ارشيف من :عيد المقاومة والتحرير

نحن إلى فلسطين أقرب

نحن إلى فلسطين أقرب

في عصر الهزائم المتكررة ، وعندما تُصبح الأمة في ظلمة شديدة ؛ فإن إشعال شمعة صغيرة يبعث أملاً كبيراً، وهذا ما حققته المقاومة الباسلة على أرض لبنان، ومن ثم في قطاع غزة .. صحيح أننا لم نصل بعد إلى التحرير الكامل ، ولكن هذا الانتصار الذي حدث في جنوب لبنان بين عام 2000 و2006، وتكرر في القطاع خلال السنوات الممتدة من 2005 وحتى اليوم سواء بدحر الاحتلال، أو بمحاصرته في منطقة أخرى إنما هو مؤشر على أن العدو "الإسرائيلي" يمكن هزيمته، وبالتالي علينا أن نولي اهتماماً أكبر بالإعداد والتجهيز، انطلاقاً من أننا ذاهبون إلى معركة حاسمة، هي معركة وعد الآخرة التي ستقضي على الكيان الغاصب، وهذا لن يكون من دون وحدة عربية وإسلامية على منهج المقاومة والمواجهة، لا منهج الاعتراف بالعدو، والتنسيق الأمني معه.

إن برنامج المفاوضات والتسوية الذي اختاره البعض، ووضعوه في الخانة الاستراتيجية، وفي مواجهة برنامج النضال والصمود قد ثبت فشله، بينما انتصر برنامج المقاومة، ونجح في قضايا مرحلية، وهنا لا نتحدث عن انتصار نهائي (فلسطينياً) بخلاف ما هو عليه الحال في (لبنان)، ومع ذ لك لا بد من التأكيد على وحدة المقاومة، فما يصيب طرف هنا من خير ينبغي أن يمس بقية الأطراف، وكذلك في حال كان هناك أي سوء أو استهداف، ومن هنا نحن نعتبر انتصار المقاومة الإسلامية في لبنان انتصاراً للمقاومة الفلسطينية، ولسوريا أيضاً، وبقية المنضوين تحت هذا اللواء المناهض لـ"إسرائيل".

إننضالنا المتواصل على مدى العقود الفائتة يزيدنا قناعة بأنه لا مجال للخلاص بغير المقاومة

إن ما نقصده هنا بالوحدة، يشمل الفكر، الرؤية، لا الجغرافيا، و حدودها المفروضة من جانب الاستعمار وقواه، وإننضالنا المتواصل على مدى العقود الفائتة يزيدنا قناعة بأنه لا مجال للخلاص بغير المقاومة، أياً كانت أدواتها وأشكالها بدءاً من الحجر، وصولاً إلى الصاروخ وخلافه، مع تأكيدنا على قوة العزيمة والإرادة، وأهميتهما في هذا المسار الكفاحي.

ونحن في ظلال ذكرى عيد المقاومة والتحرير، نتطلع إلى ذاك اليوم الذي تجتمع فيه كافة القوى والفعاليات على مستوى العالم العربي والإسلامي تحت لواء المقاومة، كما ونتطلع لأن يكون هناك برنامج موحد يجمعنا في مسيرة الكفاح المشروعة، وهذا بلا شك سيشكل رافعة للنضال الفلسطيني، وسيُعجّل حسم الصراع، وسيعزز معركة التحرير لصالح أصحاب الحق المغتصب الذين لا يواجهون اليوم المحتل فقط، وإنما وكلائه وعملائه.

إن من نشاهدهم اليوم ينطقون بالعربية ـ وهُم ـ يتهافتون لخطب ود "إسرائيل" تجاوزوا حدود التطبيع، وباتوا شركاء للاحتلال، من خلال شرعنتهم لسرقة أرض فلسطين، وتسميتها "وطناً قومياً" للأعداء.. هؤلاء بالنسبة لنا لا يختلفون عن الصهاينة الذين يتكلمون العبرية، وفي ضوء ما تمت مراكمته من انجازات للمقاومة نؤكد اليوم أن المشروع الاستعماري التوسعي الذي تقوده المستكبرة أمريكا في المنطقة لا مستقبل له، وإن العقبى هي لأصحاب السواعد الفتية الذين رسموا بدمائهم حدود الأوطان، وهؤلاء وحدهم من يحق له تمثيل الشعب الفلسطيني، والأحرار من أبناء الأمة جمعاء، وغداً لناظره قريب.

2018-05-24