ارشيف من :أخبار لبنانية

كلمة السيد حسن نصر الله التي ألقاها عبر الشاشة حول آخر التطورات في لبنان والمنطقة 29-6-2018

كلمة السيد حسن نصر الله التي ألقاها عبر الشاشة حول آخر التطورات في لبنان والمنطقة 29-6-2018

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى اله الطيبين الطاهرين، وعلى صحبه الاخيار المنتجبين وعلى جميع الانبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً  ورحمة الله وبركاته،
لدي مجموعة من النقاط سواءً في الشأن المحلي الداخلي اللبناني أو ما يجري حولنا في المنطقة، ويرتبط بنا بشكل أو بآخر.

أولاً في الوضع المحلي: موضوع تشكيل الحكومة


نحن كنا دائماً في فترة  ما بعد الانتخابات ندعو الى تشكيل حكومة ومازلنا ندعو الى ذلك. أود أن ألفت النظر إلى أن دعوتنا لا ترتبط كما يقول بعض السياسيين وبعض المحللين أو الكتّاب أنها ترتبط بمخاوفنا حول الاوضاع الاقليمية، على العكس، أنتم تشاهدون أنه اذا كان هناك أحد ما، في مكان ما، يراهن على تغييرات معينة في الوضع الاقليمي قد تنعكس على معطيات تشكيل الحكومة نحن لا نفعل ذلك، ولكن إذا كان هناك أحد ما في مكان ما، وأنا لا أتهم الرئيس المكلف وإنما آخرين يراهنون على تغييرات إقليمية، فعليهم ان يكفوا عن هذه الرهانات. على العكس المتغيرات الاقليمية هي لهذا الخط أو لهذا المحور. فمثلاً إذا نظرنا الى ما يجري في جنوب سوريا وهذا ما سأعود اليه قليلاً في الوضع الاقليمي أو التطورات التي حصلت في اليمن في الساحل الغربي وفشل العدوان على الحديدة ومينائها ومدينتها وقراها، في كل الأحوال نحن عندما ندعو الى الاستعجال في تشكيل الحكومة إنما ننطلق من حسابات وطنية ومصالح وطنية وحاجات وطنية ترتبط بعدم السماح بالفراغ في السلطة وعدم تضييع الوقت أمام الملفات الملحة، الوضع الاقتصادي والوضع المعيشي والبلد سيواجه في المستقبل أزمة النفايات، موضوع الكهرباء.
ثانياً، المشكلة الحقيقية حتى الآن التي حالت دون تشكيل الحكومة هي ضياع المعايير، ما هو المعيار؟ يجب أن يكون هناك معيار واحد وواضح وعلى أساسه يتم تشكيل الحكومة، وعلى الجميع أن يلتزم بهذا المعيار الذي يجري على الجميع، ويسري على الجميع الذي يسبق تشكيل الحكومة، ما هو المعيار الذي من الممكن أن يعتمد أو يلجأ إليه؟

الآن يُقال في البلد عندما تطالب بعض الكتل والقوى السياسية أو الكتل النيابية بعدد من الوزراء، الكل يتحدث عن ما أنتجته الانتخابات النيابية، وهذا الامر جيد فلنتفق عليه، ولنعتمد معيار موحد،  كل 3 نواب وزير، كل 4 نواب وزير، كل 5 نواب وزير.

ما هو المعيار، في هذا السياق ما يجري الآن لا يعتمد معايير واحدة وأنا لا أعلق أو أعترض وإنما أوصف، فعندما مثلاً نأخذ كتلتي التنمية والوفاء 30 نائباً ونحن "متباينين" على 6 وزراء. 20 نائب 7 وزراء، 15 نائب 6 وزراء، اذا ما هو المعيار ...؟ 8 نواب بدو 3 وزراء، وفي مكان آخر 8 نواب ممنوع أن يحصلوا على وزير، 7 نواب يحصلوا على وزير كيف هذا الموضوع وما هو المعيار؟

