ارشيف من :ترجمات ودراسات

الصفحة الأجنبية: وزير الحرب الاميركي يكذّب المزاعم حول استخدام النظام السوري غاز السارين

الصفحة الأجنبية: وزير الحرب الاميركي يكذّب المزاعم حول استخدام النظام السوري غاز السارين

سلّط جنود أميركيون سابقون الضوء على تصريحات وزير الحرب الاميركي "جايمس ماتيس" الأخيرة والتي اعترف فيها بأن بلاده لا تملك أية أدلة تثبت بان النظام السوري استخدم غاز السارين ضد شعبه. ولفت هؤلاء الى ان كلام "ماتيس" هذا يكذّب المزاعم الاميركية التي استخدمت كمبرر للعدوان الاميركي على مطار الشعيرات في شهر نيسان/ابريل الماضي. وفي سياق غير بعيد قالت مجموعة غربية بارزة تعمل في مجال الأمن والاستخبارات أن الخطط الاميركية للبقاء الطويل الأمد في سوريا تواجه تحديات هائلة. من جهة أخرى قال ضابط عسكري اميركي ان الولايات المتحدة لا تحقق أي انتصارات في الحروب التي تخوضها حول العالم.

 

وزير الحرب الاميركي يكذّب المزاعم عن استخدام النظام السوري غاز السارين

كتب "جان ويلكي" وهو محامٍ دولي وجندي أميركي سابق مقالة نشرت في مجلة "Newsweek"، لفت فيها الى التصريح الصادر عن وزير الحرب الاميركي "جايمس ماتيس" مؤخراً والذي قال فيه إن الولايات المتحدة ليس لديها اي ادلة تثبت ان الحكومة السورية استخدمت غاز السارين ضد شعبها.

وأشار الكاتب وهو مقاول استخباراتي سابق، الى ان تأكيد "ماتيس" هذا يتناقض مع مذكرة البيت الأبيض التي بررت الاعتداء الاميركي على مطار الشعيرات في ادلب بشهر نيسان/ابريل الماضي. كما اضاف بان ماتيس كذّب بذلك الشخصيات التي كانت مسؤولة عن الترويج لمزاعم استخدام النظام السوري لغاز السارين وقتها، من دون وجود الأدلة المطلوبة.

كذلك تابع الكاتب بأن وجود فريق تحقيق أممي في سوريا تزامناً مع أحداث خان شيخون يجعل من المستبعد جداً أن يكون الرئيس الأسد قد اعطى التعليمات لاستخدام غاز السارين وقتها. وقال الكاتب ايضاً إنه، وكجندي سابق، لا يرى أي منطق في قيام اي شخص باستهداف المدنيين والاطفال بشكل متعمد، كما زعمت جماعة القبعات البيضاء.

 

الخطط الاميركية للبقاء الطويل الأمد في سوريا تواجه عقبات صعبة

مجموعة صوفان للاسستشارات العسكرية والاستخباراتية نشرت، من جهتها، تقريراً نبّه من ان الوجود العسكري الاميركي في سوريا يثير الاشكالية لعدة أسباب، ومن بينها ان النظام السوري يرفض هذا الوجود، بالإضافة الى كون الخطط الطويلة الأمد للولايات المتحدة في سوريا لا يغطيها قانون التفويض باستخدام القوة العسكرية الصادر في عام 2001 بعد هجمات الحادي عشر من ايلول والذي استخدمه البيت الأبيض لتبرير الوجود الأميركي في سوريا.

وأضافت المجموعة أنه وبينما تتقلص المعارك ضد "داعش"، فان النظام السوري بات يركز الآن على استعادة المناطق من أيدي ما يسمى التحالف الدولي ضد داعش. وقالت ان ذلك يعني نزاعًا مختلفًا تماماً عن النزاع الذي "كان يجول في بال الولايات المتحدة عندما بدأت عملياتها العسكرية في سوريا باواخر عام 2014".

