ارشيف من :تراث و أماكن

تربية الطيور.. مهنة واعدة تجذب الفلسطينيين

تربية الطيور.. مهنة واعدة تجذب الفلسطينيين

فلسطين المحتلة-العهد

قبل ثمانية عشر عاماً، بدأ الفلسطيني محمد رمضان تربية حَمامَ الزينة فوق سطح منزله في مخيم "العين" للاجئين عند مداخل مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة.

ورغم ضيق الحال، أقام "محمد" بيتاً خاص لجمع الأنواع الغريبة والنادرة من الحمام، معتمداً في ذلك على مصروفه المدرسي حيث كان عمره آنذاك تسع سنوات فقط ، ومع مرور الزمن، بات يستخدم ما يتحصل عليه من أعماله الخاصة في تربية الطيور، إلى أن تحولت لمهنة يعتاش منها.

ويقول "محمد" لموقع "العهد" الإخباري إنه يربي أنواعاً عديدة من الحَمام، بينها النفاخ الألماني، الريحان السوري، البرملي، والهزاز ، والتي يتراوح ثمن الزوج الواحد منها ما بين 250 دولارا أمريكيا و1500 دولار".

ويشير إلى أن بعض العينات يصل سعرها إلى ستة آلاف دولار، موضحاً أن هذه النوعية بالتحديد تباع في مزاد خاص، كونها تحتاج لعناية كبيرة في تربيتها، كما وتحتاج لمصاريف مرتفعة.

ويعود غلاء أسعار الحمام إلى القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال على عمليات استيراد و حتى تصدير هذه الطيور، الأمر الذي يضطر التجار العاملون في هذا المجال إلى اتباع مسارات التهريب الخطيرة.

وتبعاً لمحمد؛ فإن مربي طيور الزينة يضعون حلقات في أرجل الحمام الخاص بهم، بعد تأريخها ليتم التعرف على أعمارها ، ومكان ميلادها ، بهدف تمييز الطيور الفلسطينية عن غيرها.

ومن الأنواع المميزة بألوانها الجذابة "الحَمام السوري"، والذي يشبه الخيل العربي الأصيل كما يقول مالكوه.

من جهته، لفت المواطن أحمد سعدات إلى أن نابلس تعج بأصناف كثيرة من الحَمام، مثل : "ابِليه"، و"شكلي"، و"نوريات" ؛ لكن السوري يتميز عما سواه برونقه و جماله.

وأضاف قائلاً:"تشعر أنك أمام خيل عربي، مشيته تختلف عن كل الحمام الأجنبي".

وأنشأ مربو الحمام في فلسطين جمعية للحفاظ على هذه المهنة التي أصبحت تضم الآلاف بمختلف الأراضي المحتلة.

ويؤكد رئيس الجمعية محمد الصيرفي أن هذا الجسم النقابي يضم جميع مربي الحَمام من الفلسطينيين، مشيراً إلى أن الهدف منها هو رفع اسم بلاده في كافة المحافل الدولية ذات الصلة.

وأردف الصيرفي قائلاً: "لقد وُلدت الجمعية بعد سنوات من تطور هذه المهنة ، وجلب أعداد كثيرة من الطيور عبر الأردن ، ولبنان ، وسوريا".

وأضاف "هناك مربون أنتجوا طيوراً جميلة في القدس، والخليل ، ونابلس ، وهم استطاعوا جلب النوع الألماني من الخارج (..) المشكلة الرئيسة أمامنا هي في الحظر الإسرائيلي المفروض على استيراد الحمام الشامي تحديداً، ونحن نضطر لتهريبه بمبالغ ضخمة، وبأساليب تحفها المخاطر".

وبحسب إحصاءات جمعية الحياة البرية، فإن في فلسطين المحتلة ما يقارب 550 نوعًا من الطيور البرية، بينها 400 نوع يعتبر مُهاجراً.

2018-01-25