اولاً اذا كان المعيار هو ما أفرزته الانتخابات النيابية، جيد، فليقال كل عدد نواب معين يحصل على عدد من الوزراء، وهذا الامر معيار. من الممكن ان يكون المعيار هو القوى السياسية والتمثيل الشعبي العام لأن القانون الانتخابي ما زال هناك نقاش حوله ما إذا كان يؤدي الى تمثيل عادل وصحيح. جيد. فإذا هذا هو المعيار فلنتناقش على أساسه ونأخذ التمثيل الشعبي والقوى السياسية بعين الاعتبار عندما نريد أن نحدد الأحجام.
وإذا كان المعيار هو الاستنساب وان الموضوع ليس قصة نواب وما أفرزته الانتخابات النيابية ولا القوى السياسية والاحجام الشعبية والحقيقية وإنما موضوع استنسابي، وقتها نعلم كيف نناقش الموضوع.

اذا كان الموضوع استنسابي أو مغالبة أو من يرفع صوته أكثر أو يعقًد أكثر، لنفهم مسار الحكومة كيف يريد ان يسير.
النقطة الثالثة في الملف الحكومي، ما يجري تداوله حتى الان من صيغ ومقترحات وأفكار لا يصح تسميته حكومة وحدة وطنية, ويبدو أنه يجب إعادة النظر حتى في التسميات القديمة لحكومات قلنا انها حكومة وحدة وطنية فعندما يتم تجاوز كتل نيابية ولا تلحظ اساساً حتى في مسودات التشكيل او طوائف ولو كانت طوائف صغيرة طلما نظامنا ما زال نظاماً طائفياُ. لماذا الاصرار على استبعاد العلوي والسرياني ؟
عندما نتحدث عن حكومة وحدة وطنية يجب ان تدخل كل هؤلاء ليكونوا شركاء في القرار، ولذلك لا يصح ان نقول حكومات وحدة وطنية وانما حكومات ذات تمثيل نيابي واسع ولكن لا يصح ان نطلق عليها اسم حكومة وحدة وطنية. واذا كنا نريد حقاً حكومة وحدة وطنية فليتمثل كل من له حق ان يتمثل، ونحن ندعو الى حكومة وحدة وطنية.

في موضوع المعايير فنحن ندعو الى الالتزام بما افرزته الانتخابات النيابية ومعيار واحد يسري على الجميع، علينا وعلى غيرنا، واذا لا يتم اعتماد معيار موحد فإننا من الاشخاص الذين سيدعون بالتفاهم مع دولة الرئيس نبيه بري، نحن 30 نائباً فنريد حجمنا الطبيعي وليس حجمنا 6 وزراء فقط وانا لا اقول هذا من باب التعقيد وانما لدعوة الاخرين التسهيل والتسريع والتواصل والتواضع  والى دفع الامور باتجاه الايجابية المطلوبة.
هناك نقطة تطرح في موضوع تسكيل الحكومات وكما رايت في بعض وسائل الاعلام وبعض المقالات انه في البلد الفلاني هناك الحكومة من 12 وزير والبلد الاخر 15 وهذا قياس مع الفارق، لانه هناك يوجد نظام رئاسي او يوجد تركيبة معينة ضمن الصلاحيات وميزة لبنان ان الحكومة اللبنانية بمعزل عن العدد الحقائب فيها، هي أشبه بمجلس قيادة للبلد ان صح التعبير وبالتالي مشاركة الاخرين ولو بوزراء دولة فهو يشارك بالقرار السياسي ويشعر بأنه معني وحاضر وشريك وهذا ما نحتاج الى الطمأنة فيه ( تنوع البلد وتركيب البلد) هي التي تفرض دائماً الذهاب الى حكومات موسعة لإتاحة الفرصة أمام أوسع تمثيل ممكن.

نحن نطالب بعدم الاستعجال انطلاقاً من المصالح الوطنية، وندعو الى حكومة وحدة وطنية موسعة يشارك فيها العلوي والسرياني وكل المجموعات السياسية، وندعو الى اعتماد المعاير الواضحة والمحددة على ضوء ما افرزته  الانتخابات النيابية.

