ارشيف من :ترجمات ودراسات

الصفحة الأجنبية: ’ضربة’ ترامب تصطدم بمعارضة داخلية واسعة

الصفحة الأجنبية: ’ضربة’ ترامب تصطدم بمعارضة داخلية واسعة

كتب ديفيد أغناتيوس مقالة نشرت في صحيفة "واشنطن بوست" أشار فيها إلى أن "إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تراجعت عن الرد على الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما السورية، آخذة بالحسبان مخاطر الضربة العسكرية على سوريا".

والفضل في القرار الأخير لإدارة ترامب يعود بحسب الكاتب أغناتيوس إلى وزير الحرب جيمس ماتيس، "الذي يؤيد ردا موزونا"، وأضاف أن ترامب خفف من لهجته التصعيدية هو الآخر.

وأسف الكاتب في الوقت نفسه لعدم وجود استراتيجية لدى ترامب حيال سوريا، وقال "يريد ترامب سحب القوات الاميركية من سوريا ويريد أن يظهر كالرجل القوي، وذلك هو وصفة للفشل في كلا المجالين" بحسب الكاتب.

وأضاف أغناتيوس إن "الرسائل المتناقضة لا تزال المشلكة الأساس في سوريا، وترامب ربما سيرى الآن الحاجة الى استراتيجية أميركية أوسع من أجل المساعدة على استقرار سوريا، وقد حذر ماتيس ترامب خلف الأبواب المغلقة من مخاطر الضربة في ظل تواجد قوات أميركية وروسية على مسافة قريبة في سوريا والبحر المتوسط".

وتابع أغناتيوس "ترامب استمع باهتمام إلى ماتيس وأجّل أية خطوة من أجل دراسة الموضوع اكثر، كما أن الولايات المتحدة تنسق الخيارات السياسية مع بريطانيا وفرنسا وحلفاء آخرين"، ووصف الكاتب ذلك بأنه "تطور ايجابي".

الكاتب نقل عن مسؤول في وزارة الحرب الأميركية "البنتاغون" قوله إن عملية أخذٍ وردٍّ تجري على خط الاتصالات العسكرية بين واشنطن وموسكو، موضحا ان المعضلة بالنسبة للمخططين الأميركيين تتمثل بكيفية تقويم العمل العسكري بحيث يتم توجيه رسالة ردع واضحة الى سوريا وروسيا دون تصعيد النزاع.

وختم أغناتيوس "ترامب، كما أوباما، يجد أن الحديث عن الانسحاب من الشرق الأوسط أسهل بكثير من الانسحاب الفعلي منه، وعندما يقوم ترامب بعمل عسكري في سوريا فسيكون هو المسؤول عن التداعيات".

للدخول في محادثات مباشرة مع الأسد

بدوره، كتب باتريك بوشان مقالة نشرت في مجلة "ذا أميركان كونزيرفاتف"، أعرب فيها عن معارضته لتوجيه ضربة عسكرية اميركية الى سوريا.

الكاتب -الذي عمل مستشارًا للرؤساء الاميركيين السابقين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد ورونالد ريغن- طرح الدخول في محادثات اميركية مباشرة مع الرئيس السوري بشار الأسد، وقال ان "المصالح الاميركية في سوريا تتمثل فقط باحتواء تنظيم القاعدة والقضاء على "داعش"، والتوصّل الى أفضل اتفاق ممكن من اجل اكراد سوريا.

وتابع بوشان بالقول إن دمشق وموسكو وطهران لا تحارب اميركا على هذه الجبهات، فـ"القاعدة" و"داعش" هما عدوان لهذه الأطراف أيضًا.

وأضاف الكاتب "في حال وجد المحققون أدلة دامغة لتورط قوات الجيش السوري باستخدام الغاز السام ضد المدنيين في دوما كما يزعم البعض، فعلى ترامب حينها ان يقرر ما اذا كان سيكرر الضربة التي استهدفت مطار الشعيرات قبل عام، وان يخاطر هذه المرة بالدخول في حرب مع روسيا"، حسب تعبيره.

أنصار ترامب يعارضون ضرب سوريا

في السياق نفسه، حذَّر الكاتب في موقع "ناشونال انترست" كيرت ميلز من أن توجيه ضربة عسكرية اميركية الى سوريا يحمل معه خطر "التمرد" من قبل بعض داعمي ترامب الاساسيين، وخاصة وسائل الاعلام المحسوبة على التيار المحافظ.

