ارشيف من :أخبار عالمية

الصفحة الأجنبية: دعوات أميركية الى تكثيف تسليح كيان العدو بعد إسقاط طائرة أف-16

الصفحة الأجنبية: دعوات أميركية الى تكثيف تسليح كيان العدو بعد إسقاط طائرة أف-16

تسعى كلّ من فرنسا والمانيا وبريطانيا إلى إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدم الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، بحسب ما ذكرت صحف أميركية معروفة. قالت إن موافقة الأعضاء الديمقراطيين في الكونغرس على الاستجابة لدعوة ترامب إدخال تعديلات على الاتفاق النووي مرهون بالموقف الأوروبي، حيث نقلت عن شخصيات بارزة في الحزب الجمهوري بأن الديمقراطيين لن يقبلوا بأي شيء "يعارضه الأوروبيون".

وأشارت الى أن استمرار الخلاف الاميركي - الاوروبي قد يشكل الخلاف الأكبر بين ضفتي الاطلسي منذ مجيء ترامب الى الحكم.

في سياق غير بعيد، دعا باحثون أميركيون معادون لإيران الى تكثيف تسليح كيان العدو، بينما قال باحثون آخرون ان حربا باردةً "ثانية" قد بدأت بين أميركا وروسيا.

* ملف ايران النووي قد يشكل الخلاف الأكبر بين أميركا وأوروبا

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً كشفت فيه أن كلا من فرنسا والمانيا وبريطانيا يحاولون منذ أشهر إقناع الرئيس الاميركي دونالد ترامب بأنهم يريدون الانضمام اليه في التصدي "لسلوك ايران السيء" (وفق تعبير التقرير)، وذلك على أمل التأثير عليه كي يواصل الالتزام بالاتفاق النووي مع ايران.

وأضاف التقرير إن "ادارة ترامب وبقيادة وزارة الخارجية الاميركية تجري محادثات رفيعة المستوى مع الاوروبيين من أجل إيجاد سبيل لمعالجة "مخاوف ترامب" قبل تاريخ الثاني عشر من ايار مايو المقبل، وهو الموعد الذي حدده ترامب للانسحاب من الاتفاق". مشيراً الى أن العديد ممن يشاركون في هذه المساعي يعتقدون ان "النجاح ممكن و مرغوب به"، وبان وزير الخارجية ريكس تيلرسون "Rex Tillerson" كان قد وصف المحادثات مع الاوروبيين بانها "مثمرة جداً".

كذلك أشار التقرير الى أن ترامب كلف الكونغرس بادخال تعديلات على الاتفاق النووي خلال المهلة الزمنية نفسها (حتى الثاني عشر من ايار مايو المقبل). وقال إن ترامب طالب ليس فقط بمعالجة المسائل "غير النووية" وانما ايضاً بتعديل الاتفاق كي لا يشمل رفع بعض القيود المفروضة على برنامج ايران النووي، وكذلك بتكثيف نظام التفتيش للمنشآت الايرانية، اضافة الى فرض قيود على برنامج ايران للصواريخ البعيدة المدى.

غير أن التقرير لفت بالمقابل الى أن الكونغرس ينتظر ما اذا كانت ادارة ترامب ستتوصل الى اتفاق مع الاوروبيين، ونقل عن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وهو السيناتور الجمهوري بوب كروكر "Bob Corker" بان موافقة الاوروبيين مسألة ضرورية بسبب الاعضاء الديمقراطيين في الكونغرس، موضحاً أن الأعضاء الديمقراطيين لن يصوتوا على شيء "لا يدعمه الاوروبيون".

وفي الإطار عينه، نقل التقرير عن عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي السيناتور بنجامين كاردين "Benjamin Cardin" بأن "الخطة الآن" هي الانتظار حتى يتبين ما الذي سيحصل مع الاوروبيين.

التقرير في المقابل أضاف بأن لا أحد يعرف ما اذا كان ترامب سيوافق على استمرار الالتزام بالاتفاق تحت أي ظرف، ونقل عن عدد من المصادر المطلعة بأن لا ضمانات بان أي اتفاق سيرضي ترامب.

كما نبه التقرير الى أن عدم التوصل الى اتفاق بين ادارة ترامب والترويكا الاوروبي (فرنسا والمانيا وبريطانيا) قد يؤدي الى الخلاف الأكبر بين الحليفين الاميركي والاوروبي منذ مجيء ترامب الى البيت الابيض. وأشار في هذا الاطار الى أن وزيرة الدفاع الالمانية "Ursula von der Leyen" انتقدت خلال مؤتمر ميونيخ الامني الذي انعقد مؤخراً نهج ترامب "العسكري" حيال العالم، وأنها قالت ايضاً ان هذا النهج يتم تبنيه على حساب الدبلوماسية والمساعدات الدولية. كما نبه التقرير الى ان وزير الخارجية الالماني سيغمر غابريال Sigmar Gabriel وفي المؤتمر نفسه قد صرح "باننا لم نعد نعرف اميركا".

* دعوات أميركية الى تكثيف تسليح كيان العدو بعد اسقاط طائرة اف-16

كتب رايمند تاتنر وايفان شيهان "Raymond Tanter" و "Ivan Sascha Sheehan" (وهما باحثان معاديان جداً لايران) مقالة نشرت على موقع "National Interest"، قالا فيها إن ايران وفي حال استخدمت ما أسمياه "ميليشياتها الشيعية العراقية والباكستانية والافغانية وكذلك قواتها الخاصة (قوات ايران) من اجل "مهاجمة "إسرائيل"" (وفق تعبيرهما)، فان ذلك سيؤدي على الارجح الى حرب بين كيان العدو و ايران مع حلول عام 2019".

