ارشيف من :تحقيقات

كشافة الامام المهدي (عج) في عيدها الـ 33

كشافة الامام المهدي (عج) في عيدها الـ 33

جموعٌ غفيرة تراها تتوافد. شبانٌ، فتية، وأطفال، يسارعون لاحياء المناسبات. ينهمكون بالعمل كالنحل، ثم ينتظمون في صفوفِ جمعيةٍ اتخذت من الصدقِ والاخلاصِ شعارًا لها. وعلى مدى 33 عامًا من تأسيسها سعت إلى إنماء المجتمع والحفاظ عليه. هي جمعية كشافة الامام المهدي (عج) التي سطع نورها في 15 شعبان، ذكرى ولادة مخلص البشرية (عج). فاستلهمت اسمها منه، وأعلنت بدء مسيرتها، هادفةً إلى تحقيق القيم التي لطالما حاول نشرها أهل البيت (عليهم السلام).

بداياتها وتوسع نطاقها

"جمعية كشافة الامام المهدي (عج) التي انطلقت عام 1985، بدأت من خلال مبادرات فردية قام بها بعض الشبان الذين أسسوا أفواجًا صغيرة في كلّ من بيروت والبقاع والجنوب." ويشير نائب المفوض العام للجمعية الشيخ محمد سعد في حديث مع "العهد الاخباري" إلى أنّ الفضل في تطوير الكشاف الذي لم يكن يتجاوز عدد أفواجه الثلاثة يعود إلى "اندفاع الكشفيين في عملهم، حتى التقوا وارتقوا لضم الفتية والفتيات بهذه الافواج ضمن جمعية كشافة الامام المهدي (عج)، فتوسع نشاط الجمعية على امتداد الساحة اللبنانية وباتت تضم حوالي 77,000 كشفي بين قادة وعناصر."

وتقسم الفئات العمرية في الكشاف ضمن عدة مجموعات، أوّلها من عمر 6 إلى 9 سنوات وهي خاصة بالبراعم، ومن 9 إلى 12 سنة وهي مرحلة الأشبال والزهرات. ثمّ من عمر 12 إلى 14 سنة وهم الكشافة والمرشدات، أمّا الفئة العمرية بين 15 إلى 17 عامًا فهي خاصة بالجوالة والدليلات. ويشير سعد إلى أنّ لكلّ فئة عمرية قادة متخصصين. "وتعمد الجمعية لتدريب القادة بحسب الشريحة العمرية، إن كان بما يخص كيفية التعامل معهم وتنشئتهم وزرع القيم فيهم، أو من خلال تحديد البرامج المناسبة لهم والتي تشمل الفن والرياضة والدين والتربية وقضايا أخرى."

نشاطات وتدريبات

لا تترك الجمعية مناسبة إلا وأحيتها وهذا ما تشهد له الأزقة والشوارع والمساجد والقرى. من تزيين في المناسبات وإضاءة الشموع، إلى إقامة المآتم العاشورائية. وتضع الجمعية برامج خاصة لكل ذكرى، كما في الشهرين المباركين شعبان ورمضان، كذلك تعمد إلى تشكيل النوادي الصيفية في المدارس والمجمّعات والتي تتميّز ببرامج متنوعة ورحالات ترفيهية مختلفة.  

كشافة الامام المهدي (عج) في عيدها الـ 33

ويطغى الطابع التربوي والديني على نشاطات الكشاف. كما في برامج "نجمات البتول" لتعزيز التربية والسلوك الديني لدى الفتاة وتشجيعها على قيمة الحجاب، حيثُ يتم تخريج عدد كبير من الفتيات المحجبات سنويًا.

أمّا بما يخص التدريب الذي يأخذ حيّزًا مهمًا في عمل الكشاف، والذي نتج عنه تأهيل حوالي 5000 قائد وقائدة، فيشير سعد إلى "أنّه سيتم افتتاح اكاديمية جديدة للتدريب الكشفي والتي أُنجزت بفضل جهود القادة والقائدات." ويضيف "سيفتتح قريبًا معهد فني خاص بتدريب الفرق الموسيقية والانشادية." ولا بدّ لنا من الاشارة إلى وجود مدينتين كشفيتين وهما مدينة السيد عباس الموسوي (قده) في البقاع، ومدينة الامام الخميني (قده) في الجنوب خاصة بالتدريب الكشفي، والتي تضم مرافق حيوية للكشاف. كما وتقام المخيمات على الانهار والجبال للهدف نفسه.

تطور وتميّز

تطورت كشافة الامام المهدي (عج) بشكل كبير وملفت على كافة المستويات. وهذا ما يبيّنه سعد "حيث باتت تمتلك منظومة مهمة من البرامج، ونهج متكامل مدروس من قبل متخصصين ودكاترة." ويضيف "في اللقاء السنوي الـ 33  تسعى الكشافة لاطلاق رؤية خمسية لما ستكون عليه خلال الفترة المقبلة، من خلال توسيع منشآتها وتطوير برامجها وستعرض رؤية جديدة تمكّنها من التقدم أكثر."

لقد أثبتت الكشافة حضورها على مستوى البرامج حتى اعترفت المنظمة العربية للكشافة بكونها "نموذجًا يحتذى به". ويرى سعد أنّ "للجمعية الفضل في تأسيس مجموعة من الافواج والجمعيات الكشفية في الخارج خاصة في سوريا والعراق وحتى في أوروبا وأفريقيا من خلال نقل الخبرات بشكل أساسي." ولابدّ من الاشارة إلى أنّها "اكتسبت خبرتها من خلال مشاركتها مع اتحاد كشاف لبنان والجمعيات العربية الكشفية بكافة النشاطات، وقد اثبتت حضورها من خلال كفاءتها."

ويعود تميّز الجمعية إلى "بيئتها الحاضنة التي تتخذ من المقاومة ثقافةً لها، بالاضافة إلى حاجة الأهالي لارسال أولادهم إلى مكان آمن يضمنون الحفاظ على تربية أبنائهم باعتبار أن الساحة اللبنانية ساحة مفتوحة تعتنق ثقافات مختلفة." ائتمان الناس على الجمعية كان حافزًا للأخيرة لكي تكمل مشروعها وتثبت قدرتها على التربية بحسب سعد "وهذا ما نراه جليًا من خلال ما حصدته من آلاف الفتية والفتيات المؤمنين ومئات الشهداء الأعزاء."

2018-05-11