تستفيد منها واشنطن".

في الوقت نفسه، أكد الكاتب أنه "بإمكان واشنطن إبقاء سوريا بحالة فقر عبر السيطرة على نصف موارد الطاقة السورية، وعلى سد نهر الفرات في الطبقة، وأضاف "إن إبقاء سوريا بحالة من الفقر بحيث لن تستطيع تمويل إعادة الاعمار ينسجم مع الأهداف الاميركية على الامد القصير لأنه يحمي كيان العدو ويستنزف الموارد الايرانية"، بحسب الكاتب.

غير أن الكاتب رأى أن هذه السياسة خاطئة، وقال:"على الغرب دعم المساعي السورية من أجل إعادة الإعمار، والمكسب الوحيد الناتج عن حروب الشرق الأوسط هو أن حكومات بيروت ودمشق وبغداد وطهران أصبحت حكومات صديقة، وهذه المرة الأولى منذ قرن من الزمن التي نرى فيها إمكانية تعاون بين هذه الدول الأربعة المذكورة، وعليه يجب اغتنام هذه الفرصة من أجل تعزيز التبادل التجاري والنمو الاقتصادي".

وتابع لانديس "المنطقة العسكرية الأميركية عند معبر التنف ليس لديها أية غاية سوى تعطيل التجارة ومنع نشوء ممر بري يمتد من إيران الى لبنان، السياسة الأميركية الحالية القائمة على معاداة ايران وسوريا ستؤدي إلى المزيد من المأساة والاضطراب دون أن تحقق الاهداف الاميركية".

كذلك شدد الكاتب على ان "هذه السياسة الاميركية لن تدفع بالرئيس الاسد الى قطع العلاقات مع إيران أو الى نقل السلطة الى المعارضة السورية"، محذرا من أن "السياسة الأميركية المتبعة حاليا ستضر الولايات المتحدة على الأمد الطويل".

وأضاف الكاتب "إن إبقاء السوريين والإيرانيين بحالة فقر على أمل مطالبتهم بتغيير النظام هي سياسة سيئة، ومثل هذه السياسات لم تنجح رغم عقود من العقوبات".

موقع "المونيتور": إدارة ترامب ملتزمة باستخدام القوات الأميركية في سوريا للتصدي للنفوذ الإيراني

بدوره، نشر موقع "Al-Monitor" تقريرًا أشار فيه إلى أن إدارة ترامب "ملتزمة" باستخدام القوات الأميركية في سوريا من أجل التصدي "لنفوذ ايران"، وتناول التقرير شهادة أدلى بها مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى "David Satterfield" أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ مؤخراً، والتي قال فيها "إن الأهداف الأميركية في سوريا تتمثل بالقضاء على "داعش" واستقرار الوضع في شمال شرق سوريا، والتصدي "لنفوذ ايران" حسب قوله.

وقال "Satterfield" في شهادته أن "موضوع البدء بسحب القوات الأميركية الموجودة في سوريا مرهون بالتقييم الأميركي حيال عملية الانتقال السياسي والنفوذ الإيراني"، لافتًا إلى أن "الوجود العسكري الأميركي في سوريا إلى جانب "قوات سوريا الديمقراطية" يشكل ورقة للتصدي للدعم الروسي والإيراني للرئيس الأسد في إطار التسوية السياسية".

التقرير أشار إلى أن "السيناتور الديمقراطي "Chris Murphy" قد أعرب عن مخاوفه من أن التصدي لنفوذ ايران في سوريا مهمة لا أمل فيها للنجاح وقد تبقي القوات الاميركية في سوريا الى ما لا نهاية".

*واشنطن ستبقي على وجودها العسكري في العراق وسوريا بعد هزيمة "داعش" للتصدي لإيران

نشرت مجلة "Politico" تقريرا نقل فيه عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين أن وزير الحرب الأميركي "James Mattis" قد يؤيد التصعيد ضد إيران فيما تقترب الحرب على "داعش" من نهايتها، ويقوم البنتاغون بإعداد دور جديد للقوات الأميركية في العراق وسوريا.

ونقل التقرير عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قوله أن "Mattis" يبقى قلقاً من "تمدد إيران البري إلى سوريا"، رغم نفيه العلني من وجود مثل هذا القلق.

كما ذكر التقرير أن "Mattis" أصدر تعليماته للقيادة الوسطى في الجيش الأميركي بأن تتخذ الإجراءات المطلوبة لمنع نشوء جسر بري يمتد من إيران إلى سوريا، وأن الولايات المتحدة ستبقي على وجودها العسكري بعد هزيمة "داعش" من أجل "التصدي لنفوذ إيران".

التقرير أشار أيضًا إلى ما قاله "Mattis" خلال زيارة قام بها الى أوروبا في تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت، حيث أعلن للمرة الأولى أنه يدعم عملية جنيف حول سوريا، ولفت التقرير إلى أن ذلك شكّل تلميحا هو الأول من نوعه من "Mattis" حول مهمة عسكرية مستقبلية للولايات المتحدة في سوريا تشمل أهدافًا غير هزيمة "داعش".

ونقل التقرير عن خبراء أميركيين متخصصين بقضايا الشرق الأوسط قولهم أن "كلام "Mattis" يفيد بأنه يرى دورًا للقوات الأميركية في دعم المتمردين الاكراد والعرب ومساعدة هؤلاء "الحلفاء" ضد النظام السوري و"رعاته الايرانيين"، بحسب زعم التقرير.

كما نقل التقرير عن هؤلاء الخبراء قولهم أن "هذه المقاربة تشكل وسيلة للضغط على السوريين والايرانيين والروس من أجل القبول بعملية سياسية".

2018-01-17