ارشيف من :تحقيقات

ساحة الشهداء في ببيلا تجمع أبناء الوطن الواحد برعاية الدولة

 ساحة الشهداء في ببيلا تجمع أبناء الوطن الواحد برعاية الدولة

 كان رفع العلم السوري في ساحة الشهداء في بلدة ببيلا بحضور غفير من أهالي يلدا وبيت سحم مناسبة لوصل حبل الود من جديد. على بساط أحمدي جمع أهالي هذه البلدات مع ضيوفهم وجيرانهم من أهالي بلدة السيدة زينب عليها السلام الذين قدموا لاستحضار ذكريات الألفة والمحبة التي جمعتهم لسنوات طويلة مع إخوتهم في البيت الإسلامي الواحد والغاية كما قال هؤلاء كانت إعادة تأهيل طريق الحرير الروحي بين الجيران في الوطن الواحد والأشقاء في الدين الواحد.
 
بين التعقل والضياع

غصت ساحة الشهداء في ببيلا بحشد ضخم لاستقبال الوفد الحكومي القادم لرفع العلم السوري وسط بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم المنضوية حديثا في المصالحة الوطنية. لم تخطئ العين ذلك العناق الحار بين وجهاء ومشايخ البلدتين الذين جمعتهم أواصر الجيرة والمحبة قبل أن يحاول البعض النفخ في رماد الفتنة عند اندلاع شرارة الأزمة في سوريا، الأمر الذي حال التعقل دونه وإن كانت المتاريس المرفوعة بين الجيران قد قطعت التواصل لسنوات سبع عجاف شهدت بداياتها محاولات جادة من الطرفين للتأكيد على معاني الوحدة الإسلامية والجيرة المشتركة، لكن استحضار الخطاب المذهبي البغيض وانتشار الشائعات وقتها عن "استعدادات متبادلة لغزو الجيران لبعضهم البعض" جمد التواصل الذي وأدته المتاريس لاحقا ليقف الأمر عند هذا الحد ويبقي حنين الأيام السالفة إلى "رغبة إصلاح هذه العلاقة قائمة في يوم من الأيام قادم" وهذا ما تحقق بعد إزالة السواتر ودخول هذه البلدات في التسوية والمصالحة ليأتي يوم رفع العلم السوري.

إمام جامع الكريم في ببيلا: لإعادة طريق الحرير الروحي

إمام جامع الكريم في ببيلا وأحد رجال المصالحة الداعمين بقوة للتسويات الشيخ أنس الطويل أجاب موقع العهد الإخباري حين سألناه "ماذا بعد؟"، فقال "نحن أمام رفع العلم السوري في هذا اليوم الأغر في منتصف بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم... أما عن سؤالك ماذا بعد..؟؟ فيجب أن نعود للتبرك بالعتبات المقدسة في السيدة زينب وهذا هو طريق الحرير الروحي".

 ساحة الشهداء في ببيلا تجمع أبناء الوطن الواحد برعاية الدولة

وأضاف إمام جامع الكريم "يجب أن تخرج المرأة آمنة سالمة والحاج آمنا سالما إلى السيدة رقية (ع) عبر هذه البلدات وهذا ما نريده وما بات الجميع مؤمنًا به"، موضحاً أن "السواتر كانت منتشرة في كل مكان من هذه المناطق وقد أزيلت اليوم من الأرض بعدما أزيلت من القلوب ونحن سنبني جسور التواصل بدل حفر الأنفاق".

وبسؤالنا للشيخ أنس عن مزاج الناس، أجاب بأن الإرهابيين وقبل خروجهم حاولوا أن يخرجوا معهم أكبر عدد من الأهالي لكن محاولاتهم باءت بالفشل بسبب تمسك الأهالي بأراضيهم وبيوتهم وثقتهم بسيرة الحكومة في مجال التسويات".

الشيخ أدهم الخطيب إمام مسجد المصطفى(ص) في حي سيدي مقداد لفت لموقع "العهد" الإخباري الى يقينه التام بأن ما جرى ومنذ اليوم الأول للأزمة كان "استحضارا لعناوين مذهبية بغرض بعث الفتنة بين الأهل والجيران في السيدة زينب(ع) وجوارها وهو الأمر الذي يندرج ضمن سياق المؤامرة الاستخباراتية والورقة السياسية المراد توظيفها كعامل ضغط على محور المقاومة".

 ساحة الشهداء في ببيلا تجمع أبناء الوطن الواحد برعاية الدولة
 

وشدد الشيخ الخطيب على أن أهالي البلدتين حكموا العقل والضمير والدين فدخلت بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم في المصالحة من دون إراقة قطرة دم واحدة وما كادت الحواجز ترفع حتى استعاد الأهالي مشاعر الود القديمة تجاه جيرانهم في السيدة زينب (ع) الأمر الذي يعكس "مناعة روحية ووطنية" ضد الفتنة وسمومها.

الحكومة في خدمة المصالحة

الوفد الحكومي الذي زار بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم وعد بإعادة الخدمات إلى هذه المنطقة الواقعة جنوب دمشق بحيث يعاد تأهيلها في أسرع وقت ممكن. علاء ابراهيم محافظ ريف دمشق كشف لموقع "العهد" بأن توجيهات فورية قد صدرت من الرئيس بشار الأسد بالإسراع في توفير كل الخدمات لأجل أن تعود هذه المناطق إلى حياتها الطبيعية في أسرع وقت ممكن،  مضيفا "نحن نعمل على ذلك بشدة".

جهود الحكومة السورية هذه تأتي في سياق دعم المصالحة عبر توفير كل أسباب نجاحها ولعل تأمين الخدمات يشكل واحدا من دعائم هذه التسوية الممسوكة أصلا بحبل الود القديم بين الجيران.

2018-05-31