ارشيف من :تحقيقات

’عيسى حسن’ ضابطٌ سوريٌّ نهضَ من تحت الركام

’عيسى حسن’ ضابطٌ سوريٌّ نهضَ من تحت الركام
’عيسى حسن’ ضابطٌ سوريٌّ نهضَ من تحت الركام
’عيسى حسن’ ضابطٌ سوريٌّ نهضَ من تحت الركام

علي حسن
 
تشي ابتسامة "عيسى حسن" ونظراته الفرِحَة بالكثير، ينظُرُ إلى كرسي المُقعدين الخاص به، وهو يرفع الأثقال والأوزان نظرةً تدُلُّ على أمله الكبير بيومٍ سيعود فيه واقفاً على قدميه كما كان قبل أن تُصيبه تلك الرصاصة الغادرة التي أُطلقت من قبل أحد الإرهابيين في معركةٍ من معارك ريف اللاذقية الشمالي حين كان الجيش السوري يعمل على تطهير المنطقة.

عيسى، ضابطٌ شاب في الجيش السوري لم يسمح لألم الرصاصة التي أصابته بالشلل السفلي أن تقضي على أمله بالحياة المُشتعل في داخله، يروي لموقع " العهد" الإخباري حكايته التي بدأت في الثاني والعشرين من شباط/ فبراير عام ألفين وخمسة عشر، ويقول: " كانت تدور أعنف الاشتباكات بيننا وبين الإرهابيين في ريف اللاذقية الشمالي والمعروف عن تلك المنطقة غاباتها الحرجية الكثيفة جداً، وكان الإرهابيون يتمركزون داخل تلك الأحراج والاشتباكات تدور بيننا وبينهم عن مسافة قريبة جداً، وأُصبت في يوم من أيام تلك المعارك برصاصةٍ خرقت صدري وظهري ما تسبب بأذىً كبير في النخاع الشوكي أدى بي للإصابة بشلل سفلي".

يقول عيسى هذه العبارة مبتسماً وكأنه المنتصر، وعيونهُ تحكي إرادة الحياة الكامنة في داخله فهي أقوى من إصابته حسبما يقول، ويتابع حديثه " كانت بداية فترة إصابتي صعبة علي، وهذا شيءٌ مؤكد و طبيعي أن يحصل مع كل جريح، لكن أملَ الشفاء لم ولن يفارقني، وفيما بعد مللتُ الجلوس في الفراش، لم أُلقِ بالاً لنظرة الناس التي قد أُرمقُ بها بل كنت متقبلاً لوضعي بشكل كبير، وخرجت من سكوني، أتعرّف إلى الناس وأعيش حياتي كما أُحب، وبعد فترة قصيرة تعرّفت إلى مجموعة من الشبان والشابات من جرحى الحرب (مدنيين وعسكريين) في مركز تأهيل المعوقين في دمشق الذي واظبتُ على التمارين الرياضية فيه وأسسنا فريقاً لكل من تأذى من الإرهاب وأسميناه "أبطالٌ من تحت الركام"، ولكلٍّ منّا هواياته الرياضية، نشجّع بعضنا على ممارستها والجميع متفائل مثلي بالشفاء كما هو متفائلٌ بغدٍ أفضل، وحينها بدأتُ بالتدريب ويوماً بعد يوم أتحسّن أكثر فأكثر، وشاركت ببطولات ومهرجانات كان أكبرها بطولة الجمهورية العربية السورية لألعاب القوى"، ويؤكد هنا "عيسى" قائلاً: " استطعتُ أن أُحقّق المركز الأول على مستوى الجمهورية العربية السورية ضمن تصنيفي رغم حالتي وإصابتي وشلل قدمي، وشعرت بقدرتي وجبروتي ونسيت ما أنا فيه، وأيقنتُ فعلاً أنّ الإرادة تصنع المستحيلات وأنا اليوم سعيدٌ جداً "، لافتاً إلى أنه يطمح لما هو أفضل من بطولة سوريا لألعاب القوى، ويصمُتُ هنا عيسى قليلاً، ويرفع عيونه قائلاً: " نهضتُ من تحت الركام، فلينهض كل أبناء بلدي من تحته أيضاً كما فعلت".

2018-02-15