المجموعة أشارت الى أن الولايات المتحدة تريد ان تواصل تواجدها العسكري في سوريا بعد انتهاء المعركة ضد داعش "ظاهرياً من اجل عودة الجماعة ولكن ايضاً من اجل التصدي لنفوذ ايران في البلاد"، بحسب تعبير المجموعة نفسها، الا انها حذرت من ان واشنطن تواجه تحديات هائلة بهذا الاطار، بدءًا بالأسس القانونية الضعيفة لتواجدها، إضافة إلى أن واشنطن وحليفها الكردي يواجهان معارضة قوية من النظام السوري وكذلك من روسيا وايران وتركيا.

 

واشنطن لا تحقق أية انتصارات في الحروب التي تخوضها حول العالم

كتب الضابط العسكري الاميركي "داني سجورسن" مقالة نشرتها مجلة "The American Conservative"، تطرق فيها إلى الأنباء التي أفادت بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أصدر تعليماته للبنتاغون لتنظيم عرض عسكري ضخم.
تساءل الكاتب - الذي خدم في كل من العراق وافغانستان - عما "تحتفل به" الولايات المتحدة من خلال تنظيم العرض العسكري. وأضاف بأنه ما من شك بأن ترامب وكما اسلافه يلجأ الى هذه الأساليب لأغراض سياسية، وبأن فكرة تنظيم العرض العسكري هي من أجل التغطية على "سياسة تافهة في الشؤون الخارجية"، وفق تعبير الكاتب نفسه. كذلك شدد على أن "هذه الفكرة هي من اجل الاستعراض وليست عبارة عن استراتيجية"، وعلى ان الجنود الاميركيين يشاركون بعمليات "غير حاسمة" في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

أضاف الكاتب أن الحروب التي تخوضها أميركا لا تسير بشكل جيد، مشيراً الى ان عقيدة داعش لا تزال قوية وحية (على اساس المزاعم بان واشنطن تحارب داعش)، كما لفت الى ان تركيا من جهتها تستهدف الأكراد المتحالفين مع اميركا في سوريا، والى انه لا توجد استراتيجية للانسحاب من سوريا.

كذلك تابع الكاتب بأن ترامب سمح لكل من وزير الحرب الاميركي "جايمس ماتيس" ومستشار الامن القومي "H.R McMaster" بدفعه نحو زيادة عديد القوات الاميركية في افغانستان. واضاف بان ذلك يعني تخصيص المزيد من الجنود والموراد الاميركية وايضاً المزيد من الوفيات، في حرب "لا يمكن الانتصار فيها"، وفق تعبير الكاتب نفسه.

كما تابع بأن افغانستان هي عبارة عن ساحة لاستنزاف الموارد، وبأن حركة طالبان عززت وضعيتها في افغانستان بشكل غير مسبوق منذ الاجتياح الاميركي عام 2001، مشيراً الى أن هجمات طالبان الإرهابية تطال اليوم حتى العاصمة الافغانية كابول.
وحول وجود قوات خاصة أميركية في القارة الافريقية من أجل ما يسمى "محاربة الارهاب"، لفت الكاتب الى ان عدد الجماعات الارهابية في هذه القارة قد ارتفع في ظل الوجود الاميركي. وبالنسبة لليمن شدد الكاتب على أن هذا البلد يعاني المجاعة "بكل ما للكلمة من معنى"، وقال إن السعودية تمارس القصف الرهيب بتمكين من الولايات المتحدة. وأضاف بأن القصف السعودي يؤدي الى مقتل طفل يمني كل عشرة دقائق تقريباً، علاوة على أسوأ حالة انتشار لوباء الكوليرا في التاريخ بسبب الحصار المفروض على اليمن.

ونبّه الكاتب الى أنه ورغم كل ذلك، فإن جماعة أنصار الله لا تزال موجودة في شمال وغرب اليمن، كما حذر من ان ما يحصل في اليمن ادى الى تقوية "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية" (والتي مقرها اليمن)، مضيفاً بان هذه الجماعة هي التي تشكل التهديد الحقيقي لأميركا.. بناء عليه تابع الكاتب بأن اليمن على الأرجح ستكون عبارة عن هزيمة أخرى للولايات المتحدة.

2018-02-10