ينعقد مهرجان فجر السينمائي الدولي بدورته السادسة والثلاثين بإدارة المخرج الايراني "رضا مير كريمي" بعد أسبوعين، ولا تكمُن أهميّة مهرجان فجر السينمائي الدولي في كونه ظاهرة عالمية لجمع المشاهير والفنانين من كل حدب وصوب لإبراز قدراتهم، وإنّما الأهمية الحقيقية لهذا المهرجان تكمن في تعزيز التبادل الثقافي بين دول العالم بعيدا عن النزاعات السياسية، سيما في الوقت الراهن الذي تتعرض فيه الجمهورية الاسلامية الايرانية لحملة شرسة من الدعايات المفبركة لتشويه صورتها في الساحة الدولية ودفع دول العالم الى مقاطعتها طبقا لتلك الفبركات.
علاوة على ماسبق فإن المهرجان فرصة للتواصل بين "العقول المشاركة والنقاشات التي تدور خارج سياق المحاضرات والندوات والمتابعين ايضا" ويقدم نوعا مثاليا من التقارب الانساني لا يمكن لغرف السياسة تحقيقه.

ففي قاعات "تشارسو" السينمائية بقلب العاصمة طهران ستتعدد اللغات والثقافات لتشكل لوحة انسانية تؤكد على وحدة بني البشر وعلى ضرورة حل الخلافات بالطرق الناعمة فيما بينهم بعيدا عن الآلة العسكرية كما تروج له بعض الدول من قبيل السعودية.
وفي هذا العام على وجه الخصوص تزايدت أعداد الضيوف الوافدين الى ايران من كل أصقاع الأرض، حيث يستضيف المهرجان أكثر من 300 ضيف أجنبي من بينهم الفرنسي "أوليفييه ميغاتون" مخرج الجزء الثاني والثالث من سلسلة "تايكن" (المخطوف)، وكارين شاخنازاروف المنتج والكاتب والمخرج  الروسي البارز، إضافة الى الألماني "توماس ماخ" مصور أفلام المخرج الشهير "فيرنر هيرتزوغ"، والمخرج التركي الصاعد نجمه "سميح كابلان أوغلو" الذي سيلقي محاضرات تعليمية في قسم دار الفنون، إضافة الى المخرج العراقي "محمد الدارجي" الذي يشارك بفيلمه "الرحلة" في مسابقة المهرجان، علاوة على ضيوف كبار آخرين.
هؤلاء الضيوف المميزون سيضيفون رونقا فنيا خاصا لمهرجان فجر السينمائي لهذا العام  عبر أفلامهم التي ستعرض أوجاع الانسانية على الشاشة الذهبية والنقاشات والحوارات التي ستجرى معهم ستكون كفيلة بخلق أجواء تقارب مميزة خلال أيام انعقاد المهرجان، ليدرك الجميع أن ايران الاسلامية أكثر دول العالم رغبة في تشييد الجسور الانسانية مع جميع دول العالم.

كما أن لفجر الدولي أهمية خاصة تكمن في تسليط الضوء على الأعمال التي تتبنى قضايا انسانية من قبيل "العدالة والسلام العالمي والقيم الأخلاقية والإنسانية"، فالمتابع والمشارك في المهرجان لن يشاهد أعمالا تجارية بتاتا كالتي يسوق لها على أساس الربح المادي دون مراعاة أخلاقية، وإنما شريط خلاب من نخبة الأفلام السينمائية وبعدسة مخرجين وفنانيين شرفاء كل ما يصبون إليه محاكاة أوجاع الانسانية، فلا نفاق ولا مطامع.
كما أن المهرجان سيهتم باحداث المنطقة خاصة سوريا، فلسطين،اليمن والعراق من خلال قسم خاص يحمل إسم الزيتون المجروح.
كما يعمل فجر السينمائي الدولي على تنشيط السياحة وحس السياح على زيارة ايران بلد الأمن والأمان، هذا بالإضافة إلى أن المهرجان في الأساس يهدف إلى تبادل الثقافات السينمائية بين الدول.
يشار الى أن فعاليات مهرجان فجر السينمائي الدولي في دورته السادسة والثلاثين تنطلق في ١٩ نيسان/ أبريل وتستمر حتى ٢٧ نيسان/ أبريل 2018.