ارشيف من :خاص

الوزير طلال أرسلان  لـ’العهد’: لا علاقة تربطني بجنبلاط والى جانب حزب الله ضد الفساد 

الوزير طلال أرسلان  لـ’العهد’: لا علاقة تربطني بجنبلاط والى جانب حزب الله ضد الفساد 

يقضي رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" الوزير طلال أرسلان الكثير من وقته في متابعة قضايا الناس ومشاكلهم، هكذا يقول عارفوه. من وجهة نظره، فإنّ ما يُميّز أي زعيم أو رجل سياسي هو قربه من القاعدة الشعبية ومعاينة أخبارها، وهو ما جعله من الملتزمين بتقليد طائفة الموحدين الدروز لناحية الإستقبالات الشعبية. بيته مفتوح كل نهار سبت لقاصديه ليستمع اليهم، وله جولات أسبوعية على قرى وبلدات الجبل، التي يأسف كثيراً للحرمان الذي تشهده، واعداً بالعمل الجدي والحثيث لإنمائها. 

في حوار مع موقع "العهد الإخباري"، يُنوّه أرسلان بالقانون النسبي الذي يُشكّل الخطوة الأولى باتجاه تحقيق عدالة التمثيل. يتوجه الى الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله بالقول "إننا على العهد باقون في الحفاظ على المقاومة وعلى كل قطرة دم سقطت من مقاوم، ونحن الى جانبكم في محاربة الفساد". كما يلفت في سياق آخر الى أنّ وضع الطائفة الدرزية سيء جداً، في ظل نظام طائفي، ويؤكّد أن لا علاقة تربطه برئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط.

وهنا نص المقابلة:

س. لطالما كنتم من أوائل الذين ناصروا قانون الانتخابات النسبي، واعتبرتم الغاءه بمثابة الغاء الآخر. بماذا تصفون انتقال لبنان الى عصر قانون النسبية؟

*أعتقد أن خطوة خوض الانتخابات على أساس القانون النسبي هي بمثابة السير على الخطى الصحيحة باتجاه تحقيق عدالة وصحة التمثيل رغم بعض تحفظات الحزب "الديمقراطي اللبناني" على بعض الإصلاحات التي ألغيت منه، ولكن يبقى القانون النسبي أضمن لصحة التمثيل من الأكثري.

س. منذ أيام أعلنتم لائحتكم تحت مسمى "ضمانة الجبل". ماذا يعني هذا الشعار؟

*الشعار الذي اتُخذ،  ـ واتفق عليه أعضاء اللائحة في أول اجتماع لهم ـ، استُوحي من الحرمان الذي يعاني منه أبناء الجبل، والإجحاف الذي تشهده مناطقهم نتيجة اهمال الدولة بكل مؤسساتها..للأسف، دائماً الجبل مهمّش، فحتى المشاريع الضخمة تُنجز على صعيد كل لبنان إلا الجبل..الشوف وعاليه تُحرم من العديد من الخدمات، والإقليم أسوأ حالاً أيضاً، ولا أي مشروع يُذكر على صعيد القضاء.. من هنا أتت فكرة "ضمانة الجبل" أي الضمانة في الإنماء والتحسين والتطوير لمناطق الجبل، وهذا سيكون هدف الكتلة الأساسي والأول إن شاء الله. إنماء متوازن ومتكامل لا آني مرتبط بالإنتخابات فقط، بل تطوير يُشكّل مسار بناء دولة، وللأسف منذ عشر سنوات ونحن نعاني من الإستثمار الانتخابي الذي بلغ اليوم مرحلة غير مسبوقة، وهذا ما لا نريده. 

س. كيف تصفون العلاقة مع النائب وليد جنبلاط؟

*لا علاقة.


س. كيف ترى وضع الطائفة الدرزية في لبنان؟ 

*منذ سنوات وسنوات رفعنا الصوت بأنّ وضع الطائفة الدرزية مزري وسيء جداً من حيث قلة الخدمات في مناطق التواجد الدرزي. انتشار للبطالة بشكل مؤسف، هجرة مكثفة للشباب، إذ إن الهجزة تزداد في ظل عدم إعطاء أبناء الجبل أية ضمانات لتثبيتهم في أرضهم.  لذلك نحن طالبنا باجتماع درزي عام طارئ يضم نواب ووزراء الطائفة الدرزية، للتباحث في العديد من الأمور، خصوصاً ملف الوظائف في الدولة. فهل يُعقل أن وظيفة مأمور متمرّن في أمن الدولة يتقدّم اليها شبان دروز بالجملة وهم من حملة الإجازات الجامعية!. الوضع الدرزي غير مريح أبداً، ونتأمل أن تنظر الدولة في وضع هذه المناطق المحرومة. لذلك نطمح بكتلة نيابية للجبل تعمل لصالح المناطق المحرومة، تخدم الناس بشكل جدي وشفاف لا لأهداف انتخابية أو "تجارية".

س. برأيك ما الذي يميّز الانتخابات القادمة عن انتخابات العام 2009؟

*طبعاً، القانون النسبي هو أول ما يُميّز الانتخابات القادمة. أضف اليه الوعي لدى الناس والذي نراهن عليه كثيراً. هذا الوعي الذي يزداد كل عام. وهذه الدورة من الإنتخابات تتميّز بأنها أتت في عصر تفاعل الشباب على الشبكات الاجتماعية، بحيث بات كل شيء مكشوفا أمامهم. أكثر ما نراهن عليه هو صوت كل مواطن، ولذلك أطلقنا شعارنا "صوتك ضميرك". ضمير الأفراد هو الأساس.
 
