ارشيف من :مقابلات

معاون وزير الخارجية السوري لـ’العهد’: نقدم كل التسهيلات لعودة النازحين السوريين

معاون وزير الخارجية السوري لـ’العهد’: نقدم كل التسهيلات لعودة النازحين السوريين

في مقابلة مع موقع "العهد" الاخباري، تناول معاون وزير الخارجية السوري الدكتور أيمن سوسان كافة قضايا الساعة السياسية المرتبطة بالأوضاع في سوريا، حيث أعاد شرح المواقف الرسمية السورية من قضايا عودة النازحين السوريين في الخارج وتقديم الضمانات والتسهيلات الخاصة بشأنهم كما شدد على متانة العلاقة مع الحلفاء في إيران وروسيا الاتحادية والمقاومة الإسلامية الباسلة في لبنان، التي وصفها بـ"شريكة الدم والمصير". سوسان نفى لموقع "العهد" وبشكل قاطع وجود أي تناقض روسي إيراني في سوريا وحولها، مؤكداً على القرار السيادي السوري الصرف جازماً بأنه لن يبقى هناك شبر واحد من الأراضي السورية خارج سيطرة الحكومة السورية.

أهلا ومرحبا بعودة كل النازحين

معاون وزير الخارجية السوري أكد لموقع "العهد" الإخباري أن "السوريين في الخارج ليسوا بحاجة لمن يدعوهم من أجل العودة إلى وطنهم فهذا حقهم، والدولة التي أنفقت الكثير على بناء الكوادر العلمية في بلد لا يزال التعليم فيه مجانياً، قد خسرت الكثير برحيل هؤلاء وهي تستعجل عودتهم لأنها ضرورة وطنية من أجل المساهمة في إعادة الإعمار"، مشددا على استعداد الحكومة لاستقبال جميع العائدين وتوفير الحياة الكريمة لهم رغم قلة الإمكانيات والظروف الصعبة التي تعيشها البلاد.

سوسان شدد على أن أسباب خروج النازحين متعددة، موضحاً أن "أول من خرج هم عائلات الإرهابيين من أجل خلق ذريعة للتدخل خارجي"، مضيفاً إن البعض خرج نتيجة "الظروف الأمنية والاقتصادية وهناك أعداد كبيرة جداً من السوريين خرجت إلى أماكن سيطرة الحكومة السورية، وهذا يدل على تمسك أغلب هؤلاء النازحين بوطنهم وقيادتهم، وقد تجلى ذلك بشكل ناصع بالعدد الكبير من السوريين الذين قدموا إلى السفارة السورية في لبنان أثناء الانتخابات الرئاسية السورية وما سببه ذلك من خيبة أمل كبيرة بالنسبة لبعض القوى السياسية التي صوّبت على من مارس حقه الانتخابي من هؤلاء، واستخدمت ضده خطاباً عنصرياً يعكس خيبة أملها الشديدة من توجهاته الوطنية".

وأمِل معاون وزير الخارجية السوري بعودة الكثير من النازحين في الخارج مع استقرار البيئة الأمنية ومراكمة الجيش السوري للمزيد من الانتصارات، كاشفاً عن عودة حوالي ثلاثمائة ألف سوري كانوا نازحين في الخارج إلى بيوتهم وبلداتهم "زودنا بتوجيهات مشددة من السيد الرئيس بشار الأسد من أجل  توفير سبل العودة الكريمة لهؤلاء إلى بيوتهم".

وباعتبار أن الإدارة القنصلية في وزارة الخارجية السورية تقع ضمن صلاحياته المباشرة، كشف سوسان لموقع "العهد" الإخباري عن تلقيه ما يزيد عن خمسين طلباً للتسوية ترسل بشكل يومي عبر السفارات السورية في الخارج "وأؤكد لكم أن 99 % من هذه الطلبات تأتي الموافقة، والواحد بالمئة المتبقي يكون إرهابياً قد تلطخت يداه بالدماء، ومع ذلك نحن مستعدون لعودته شرط خضوعه لمحاكمة عادلة".
 
سوسان أكد أنه "لا يوجد سوري واحد في الخارج لا يمكنه الحصول على وثائق رسمية بما في ذلك أبرز وجوه المعارضة الذين يذهبون إلى السفارات السورية في الخارج للحصول على جواز السفر".

معاون وزير الخارجية السوري لـ’العهد’: نقدم كل التسهيلات لعودة النازحين السوريين
 
ولفت الى أن "هناك العديد من الدول التي تعرقل عودة النازحين السوريين المتواجدين على أراضيها لبلادهم وذلك لأسباب عديدة. في الأردن هناك مجموعة كبيرة من النازحين السوريين سحبت منهم جوازات سفرهم حتى لا يعودوا إلى سوريا، وهناك دول تمارس أبشع أنواع دبلوماسية التسول بذريعة تواجد النازحين السوريين على أراضيها وهناك دول طالبت الأمم المتحدة بتكاليف الزفت الذي يسير عليه السوريون وهناك دول استثمرت ولا تزال في النازحين السوريين. وتركيا حاولت ابتزاز الغرب في مسألة النازحين عبر قيامها بتنظيم رحلات الهجرة لهؤلاء إلى أوروبا عبر أراضيها".

* العلاقة مع حلفائنا راسخة ووطيدة

سوسان وصف علاقة بلاده مع روسيا وإيران "بالراسخة والوطيدة والقائمة على أقصى درجات الاحترام المتبادل"، مشدداً على احترام هؤلاء الحلفاء لكل القرارات السيادية السورية التي لا يتدخل أحد في اتخاذها وحول آلية صنع القرار في المطبخ السياسي والميداني بين هؤلاء الحلفاء. ولفت الى أن ما يحكم ذلك هو "تقاطع المصالح بين الحلفاء والنقاش الدقيق والعميق حول جدوى أي قرار سيتخذ وما يخص سوريا يبقى قرارا سوريا مئة في المئة".