الملف الثاني: ملف النازحين السوريين.
اولاً منذ ما قبل العيد الى الآن حصل سجال في البلد وأحياناً أخذ بعداً حاداً وكاد أن يأخذ بعداً طائفياً في البلد كما هو الحال في الكثير من القضايا السياسية التي تطرح في لبنان.
اولاً نحن نقول لا داعي للتأزم والحدة في هذا الملف، لانه لم يطرح أحد من القوى السياسية ولا من المسؤولين اللبنانيين فكرة الاعادة الاجبارية للنازحين.
الكل يتحدث عن العودة الطوعية الآمنة فما هو الاشكال عليه؟ ولماذا نريد ان نضع تعقيدات اضافية؟ اذا كان هناك نازحين جاهزين ويريدون ان يعودوا الى سوريا، لماذا نريد ان نضع تعقيدات أمم متحدة الخ...
النازحون الذين يريدون العودة بملئ طوعهم وارادتهم وعودتهم ستكون آمنة وطوعية فليعودوا وليقدم لهم كل تسهيلات العودة ونحن لا نجد اي منطق واي معنى لتعقيد هذه الحركة على لااطلاق.

ثانياً نحن من خلال معلوماتنا الميدانية في الواقع هناك جهات دولية ومنظمات دولية وايضاً جهات محلية تخوف النازحين السوريين من العودة الى ديارهم وتثير لديهم القلق وتقدم لهم معلومات غير صحيحة، وانا اؤكد هذا، وهذا الامر يجب ان يعالج وان يكفو عنه لان الحيلولة دون عودة من يريد من النازحين السوريين الى بلدهم هو في الحقيقة يلحق الاذى بالنازحين السوريين والشعب السوري ومن يريد أن يخدم مصالح سياسية دولية او اقيليمية لا أكثر ولا أقل، على حساب معاناة الناس. هناك فرق كبير بين أن يعيش الشخص في خيمة وبين أن يعود إلى بيته وإلى حقله وإلى مدرسته وإلى ضيعته وإلى أناسه، يجب أن نساعد هؤلاء لتتحقق لهم هذه العودة الكريمة.

ثالثاً، أنا أريد اليوم من خلال هذا الحديث أن أقول ما يلي، نحن في حزب الله وأمام بطئ أو مجموعة التعقيدات الموجودة في معالجة هذا الملف ولا أريد أن أدخل إليها الآن، وانطلاقاً من طبيعة علاقتنا الجيدة والمتينة مع الدولة السورية، وكوننا أيضاً جزء من الوضع الموجود في لبنان، نحن نريد أن نستفيد من هذه الحيثية للمساعدة، لمد يد المساعدة، ليس أن نظل نتكلم. الآن، سابقاً نحن دخلنا في مساعدة، في إطار معالجة قضية مسلحين خرج معهم نازحون، كما حصل في جرود عرسال وما شاكل، لكن الان لا، نحن نريد أن ندخل على هذا الملف، نريد أن نقدم المساعدة الممكنة إنطلاقاً من هذه الحيثية، سنتواصل مع النازحين السوريين مباشرة، ونحدد آلية لإستقبال النازحين السوريين. سنشكل لوائح ونعرض هذه اللوائح على الجهات المعنية في الدولة السورية، وبالتعاون هنا مع الامن العام اللبناني الذي هو في الحقيقة الجهة المعنية التي باشرت وتباشر وما زالت تحتضن هذه المسؤولية، نتعاون سوياً لإعادة أكبر عدد ممكن من النازحين السورين الذين يرغبون بالعودة الأمنة الطوعية، ونحن سنباشر بهذا الجهد وسنعمل، لأن فترة الصيف، هي فترة مناسبة قبل بداية العام الدراسي، ويوجد الكثير من الناس يفكرون بالعودة. فالآن لا يوجد وقت لتضيعه، يمكن يوجد الكثير من الناس يقولون لك بداية العام الدراسي إذا برجع الى ضيعتي ومدينتي والى منطقتي في سورية أستطيع أن أضع اولادي في المدارس في سورية وأرتب أموري.

