ارشيف من :تراث و أماكن

مدينة ’ولاتة’ بموريتانيا.. آثار وشواهد تاريخية

مدينة ’ولاتة’ بموريتانيا.. آثار وشواهد تاريخية

يقول باحثون إن تاريخ نشأة مدينة "ولاتة" الأثرية شرق موريتانيا يعود الى القرن الخامس الميلادي. وتوثق بعض الروايات أنها بنيت من طرف الزنوج السود في صورة قرية تابعة لمملكة غانا قبل أن يستوطنها العرب المسلمين. وكان يطلق عليها بيرو وتقع هذه المدينة التي لا تزال عامرة بالسكان 80 كلم شرق عاصمة مدينة النعمة.

وتقول بعض المصادر أن قائد فتح شمال أفريقيا عقبة بن نافع زارها وكان بها السيد يحي الكامل جد قبيلة "المحاجيب" التي تسكنها حالياً. وأنه كان معاصراً لعبد القادر الجيلاني. إلا أن إشكالية دخول الإسلام تبدو متضاربة، ذلك أن بعض الروايات كما جاء في الرسالة الغلاوية للشيخ سيد محمد بن الشيخ سيد المختار الكنتي (ت 1243هـ) أن عقبة بن نافع وصل قرية بيرو وترك بها ابنه العاقل الذي ربما توفي بها ودفن بصحن المسجد.

وقد ذكرها الرحالة الشهير ابن بطوطة ووصفها كمحطة للقوافل التجارية الحاملة لبضائع الجنوب الافريقي المتجهة الى شمالها والعكس صحيح، كتمر سجلماسة بالجزائر وحبوب وذهب جمهورية مالي، حيث كان الأهالي يقدرون أثمان هذه البضائع بالذهب والفضة.

مدينة ’ولاتة’ بموريتانيا.. آثار وشواهد تاريخية

وخلال القرن السادس عشر الميلادي كانت مدينة "ولاتة" احدى أهم مراكز الاشعاع الثقافي العربي والاسلامي بعد أن استقطبت الكثير من علماء مدينة تمبكتو التي عرفت قلاقل وأزمات. كما استقبلت علماء ومفكرين من فاس وتلمسان ومراكش، وكانت مستقراً لبعض أهالي اتوات بجنوب الجزائر وبعض العائدين من الاندلس التي سقطت نهائيا بيد الأسبان عام 1492.

ويتحدث بعض المؤرخين عن الدور الكبير الذي لعبته هذه المدينة في نشر الاسلام في الساحل الافريقي. وقد تحدث ابن خلدون عن هجرة بعض الأسر العلمية اليها كأسرة بني صالح العلوية.

ولاتزال البيوت الولاتية حتى اللحظة محافظة على النمط التاريخي القديم والذي يمزج بين النمط الوثني الافريقي القديم رغم ما يحمله من خرافات وأساطير وبين نمط إسلامي مغربي أندلسي. وتعتبر الزخرفة الولاتية المنقوشة على البيوت ابداعا ولاتيا خالصا.

وتزخر المدينة حتى اليوم بمخطوطات نادرة تقدر بـ 522 مخطوط، رغم أن بعضها سرق في الحقبة الاستعمارية.

وتستهوي المدينة الى يومنا الباحثين والمستكشفين الغربيين وسط اهمال المراكز العربية المختصة.
 

2018-04-09