وإذ طرح الكاتب سؤالا حول مدى تأثير هذه الفئة على ترامب، ودفعه للتراجع عن ضرب سوريا، قال ميلز "العديد من الشخصيات التي ايدت ترامب ومن بينهم بعض الشخصيات التي تعمل في البيت الابيض، اما انها متحفظة او معارضة بشدة أية ضربة اميركية ضد سوريا".

الكاتب أضاف أن المزاج المعارض لضرب سوريا هو أكبر بكثير مما كان عليه قبل عام، عندما استهدفت الولايات المتحدة مطار الشعيرات"، وذلك في استنتاج بناه الكاتب على محادثات أجراها مع عدد من الشخصيات من المعسكر المذكور.

الكتاب أشار إلى "الموقف الذي أعلنه توكر كارلسون-وهو مذيع شيهر لقناة "فوكس نيوز" الأميركية، حيث أعرب الأخير عن معارضته القوية لأية ضربة أميركية ضد سوريا، وشكك كذلك بما يقال عن مزاعم استخدام النظام السوري الاسلحة الكيميائية في دوما".

كذلك نقل الكاتب عن مصدر مقرب من البيت الابيض قوله ان "القرار حول توجيه الضربة الى سوريا يمثل اختبارا كبيرا جدا لالتزام الرئيس ترامب بمقولة أميركا أولاً، وذلك لأن سوريا ليست من المصالح الحيوية للولايات المتحدة".

ونقل ميلز عن مصدر في إدارة ترامب تشكيكه بأن يكون الرئيس الأسد قد استخدم الأسلحة الكيميائية بعد أن انتصر تقريبًا بالحرب.

وفي ختام مقاله، سأل ميلز عما إذا كانت حملة الضغوط من قبل هذا المعسكر تحقق النجاح، وقال "بعد كلام وزير الحرب ماتيس يوم أمس عن ضرورة توخي الحذر لجهة شن ضربة على سوريا، فإنَّ أحد الشخصيات المنتمية إلى المعسكر المذكور المعادي للحرب بعث له رسالة نصية كتب فيها "النصر"، وذلك في إشارة إلى أن هذا المعسكر المعارض لتوجيه الضربة قد انتصر".

خطاب الرياض و"تل أبيب" تحريضي

كتب السفير الأميركي الأسبق لدى حلف الناتو روبرت هانتر مقالة نشرت على موقع "لوبلوغ" حذر فيها من التصعيد في سوريا، وقال إن "العنصر الأساس في اية مساعٍ للسلام يتمثل بالتواصل المباشر أولاً بين الولايات المتحدة وروسيا، ومن ثم بين الولايات المتحدة وإيران".

وأضاف الكاتب –الذي يعد من أهم الشخصيات الأميركية في قضايا السياسة الخارجية ومنطقة الشرق الأوسط– إن على الولايات المتحدة أن تقول لولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أن خطابهما التحريضي يزيد الأمور سوءًا، وقد يساهم بنزاع أوسع ربما يجر الولايات المتحدة".

وشدد الكاتب على أن "الأهم بالنسبة للولايات المتحدة وروسيا وأطراف أخرى مثل الدول الاوروبية البارزة والامم المتحدة، هو ان يعاد البدء بعملية دبلوماسية حول مستقبل سوريا تشمل عناصر اساسية "كانت مفقودة حتى الآن".

واوضح هانتر أن "اي حل يجب ان يأخذ بالحسبان بقاء وامن جميع المذاهب في سوريا من علويين وسنة واكراد وغيرهم، وشدد في الوقت نفسه على ضرورة تأجيل البحث في موضوع مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد".

كما تابع الكاتب بالقول "اي اتفاق سلام يجب ان يشمل عناصر إضافية، وخاصة الأخذ بالحسبان دور تركيا، إضافة الى عدم تجاهل موضوع القضاء الكامل على تنظيم "داعش"، إلّا أنه أكد أن على الولايات المتحدة وروسيا ان تتفقا أولًا وعلى الفور، على أن خروج النزاع السوري عن السيطرة لا يصب في مصلحة أحد.

2018-04-13