نحن جاهزون لهذه المساعدة إن شاء الله وسنستمر في هذه المساعدة إلى أن يتم حسم هذا الأمر سياسياً ورسمياً بين الحكومتين اللبنانية والسورية لأنه نتيجة تعقيدات معينة ما زال هذا الملف عالقاً. بناء عليه للإستفادة من الوقت ومن الصيف ومن مرحلة ما قبل العام الدراسي ومن الظروف المتاحة في سورية والحيثية التي لدينا سواء عند الدولة السورية أو عند المسؤولين اللبنانيين، نحن في داخل تشكيلات حزب الله شكلنا ملفاً للعناية بالتسهيلات ومساعدة النازحين السوريين للعودة، وكلفنا الأخ النائب السابق المحامي نوّار الساحلي ومعه فريق، وحددنا مراكز، وهم سيعلنون عن مراكز وعن أرقام تلفونات وعن مواقع شبكات تواصل إجتماعي ليتصل النازحون بهذه المراكز وبهذه الارقام. نحن أيضاً سنشكل لجان شعبية في مختلف المناطق للتواصل مع النازحين لمن يرغب. نحن لا نريد أن نلزم أحداً، نحن نريد أن نقدم هذه المساعدة الإنسانية الوطنية التي تخدم الشعبين اللبناني والسوري، وتخدم مصلحة البلدين في الحقيقة لبنان وسورية. هذا الملف الثاني.

 الملف الثالث، أمن بعلبك الهرمل والبقاع، بهذا الملف، أنا كل ملف أقول اولاً ثانياً ثالثاً، بهذا الملف أولاً، في الحقيقة بعد إنتهاء الانتخابات النيابية الحالية الماضية وإعلان النتائج يوجد شيء يحصل في بعلبك الهرمل غير مفهموم، يعني هذا المستوى من الخلل الأمني، من الاعتداءات على الناس، من التوتر، أيضاً من الضجيج الإعلامي، من الحرب النفسية، بحيث صورة المنطقة أنها أصبحت منطقة "فلتانة"، وفي حالة إنهيار نفسي، والناس يجب أن تحزم حقائبها وتتركها، يعني الى هذا الحد، يعني يوجد مبالغات كبيرة حصلت، يعني يوجد خلل أمني ويوجد مبالغات إعلامية كبيرة جداً حول الفلتان الأمني.

