ارشيف من :ترجمات ودراسات

الصفحة الأجنبية: الأسد يحظى بشعبية كبيرة على عكس ما تمّ الترويج له من الغرب

الصفحة الأجنبية: الأسد يحظى بشعبية كبيرة على عكس ما تمّ الترويج له من الغرب

* الغرب استهان بمستوى الدعم الشعبي للرئيس الأسد

أكدت وزيرة الخارجية البريطانية في حكومة الظل أي حزب العمال البريطاني المعارض إميلي ثورن بيري أنه تم الاستخفاف بمدى الدعم الشعبي الذي يحظى به الرئيس السوري بشار الأسد في الشارع السوري.

وفي مقابلة مع مجلة "بروسبيكت" أشارت ثورن بيري إلى أن الرئيس الأسد يمكن أن لا يكون تلك الشخصية التي لا تحظى بشعبية كما "أخبر المتمردون الغرب"، كذلك دعت إلى سحب جميع القوات الأجنبية من سوريا، بما في ذلك القوات البريطانية، وقالت أن هذه القوات "لا تقاتل من أجل الشعب السوري".

ودعت ثورن بيري أيضًا بريطانيا إلى دعم محادثات السلام التي ترعاها روسيا في سوتشي، وإلى العمل بأية وسيلة متاحة "لمصلحة الاطفال السوريين"، وشددت على أنه "ما من شيء ثوري يحصل في سوريا".

ثورن بيري رفضت إدانة روسيا، على خلفية استخدام الأخيرة حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن لعدد من القرارات المتعلقة بسوريا، لافتة في هذا الصدد الى أن الولايات المتحدة من جهتها استخدمت حق النقض "الفيتو" هي الأخرى غير مرة.

*الهوة تتسع بين أوروبا وأميركا

في سياق منفصل، كتب المستشار في البرلمان الأوروبي إلدار محميدوف مقالة نشرت على موقع "لوبلوغ" تطرق فيها إلى العلاقات الأوروبية-الإيرانية، على خلفية انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران.

وشدد الكاتب على أن "إيران سواء مع أو من دون الاتفاق النووي ستبقى جزءا من الجوار الممتد للاتحاد الأوروبي"، كما أشار إلى أن "الاتحاد الأوروبي لا يمكنه تحمُّل فقدان قنوات الاتصال مع إيران، على ضوء الاضطراب في المنطقة".

كذلك تحدَّث الكاتب عن تطورات جديدة تحصل في أوروبا وقال "ربما ولأول مرة ثمة إدراك بوجود خلافات حقيقية مع الحليف الأطلسي، وأن هذا الإدراك ينعكس بما يُنشر في وسائل الإعلام الرئيسية في الغرب".

الكاتب لفت في هذا الصدد الى انه "على ضوء قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران، نُشرت مقالات عدة في صحف ومجلات معروفة مثل
"فايننشال تايمز"، و"واشنطن بوست" و "فورين بوليسي"، دعت  إلى إعادة تقييم علاقات أوروبا مع الولايات المتحدة.
 

*الإحباط في أوروبا من سياسات الولايات المتحدة وصل الى حد غير مسبوق

في السياق نفسه، قالت مجموعة "صوفان" للاستشارات الامنية والاستخباراتية في تقريرها اليومي إن "إحباط الدول الاوروبية من الولايات المتحدة وصل الى مستوى غير مسبوق، وذلك في ظل تلويح واشنطن بفرض عقوبات على شركات اوروبية تستمر بالعمل التجاري مع ايران بعد الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي".

إلا أن المجموعة نبهت من ان "القضية قد تذهب أبعد بكثير من مجرد الخلاف بالرأي حول الاتفاق النووي مع إيران، والى أن الانسحاب الاميركي من هذا الاتفاق هو آخر المؤشرات التي تدل على أن ادارة ترامب لا ترى قيمة تُذكر باستمرار النظام العالمي الذي ساد منذ الحرب العالمية الثانية".

كما أضافت المجموعة بأنه "فيما يرى الاتحاد الأوروبي وأطراف أخرى أن التحديات العالمية مثل الهجرة الجماعية والحروب المستمرة والتغير المناخي تتطلب مقاربة جماعية، تصبح الولايات المتحدة على العكس، انعزالية أكثر فأكثر".

وتابعت المجموعة بالإشارة الى أن مستوى التوتر بين الولايات المتحدة والدول الاوروبية في ازدياد، وأن هذا التوتر له طابع اقتصادي وفلسفي، وذكرت في هذا الصدد ان شركات فرنسية وقّعت على صفقات مع إيران بقيمة مليارات الدولارت، وكذلك الأمر بالنسبة للشركات الالمانية.

وأضافت المجموعة "إنّ القادة الأوروبيين مسؤولون أمام ناخبيهم، وعليه فإن خسارة مليارات الدولارات فقط من أجل إرضاء إدارة ترامب ليس بالأمر السهل الذي يمكن تبريره امام الناخبين".

وحول التوترات الفلسفية أشارت المجموعة إلى أن "الولايات المتحدة تطالب الأطراف الأخرى باتباع مسارها نقسه"، لافتة الى أن الولايات المتحدة تخلت بشكل شبه كامل تقريبا عن مقاربة متعددة الاطراف تستند على الإجماع من اجل المصلحة العامة"، كما اعتبرت ان "الهوة بين الولايات المتحدة وبقية العالم ستستمر بالتوسع".

2018-05-17