ارشيف من :مقالات

الإسراع في تشكيل الحكومة واعتماد توازن التمثيل حاجة وطنية ملحة؟

الإسراع في تشكيل الحكومة واعتماد توازن التمثيل حاجة وطنية ملحة؟

بالتوازي مع اهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية تأخذ بالاعتبار نتائج الانتخابات النيابية، والتوازنات الجدية على المستويين الشعبي والنيابي، وفي مقدمة ذلك تمثيل الكتلة النيابية الوازنة داخل الطائفة السنية التي هي خارج كتلة المستقبل والكتل الاخرى مثل كتلة المردة او الحزب السوري الاجتماعي، فالضرورة الاخرى تستدعي ان تتسارع عجلة الاتصالات والمشارورات بين القوى المعنية بعملية التأليف وبالدرجة الاولى من جانب الرئيس المكلف سعد الحريري من أجل تشكيل الحكومة في أقرب وقت تفاديا لاضاعة الوقت، لان في ذلك دفع البلاد نحو مزيد من الازمات المختلفة.

والأكيد وفق مصدر وزاري ان المصلحة الوطنية، تكمن في التوازي بين مسألتي التوازن في التمثيل، وفي الاسراع في التأليف، لان لكل من هاتين القضيتين نتائجها الايجابية على الصعيد الداخلي، فالتوازن في تمثيل كل الكتل وفق احجامها النيابية، له مفاعيل ايجابية مهمة على اداء وعمل الحكومة واقرار ما هو مطلوب منها من معالجات في المرحلة المقبلة انطلاقا من الاتي :

1 ـ ان كل الكتل ستشعر عندما يكون التمثيل متوازنا بمدى المسؤولية الملقاة عليها عبر ما تمثله في الحكومة، وبالتالي العمل بجدية من جانب هذه الكتل لانجاح الحكومة وإغناء نقاشاتها حول كل القضايا والملفات بتوجهات الوزراء الذين يمثلون هذه الكتل.

2 ـ ان اعتماد هذه المعايير يتيح مشاركة أوسع نسبة من الكتل النيابية في ادارة شؤون البلاد، بدءا من الدور المنوط بمجلس الوزراء، وبخاصة في المسائل الكبرى والاساسية بعيدا عن منطق التعطيل او ردود الفعل او محاولات الاقصاء.

3 ـ ان التوازن في التمثيل يعطي الوضع الداخلي المزيد من المناعة والقوة لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وبالاساس ما يواجهه لبنان من اطماع من جانب العدو الاسرائيلي.

كما ان الاسراع في التأليف مسألة اكثر من ضرورية تفرضها جملة الاستحقاقات الداخلية ومخاطر الوضع الخارجي، ويأتي في مقدمة ذلك اعتباران اساسيان:

ـ الاعتبار الاول،  ما يواجهه لبنان من مخاطر بما يتعلق بالوضعين المالي والاقتصادي بعد ان وصلت الامور الى حافة الهاوية، فكل تأخير في تشكيل الحكومة واستطرادا في المعالجات المطلوبة سيرفع من ديون لبنان ومن الفوائد المتراكمة عليها. ويقول المصدر الوزاري ان هذه المعالجات تتطلب الاسراع في دفع عمل مؤسسات الدولة واتخاذ ما هو مطلوب من معالجات لهذه الملفات والمشاكل المتراكمة، بدءا من مكافحة الفساد والرشوة وتجاوز القانون والتهرب الضريبي والتي تتوسع وتنخر كل مفاصل الدولة، وبالتالي فكلما جرى الاسراع في المعالجات تتفادى البلاد مخاطر ما يتم التحذير منه على المستويين المالي والاقتصادي. كما انه يوفر على الدولة مئات مليارات الدولارات سنويا، يضاف الى ذلك ما هو ملحّ بالنسبة لحياة المواطن وما يعانيه من أعباء جراء فقدان كل مقومات الحياة اليومية، من كهرباء ومياه وفرص عمل، وانتهاءً بالعمل الجدي والمطلوب لحل هذه المعضلة بالحوار مع الحكومة السورية.

ـ الاعتبار الثاني، ان الاسراع في تشكيل الحكومة بالتوازي مع عدالة التمثيل في الحكومة، سيعطي رسائل قوية نحو الخارج، وبالاخص باتجاه الذين يتربصون الشرّ للبنان واستقراره، بدءا من العدو الاسرائيلي، بحيث يؤكد لبنان من خلال ذلك انه عصيّ على اي محاولات للمسّ بأمنه واستقراره، وفي المقدمة مواجهة أطماع هذا العدو بثروات لبنان ومحاولاته سرقة نسبة كبيرة من ثروته البحرية من النفط والغاز.

2018-06-22