 في كل الأحوال هذا الذي جرى يجب التوقف عنده، يعني أنا لا أريد أن أقدم تحليلاً، نحن نجمع المعطيات بدقة، لكي نقرأها بدقة، لكن يمكنني أن أقول: غير مفهوم، غير طبيعي، حسناً، اذا نريد أن نقول الحرمان أو الإنماء، هذا عمره 30 40 سنة، هذا الذي صار بعد الإنتخابات ما صار سابقاً، اذا والله الدولة موجودة أو ليست موجودة، حسنا هذا ماذا يفرق عن ما قبل الإنتخابات سنة وإثنان وثلاث وأربع وخمس؟ حتى عندما كان المسلحون في الجرود فوق، كان الوضع الامني أحسن من ما يحصل بعد الانتخابات. هنا يوجد شيء أكتفي بالقول أنه غير مفهوم، ويحتاج الى تدقيق منّا ومن أهل المنطقة ومن الدولة اللبنانية ومن أجهزة الدولة اللبنانية، ممكن أن لا نصل الى نتيجة، ممكن أن يكون الامر صدفة حصل بعد الانتخابات، لأنه العالم قبل الانتخابات كانت مضبوطة وممسوكة ومنتبهة الى حالها، بعد الإنتخابات صادف حادثة هنا وحادثة هنا وحادثة هنا وفاعت الدنيا، ممكن، لكن هذا أحد التأويلات والتفسيرات، لكن إذا كان يريد الشخص أن يقول لا، ويتوقف عند ما يحصل ليقول أن الأمر مشبوه، وهذا يجب أن يدرس ويجب أن يتابع، هذا له محل، هذا الموضوع له محل.
ثانيا، بعد تحرك نواب المنطقة كلهم، ووزراء المنطقة وفاعليات المنطقة ورؤساء البلديات بإتجاه الرؤساء، رئيس الجمهورية ورئيس المجلس ورئيس الحكومة، المسؤولين في الدولة، قائد الجيش، الأجهزة الأمنية، على كلٍ، وإجتماعات المجلس الأعلى للدفاع، وهنا يجب أن نسجّل العناية الخاصة لفخامة الرئيس في هذا الموضوع في مجلس الدفاع الأعلى، وتوجيهه وحزمه، أن هذا الموضوع يجب أن يعالج في منطقة بعلبك الهرمل، والتحرك الأخير في الأيام الماضية الذي سيتوسع ويمتد للجيش اللبناني وللمؤسسات الأمنية المختلفة، هذا طبعاً أمر جيد ونحن يجب جميعاً أن ندعمه وأن ندعو الى تواصله، وفي هذا السياق أنا أدعوا الى ما يلي:
أ - أدعو الجيش والأجهزة الأمنية الى العمل الجاد والمتواصل والمستمر في الليل وفي النهار وعدم القبول من أحد تغطية أحد، كائناً من كان. طبعاً لا يوجد غطاء على أحد، حزب الله، حركة أمل، القوى السياسية، الكل، نحن بلغنا منذ زمن، وليس جديداً، لا غطاء على أي مخل بالامن في هذه المنطقة وفي غيرها من المناطق.
في كل الأحول، العمل الدؤوب والمستمر والحاضر والذي يجب أن يتواصل، يعني ليس أسبوعاً وأسبوعين وثلاثة ونعود الى ما كنا عليه، هذه مسؤولية دائمة، لأن أسباب الخلل ووجود المخلين هو قائم ودائم.
ب. دعوة أهل المنطقة إلى التعاون الكامل، حتى الذين معهم رخص حمل سلاح في هذه المرحلة، ما هو الداعي لحمل السلاح؟ التجاوب مع كل الدعوات، مع كل الإجرءات التي يتخذها الجيش والقوى الأمينة في المنطقة، لأن هذه مصلحة المنطقة ككل.