وانتقد الكاتبان ما اعتبراه بانه عدم تقديم الدعم الاميركي الكافي لكيان العدو، وقالا انه و"بينما تهدد دمشق وطهران القدس (يستخدم الكاتبان كلمة القدس في اشارة الى كيان العدو على اساس زعمهما ان القدس هي عاصمة "إسرائيل"، فان وزارة الخارجية الاميركية توجه رسالة الى "إسرائيل" بانها تقف لوحدها". وأشارا الى أن جولة وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون "Rex Tillerson" في المنطقة شملت كلا من الاردن وتركيا والقاهرة والكويت ولبنان، دون ان تشمل "إسرائيل"، بحسب تعبيرهما. وتابعا بانه كان يجب على تيلرسون "Tillerson" زيارة "إسرائيل" بعد "غزوة طهران من خلال الطائرات من دون طيار"، وفق قولهما.

الكاتبان قالا إن الدعم الاميركي الكلامي لكيان العدو ليس كافياً وانه يجب على اميركا تكثيف تسليح "إسرائيل"، بما في ذلك استبدال بطاريات الدفاع الجوي للطائرات الحربية من طراز اف-16، وذلك بعد ما اسقطت الدفاعات الجوية السورية احدى هذه الطائرات.

كما اضافا بان "إسرائيل" ليست فقط بخطر من ايران وانما برنامج طهران للصواريخ البالستية يعطيها القدرة على تهديد اهداف حول المنطقة، وبان طهران تملك اليوم اكبر مخزون من الصواريخ البالستية في الشرق الاوسط.

* حرب باردة "ثانية" بين الولايات المتحدة وروسيا

كتب رئيس "مجلس العلاقات الخارجية" (وهو مركز دراسات اميركي معروف مقره نيويورك) ريشارد هاس "Richard Hass" مقالة نشرت على موقع "Project Syndicate" اعتبر فيها ان هناك حربا باردة جديدة تحصل اليوم بين أميركا وروسيا.

وأشار الكاتب الى أن روسيا وعلى الرغم من انها لم تعد "الاتحاد السوفييتي"، الا انها تبقى دولة تمتلك اسلحة نووية ولديها مقعد في مجلس الامن، اضافة الى استعدادها لاستخدام قدراتها العسكرية وقدراتها في مجال الطاقة والحرب الالكترونية، من اجل دعم "الاصدقاء" و"اضعاف الدول المجاورة والخصوم"، وفق تعبيره.

وزعم الكاتب بان الرئيس الروسي فلادمير بوتين يتحمل المسؤولية الاكبر عن الحرب الباردة "الثانية"، حيث قال ان روسيا استخدمت قواتها المسلحة من أجل ما اسماه "احتلال وضم جزيرة القرم". كما تطرق الى التدخل العسكري الروسي في سوريا لمصلحة نظام الرئيس بشار الاسد.

كما كرر الكاتب المزاعم الاميركية بان موسكو تدخلت بالانتخابات الرئاسية الاميركية الاخيرة التي انتهت بفوز دونالد ترامب.
الكاتب تابع بان على الاميركيين ان يدركوا بان "الدفاع ليس كافياً"، وبان دعوة الكونغرس الى فرض المزيد من العقوبات على روسيا هي في محلها، وبان رفض ترامب فرض المزيد من العقوبات هو في غير محله.

الكاتب تحدث ايضاً عن ضرورة أن توجه الحكومة الاميركية الانتقادات الى الحكومة الروسية، ودعا وسائل الاعلام ومراكز الدراسات الاميركية وكذلك الاكاديميين الاميركيين الى تسليط الضوء على ما اسماه "الفساد في ظل حكم بوتين"، وذلك في حال عدم قيام بترامب بالتصعيد ضد موسكو.

كما اضاف الكاتب بان نشر المعلومات عن "الفساد في ظل حكم بوتين" قد يؤدي الى زيادة المعارضة له في الداخل ويمنعه من التدخل في السياسات الاوروبية والاميركية، دائماً وفق مزاعم الكاتب.

غير أن الكاتب شدد  على أن الهدف يجب ان لا يكون انهاء العلاقات الاميركية الروسية بالكامل. وهنا تحدث عن ضرورة التعاون الدبلوماسي بين الجانبين عندما يكون هذا التعاون ممكن و عندما ينسجم والمصلحة الاميركية. وقال إن روسيا قد تتوقف عما اسماه "تدخلها" في شرق اوكرانيا مقابل تخفيف العقوبات عليها.

كما قال الكاتب ان اميركا تحتاج الى دعم روسيا من اجل تشديد العقوبات على كوريا الشمالية، وأن استمرار اتفاقيات الحد من التسلح سيكون في مصلحة البلدين. وعليه خلص الى ان الاجتماعات الدبلوماسية المنتظمة والتبادل الثقافي والاكاديمي وزيارات وفود الكونغرس الى روسيا،كلها ضرورية من اجل توجيه رسالة واضحة بان العديد من الاميركيين منفتحون لعلاقات "اكثر طبيعية" مع روسيا في حال تصرفت الاخيرة "بضبط نفس اكبر"، وفق تعبير الكاتب.

2018-02-26