ارشيف من :مقالات

الخطة الأمنية في البقاع..الوقت للعمل لا للاستعراض

 الخطة الأمنية في البقاع..الوقت للعمل لا للاستعراض

لطالما ارتبطت الصورة الذهنية لدى الحديث عن بعلبك-الهرمل بحوادث الخطف والسرقة والقتل. فزيارة هذه المنطقة أو التجول فيها كانت تعني في مكان ما اتخاذ الحيطة والحذر، كي لا يدفع الزائر ثمن زيارته، خطفاً أو سرقةً أو حتى قتلاً. هذه الصورة لا تمثل بالطبع أهالي هذه المنطقة الذين لطالما تبرأوا منها، وبُحّت أصواتهم مطالبين الدولة بقطع دابر المفسدين. هذه الصورة تمثّل قلة قليلة من المطلوبين والمعتدين، عاثوا فساداً في تلك المنطقة، يرهبون أهلها، ويقلقون راحتهم، وهم الذين  لطالما ناشدوا المسؤولين بتوفير الأمن والأمان، أبسط الحقوق الإنسانية. ينام هؤلاء ويستفيقون "على أعصابهم"، فمن يدري قد يقع أحدهم ضحية لمصادفة مروره من مكان ما. 

هذا الحال الذي تعيشه منطقة البقاع ليس بطارئ على بيئتها، بل أمر واقع فرض عليها منذ سنوات. صاحبه الكثير من الأسئلة عن غياب الدولة التي اتهمت بالتقصير والتقاعس والإهمال في خططها الأمنية لتغيير الحال الذي لم يرق لأحد. فكم من المرات التي سمعنا فيها عن خطط أمنية قيد الانجاز، إلا أنها سرعان ما ذابت مفاعيلها كالملح في الماء؟ اليوم، تحضر الأجهزة الأمنية من جديد الى هذه المنطقة. الى المكان الذي وصفه البعض بالخارج عن الدولة، متسلحة بخطة أمنية جديدة، يُعوّل عليها كثيرون في أن تؤتي أكلها، عكس عشرات المرات السابقة التي لم يتمخض عنها سوى رزمة من "البانورامات" الإعلامية. مصادر مطلعة على مسار الخطة تؤكّد لموقع "العهد الإخباري" أنّ الخطة العتيدة تختلف عن سابقاتها بأنها أكثر جدية لناحية التصميم والعزم بمواصلتها حتى النهاية، مرجحةً أن تطول لأسابيع، وتتركز على متابعة شقين: توفير الأمن اليومي، وتوقيف الرؤوس الكبيرة المسؤولة عن أعمال الخطف والسرقة والمخدرات والقتل. 

وفيما يجري التعتيم على تفاصيل الخطة التي تتم وسط أجواء من السرية، تكشف المصادر أنّ تنفيذها بدأ مساء الجمعة، موضحةً أن قوة من الأمن العام والأمن الداخلي، قامت بتسيير دوريات راجلة وإقامة حواجز طيارة ومداهمة مطلوبين، فيما تواصلت وتيرة تنفيذ الخطة يومي السبت والأحد وستستمر اليوم لتتفاعل تباعاً، على أن يزور وفد من قيادة الجيش اللبناني البقاع غدا الثلاثاء لمعاينة مسار التطبيق. وهنا تشدد المصادر على أنّ الخطة تتضمن مشاركة فوجي المغاوير والمجوقل من لواء الجيش السادس المتمركز حالياً في البقاع، مرجحةً أن تعمد قيادة الجيش الى عقد مؤتمر صحفي الأربعاء المقبل للإعلان عن الاجراءات التي اتخذت في السابق، ولائحة من الموقوفين. تختم المصادر حديثها بالاشارة الى همة عالية لدى الأجهزة الأمنية لنشر الأمن في البقاع وقرار جدي بإبقاء الاجراءات  مستدامة وحيّة عسى ولعلّ تستطيع محو واقع أمني خطير تعيشه المنطقة منذ زمن.

2018-06-25