ج. أريد أن أدعو أهل المنطقة الى الإطمئنان، الى الثقة، لأن ما حصل في الأسابيع القليلة الماضية بالحقيقة وصل إلى حد أن يشك الناس، يعني هل هم قادرون أن يستمروا في هذه المنطقة؟؟ يوجد مبالغة كبيرة في هذا الأمر. في كل الأحوال، لا الدولة اللبنانية هي في وارد التخلي عن مسؤولياتها، رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري كان له مواقف حازمة وقوية في هذا الإتجاه، بالنسبة لحزب الله نقول لكم الآن وبعد الآن، نحن لن نفقد الوسيلة والطريقة لنحفظ أمن هذه المنطقة ضمن الأولويات، وضمن الأصول، وضمن المصالح الكبرى، لكن مهما ساءت الامور نحن لم نعدم من الوسيلة، وكل الخيارات في نهاية المطاف ستكون خيارات مفتوحة، ليس حزب الله ولا حركة أمل ولا أي أحد في وارد التخلي عن هذه المنطقة وترك أمنها وسلامتها للمجهول، ونحن الذين قدمنا أغلى الدماء من أبنائنا وإخواننا في البقاع ومن غير البقاع في لبنان من أجل أن تأمن حدودها، فكيف يمكن أن نغفل أو نتخلى أو نهمل عندما ينتقل الخلل الأمني الى داخلها، مع أخذ كل المصالح بعين الإعتبار، وأنا أؤكد لأهلنا في منطقة بعلبك الهرمل، هذا الملف لن يُهمل، لن يُترك، لا يمكن أن يُترك، وليس أمراً صعباً، فضلاً عن أنه ليس أمراً مستحيلاً. المطلوب أن يتعاون الجميع، وأن يتكاتف الجميع، وأعتقد أنه يمكن العبور من هذه المرحلة والخلل الذي حصل بسهولة، وإن شاء الله سيكون هناك تعاون وثيق بين الجميع في المنطقة لإنجاز أفضل وضع أمني يمكن أن نحققه، أن ننجزه.
يوجد موضوع ملحق بملف أمن بعلبك الهرمل، موضوع اليمونة - العاقورة الذي حصل في الأيام القليلة الماضية، هذه مشكلة عقارية، أنا أرجو من السادة النواب، من القادة السياسيين، أن لا يحوّلوا هذا الملف الى ملف طائفي، والى مشكلة طائفية، وأن يبعدوا هذا الملف عن المزايدات. يعني أن لا يزايد أحد على أحد، يعني أن لا يزايد أحد على أحد لكي يأخذ شعبية أكثر، مفهموم عن ماذا أتكلم، المسألة هي في عهدة الجيش اللبناني، مخابرات الجيش، قيادة الجيش. المطلوب من الجيش تنفيذ المزيد من الإجراءات هناك والبدأ بالإجراءات. الناس في اليمونة وفي العاقورة بدأت تهدأ، وهذا الأمر يجب أن يعالج في إطار حوار محلي أو حوار مركزي، بالتواصل، بالحوار، بالهدوء، بالتعقل، يمكن أن نصل الى معالجة هذا الأمر الذي هو أمام أزمات البلد يمكن معالجته ببساطة، لكن دفع الأمور بإتجاه إستخدام السلاح أو حتى بالتحريض الإعلامي والتحريض الطائفي هو أمر طبعاً، أنا أقول على حد الخيانة الوطنية، وفتح هذ االملف في هذا التوقيت وبعد الإنتخابات النيابية وفي أجواء ما يجري في بعلبك الهرمل أيضاً هو فتح مشبوه. أنا أدعو الأجهزة الأمنية أن تذهب لتفتح تحقيقاً في خلفيات هذا الملف، لماذا الان؟ لماذا يفتح هذا الملف الان وتبدأ الناس تخطب فيه وتتكلم فيه وتصدر بيانات فيه وتزايد فيه؟ أنا بالموضوع لا أريد أن أجامل، لأن الموضوع خطر، يوجد من يريد أن يضع منطقتين وطائفتين على فوهة بركان، نتيجة حسابات ضيعوية أو محلية أو حزبية أو إستثمار شخصي، هذا أمر على درجة عالية من الحساسية والخطورة، وأنا أدعو وأنا أعرف الآن أن قيادة الجيش تدخلت وبإنتظار عودة قائد الجيش حيث يُراهن على موقفه بشكل كبير، لكن أنا أرى الموضوع إلى حد أدعو فيه فخامة رئيس الجمهورية الذي هو حريص على كل المناطق اللبنانية وكل أبنائه أن يعطي هذا الملف عناية خاصة، لأن ما رأيناه في الأيام الماضية خصوصاً على المستوى الإعلامي، بصراحة يدعو إلى القلق.