س. ما هو برنامجكم وخارطة طريقكم في مجلس النواب؟
 
*نحن لسنا مرشحون جدد على العمل السياسي. تماماً كما أن المرشحين في لائحتنا ليسوا جدداً. هي لائحة تتكوّن من أحزاب عريقة كالتيار الوطني الحر، الحزب القومي السوري، بالإضافة الى الحزب الديموقراطي اللبناني. أحزاب لها عملها وتاريخها ومطالبها في الوطن، ولديها برنامج دائم، ولا تطلب سوى فرصة ودعم من قبل الناس يوصل أكبر عدد من نواب اللائحة الى البرلمان للعمل على تنفيذ المشاريع في مناطق الجبل المحرومة. وهنا يستوقفني السؤال الذي يوجه الينا على مواقع التواصل الاجتماعي بأنك يا طلال أرسلان تهاجم الفاسدين، وأنت في السلطة منذ التسعينات وحتى اليوم. أنا أقول لهم صحيح شاركنا في السلطة وامتلكنا تمثيلاً نيابياً ووزارياً، لكن ذلك لا يؤثر إذا لم نكن ضمن كتلة وازنة تسعى بكل ما أوتيت من قوة للإنماء. "يد واحدة لا تصفّق"، خصوصاً أننا واجهنا كتلة نيابية كبيرة جداً لا تتجاوب مع طروحاتنا، لذلك أملنا بالتغيير في الدورة القادمة، عندما يكون لدينا كتلة نيابية نستطيع من خلالها التأثير، بموازاة قرار وإرادة للمعنيين الموجودين اليوم في العهد الحالي الذي نعوّل عليه كثيراً برئاسة الرئيس ميشال عون..مشوارنا طويل ونحن الى جانب العهد خاصة في معركة محاربة الفساد والفاسدين. أكرّر، صحيح كنا مشاركين في السلطة ولكننا لم نكن نستطيع سوى الإضاءة على الفساد، الآن نستطيع بمشاركة مختلف الأحزاب محاربته. 

س. أيضاً، أعلنت حضرتك خوض المعركة الى جانب حزب الله ضد الفساد والفاسدين. بماذا ستبدأ؟

*نحن الى جانب الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله عندما أطلق هذه الحملة، تماماً كما كنا الى جانبه لدى نشأة المقاومة التي هي نهجنا منذ آلاف السنين كدوحة ارسلانية لم تشهد أي تغير ضد مقاومة الأعداء والمتربصين شراً ببلدنا. شعار محاربة الفساد هو شعار عريض لكنه مقدور عليه، إذ في ظل وجود كتلة نيابية وازنة وإرادة حقيقية نستطيع الضغط في الملفات الكبرى المشبوهة. نستطيع إطلاع الرأي العام على كل ما يجري على طاولة الحكومة، ونرفع الغطاء عن الفاسدين. هذه القضية الجوهرية لم تُطرح عبثاً، بل لأننا أصبحنا أمام خيارين، إما انهيار الدولة والاقتصاد، إذا استمرّ الفساد والهدر، أو اتخاذ قرار واضح بمحاربة هذه الآفة، والعمل على تخفيف الدين العام الذي للأسف سيصل الى 100 مليار دولار..نحن لا نعوّل أبداً على المؤتمرات الدولية، أملنا فقط بالإصلاح الاقتصادي ومعالجة أساس المشكلة، وإلا فالوضع الاقتصادي سائر نحو الانهيار.


س. كيف تصفون العلاقة مع حزب الله؟

*نصف العلاقة مع حزب الله بالكلمات التي أطلقناها خلال إعلان اللائحة الانتخابية، حيث قلت "لا بد لي أن أوجه تحية الى سماحة السيد حسن نصرالله، وأقول له من قلب الجبل من عاليه المدرسة الارسلانية، مدرسة الامير مجيد أرسلان، نحن لا نخون ولا نطعن في الظهر، ولا نبيع ولا نشتري في زواريب السياسة في هذا البلد، وإننا على العهد باقون في الحفاظ على المقاومة وعلى كل قطرة دم سقطت من مقاوم على مذبح هذا الوطن والأمة، فلا انتخابات تُغيّرنا، ولا مناطق غيّرت من قناعتنا في أحلك الظروف، وسنبقى وسنكون الى جانبكم في معركتكم القادمة بوجه الفساد والفاسدين".


س. لطالما اعتبرت أنّ كل شيء في البلد مبني على التكاذب، وأن "الطائفية السياسية" أساس اهتراء لبنان، ما هي المهام الملقاة على عاتقكم لتغيير هذا الواقع؟

* فكرة ضرورة عقد مؤتمر تأسيسي التي أطلقناها أثارت غضب البعض قبل أن نسميه حواراً وطنياً عاماً وشاملاً. نطالب بجلسة حوار عامة تضم الى جانب الطاقم السياسي رجال أعمال وفكر واقتصاديين، ومصرفيين، بحيث يكون هناك مؤتمر عام شامل يعيد صياغة النظام كخطوة أولى للوصول الى دولة مدنية تشكل أحد أهم أهدافنا، بالإضافة الى إلغاء الطائفية السياسية، ومن هنا أطلقنا شعارنا الشهير "الطائفية شر كلها، وشر ما فيها تمسك ضحاياها بها". للأسف نحن نعيش في بلد يطلقون الهواجس ويُخوّفون اللبنانيين عند كل استحقاق انتخابي، بحيث يتم خلق خصوم وهميين والعمل على الغريزة الطائفية والمذهبية، متوهمين بأن هناك من أتى لكسرنا، وهذا ما لم يحصل في عز الحرب الأهلية، إذ لم يستطع أحد الغاء الآخر. هذه الأكاذيب نرفضها ونؤكد دائماً على العيش المشترك. 

 

2018-04-06