وأضاف "أصدقاء سوريا وحلفاؤها يحترمونها وهذه العلاقة بيننا وبينهم هي النقيض لعلاقة التبعية التي تحكم البلدان التي تسير في ركاب السياسة الأمريكية".

* لا تناقض سوري إيراني في سوريا

وحول ما روجته وسائل إعلام عربية وغربية عن وجود تناقض روسي إيراني حول سوريا، وخصوصا بعد التصريحات الروسية الأخيرة بخصوص ضرورة خروج القوات الأجنبية من سوريا، نفى سوسان لموقع "العهد" بشكل قاطع وجود هذا التناقض موضحاً أن الروس قد أوضحوا هذه التصريحات وشرحوها حين تحدثوا عن ضرورة خروج القوات الموجودة بشكل غير شرعي في سوريا وهذا الأمر ينسحب على الأمريكيين والأتراك والفرنسيين وغيرهم ممن دخلوا إلى سوريا بطريقة غير شرعية أما من جاء بطلب رسمي من الحكومة السورية فوجوده شرعي ولا تشوبه شائبة". وتابع "أحيلك إلى تصريحات الرئيس روحاني الأخيرة حين امتدح التعاون الروسي الإيراني في مجال مكافحة الإرهاب في سوريا وما لاقاه كذلك من الرئيس بوتين في هذا الإطار". سوسان نوه كذلك بما ذكره سماحة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله مؤخراً بخصوص تواجد المقاومة الإسلامية في سوريا "والذي عبر بشكل دقيق عن وجهة نظر الحكومة السورية واحترام سماحته لسيادتها وقرارها المقاوم".

وشدد سوسان على أن الوجود الإيراني في سوريا يقتصر على المستشارين، مؤكداً أن "العلاقة الإستراتيجية مع إيران سبقت تواجد هؤلاء المستشارين وبقيت معهم كذلك وهي لا تزال على هذه القوة وازدادت منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران، ونحن نعلم كيف يفكر الأصدقاء في إيران ومدى حرصهم على سوريا التي تعتبر أسس وعمود محور المقاومة التي يريد لها الأشقاء الإيرانيون أن تبقى راسخة وقوية وسيدة لنفسها وهذا ما يبقي المحور صلبا في وجه كل التهديدات التي يتعرض لها" .

ولفت سوسان الى وجود الكثير من المتربصين بالعلاقات السورية الإيرانية الروسية يطلقون الشائعات بخصوصها وهم في الحقيقة لا يطلقون غير أمنياتهم التي لن تتحقق في يوم من الأيام.

آفاق الحل السياسي

وحول آفاق الحل السياسي للأزمة في سوريا، ومراوحته في مكانه رغم الانتصارات الكبيرة التي يحققها الجيش العربي السوري والتي كان ينتظر منها تسريع وتيرة هذا الحل، أكد سوسان أن من الصعوبة بمكان أن تتجرع دول العدوان على سوريا الشعور بالهزيمة وتعترف به، مؤكداً أن الجانب الحكومي السوري يحاور "معارضات متنوعة بتنوع أجندة مشغليها السعوديين والأتراك والأمريكيين والقطريين وهؤلاء يحملون أجندات هذه الدول"، مضيفاً إن استخدام مصطلحي الموالاة والمعارضة غير صحيح في الحالة السورية "هناك من هو وطني ومن هو غير وطني، فحين تؤيد جماعة "الإخوان المسلمين" الاحتلال التركي لعفرين وحين يبارك نصر الحريري العدوان الثلاثي على سوريا فإننا نشرف هؤلاء حين نسميهم معارضة والمصطلح الأدق بأنهم خونة بكل ما للكلمة من معنى".

سوسان أكد لموقع "العهد" استعداد الحكومة السورية لتقديم كافة الضمانات لمن يريد المشاركة في "حوار سوري سوري يعقد في دمشق"، مشددا على الرغبة الصادقة في الحوار مع أي سوري لدية "رؤية للوصول إلى سوريا الأفضل في الوقت الذي يريد فيه مشغلو المعارضات السورية من الحوار أن تقوم الحكومة السورية بتسليمهم مفاتيح السلطة وهذا الأمر لن يتحقق فما عجزوا عن نيله في الميدان لن يأخذوه في السياسة".

* لن يكون شبرٌ من أرض سوريا خارج سيطرة الدولة

وفي ما يتعلق بمعركة الجنوب السوري، وآلية استعادته حرباً أم تفاوضاً، أكد سوسان عدم رغبة الحكومة السورية بإراقة قطرة دم واحدة إن وجدت إلى ذلك سبيلاً، فالجنوب هو منطقة خفض تصعيد بين أمريكا وروسيا والأردن، وهناك إضافة إلى الجنوب أراض محتلة في إدلب والشمال الشرقي، لكن من حيث المبدأ وفي النهاية لن يكون هناك شبر واحد من الأراضي السورية خارج سيطرة الدولة السورية شاء من شاء وأبى من أبى"، مضيفاً إن أي وجود أجنبي غير شرعي على الأرض السورية عليه أن "يَخرج وإن لم يخرج سوف يُخرَج" مشددا على أن هذا الأمر ينسحب على القوات الأمريكية "كل الخيارات أمامنا مفتوحة لإخراجها والقوانين الدولية تعطينا الحق في ذلك".

2018-06-25