 الملف الذي يليه، النقطة الأخيرة بالوضع الداخلي، ملف التجنيس، صدر قبل أيام مرسوم التجنيس لعدد من الأشخاص ووقعت بلبلة في البلد. الناس اعترضت، قوى سياسية اعترضت، مجموعة طعنت، مجموعة استنكرت، قيل الكثير، يمكن أول مرة نحن نتكلم في هذا الموضوع، أنا أريد أن أعقب، أولاً، أود أن أقول بأننا نحن في حزب الله بالحد الادنى، لم نكن على علم على الإطلاق بهذا المرسوم، لأنه للأسف الشديد هناك بعض الناس في لبنان كتبوا، يمكن يوجد إيراني واحد بكل المرسوم ويوجد سوريين، وتبين أنه يوجد أسماء صحيحة وأسماء غير صحيحة، فخرجوا ليقولوا أنه يوجد ايرانيين وسوريين، إذا حزب الله مع العهد هو رتب هذا الأمر. نحن بكل شفافية، تعرفون أنني صريح جداً، لا علم لنا بهذا المرسوم لا من قريب ولا من بعيد، لم نكن نعلم أصلاً، الآن هذه نقطة ضعف "اسطفلوا"، ولكن هذه هي الحقيقة، يعني دائماً بين هلالين، تصوير أن حزب الله يحكم لبنان ويسيطر على لبنان وكل ما يجري في لبنان، وما يقوم به الرؤساء أو الحكومة غير صحيح على الإطلاق وهذا شاهد، نحن أصلاً لم نكن نعلم أنه يوجد مرسوم يعد، إلى هذا الحد، ولم نكن نعلم أن مرسوماً صدر، إلى أن صدر في وسائل الإعلام. بكل صدق أقول، نحن عرفنا مثل بقية اللبنانيين، الأن هذا صح أو خطأ بحث أخر، لكن هذا توصيف للواقع.
اثنان، نحن لا نعرف الكثير من هذه الأسماء، لسنا جهة معنية لكي تدقق بالملفات، على كل حال كلف الأمن العام أن يدقق فيها ويعطي نتيجة، وأعطى النتيجة، نحن تكون لدينا مجموعة من الملاحظات حول هذا المرسوم، لكن نحن لا نريد أن نعرض ملاحظاتنا في وسائل الإعلام لأنه طبيعة العلاقة والصداقة القائمة مع فخامة رئيس الجمهورية وإيماننا به ورهاننا عليه تفترض الإحترام، يفترض أنه أحد إخواننا ونوابنا ووزرائنا يطلع إلى عند فخامة الرئيس ويقول له يا فخامة الرئيس نحن لدينا الملاحظة الأولى والثانية والثالثة... هذا ما سوف نقوم به حول المرسوم الذي مضى.
ثالثاً: نحن نريد أن نقول رأينا في موضوع التجنيس، نحن ندعو ليس فقط إلى إصدار مرسوم تجنيس جديد، بمعزل عن المرسوم السابق والملاحظات عليه، نحن ندعو إلى إصدار مراسيم تجنيس، ليس أن العهد لا يصدر أي مرسوم أو أنه ينتظر آخر العهد ويصدر، هذا حقه الطبيعي وحقه الدستوري، وهناك حاجات إنسانية وحاجات وطنية وأشخاص يستحقون الحصول على الجنسية اللبنانية، فليكن هناك أشخاص تقدم لهم أو يتاح لهم الحصول على الجنسية اللبنانية، ما هي المشكلة في هذا الموضوع؟ لماذا هذا الموضوع نريد أن نضيقه بطريقة أو نعدمه في الوقت الذي هو متاح دستورياً وقانونياً وقد يحقق مصالح إنسانية ووطنية معينة، هذا من حيث المبدأ، لذلك نحن ندعو إلى إصدار مراسيم جديدة وليس مرسوم تجنيس واحد، ويفتح هذا الملف، مثلاً توجد لدينا شرائح من الناس، أكثر من سبعين أو ثمانين سنة ينتظرون مثل أهل القرى السبع الذين لم يتم تجنيسهم في المراسيم السابقة، بقية أهل وادي خالد، خلال أعمال التجنيس يوجد أناس تجنسوا وأقاربهم لم يجنّسوا بالرغم من أنه نفس الملف ونفس الحيثيات ونفس المعطيات، الآن بسبب أخطاء إدارية أو حسابات سياسية..
محاولة إنصاف خصوصاً أؤلئك الذين يعيشون فعلاً في لبنان، وبالتالي كل ما ينجسم مع الأصول الدستورية ومع المعايير القانونية ومع المصالح الوطنية ومع الإعتبارات الإنسانية، توضع كل الضوابط التي تؤخذ بعين الإعتبار ويتم الدخول إلى هذا الملف، وبالتالي ليس صحيحاً أن يأتي يوم يُشعر فيه أن الجنسية اللبنانية يحصل عليها فقط الذي  لديه المال أو الذي يمكن أن يستثمر المال في البلد، في الوقت الذي هو لبناني أباً عن جد وأصوله لبنانية ويعيش في هذا البلد منذ مئات السنين نتيجة ظروف معينة لم يحصل على الجنسية، لا يقدر أن يحصل على الجنسية لأنه فقير وليس لديه فلوس، هذا غير صحيح وغير وارد على الإطلاق، حتى في موضوع أولاد الزوجات اللبنانيات المتزوجات من غير لبناني، أنا أعرف أن هذا الملف إشكالي،  نحن ندعو إلى دراسة هادئة ومتأنية وعاقلة، ومعالجة هذا الملف بما يأخذ بعض الجوانب في عين الإعتبار، يعني أن نجعله مقفلاً على الآخر، يمكن لا توجد مصلحة في هذا الموضوع، وفتحه على الآخر يمكن أن يثير بعض المخاوف الموجودة في البلد، في الحد الأدنى فلتكن هناك فرصة حوار ونقاش جاد داخلي على المستوى الوطني لمعالجة هذا الملف الإنساني.
أنا أكتفي بالوضع الداخلي بهذه الملفات: تشكيل الحكومة وملف المساعدة في إعادة أو عودة النازحين السوريين العودة الطوعية والآمنة، ملف أمن بعلبك الهرمل وملف التجنيس.
في وضع المنطقة أيضاً لدي نقاط عدة أتناولها بنفس الإختصار والسرعة.
النقطة الأولى: في الشأن الفلسطيني، من الواضح أن محركات كما يقال في الأدبيات السياسية اللبنانية محركات صفقة القرن بدأت تشتغل بقوة، كوشنير في المنطقة منذ مدة، لا أعرف إذا كان لا يزال في المنطقة، والمبعوث الخاص للرئيس ترامب حول ما يسمى بعملية السلام، من الواضح أننا دخلنا في مرحلة العمل الأمريكي والإسرائيلي الجدي لإنجاز صفقة القرن، هذا لم يعد مجرد كلاماً في العلن أو توقعات صحفية أو ما شاكل... وقد نكون على مقربة من إعلان رسمي أميركي حول هذه الصفقة وحول هذه الخطة المشينة في الحقيقة، لذلك في هذه المرحلة، القيادات السياسية كلها وكل المعنيين بالقضية الفلسطينية طبعاً يجب أن يواكبوا هذه التحركات وهذه التطورات، ثم الواحد يريد أن يعرف ما الذي يجب فعله، وأعتقد أنه على أكثر من خط، بمعنى أن ما يجري اليوم في داخل فلسطين يجب أن ننظر إليه من هذه الزاوية، ما يجري في المنطقة، ما جرى وما يجري في الأردن، أيضاً فيما يعني لبنان النقاش حول الحدود  والكلام عن مزارع شبعا والكلام عن الحدود البرية والكلام عن الحدود البحرية، مرة يكون بمعزل عن صفقة القرن ومرة يكون في إطار ما يسمى بصفقة القرن ، تصبح المقاربة بحاجة إلى دراسة وحذر أكثر، طبعاً مع حرص اللبنانيين جميعاً على إستعادة كامل ترابهم الوطني، والحصول على حقوقهم في المياه البحرية.
أيضاً ما يجري في سوريا، يجب عندما نقاربه في المرحلة المقبلة أيضاً يجب أن نضع مكاناً ما لهذا الملف وصولاً إلى الإنسحاب الأميركي من الإتفاق النووي، وهذا الضغط المتواصل على إيران، سواء الضغط السياسي أو الحرب النفسية أو الضغط الإقتصادي أو التهديد بعقوبات أو ملاحقة إيران والنفط الإيراني في كل أنحاء العالم، كله يجب أن نقرأه ضمن سياق واحد أسمه المشروع المركزي الأميركي الآن في منطقتنا الذي سوف تعطى له الأولوية هو صفقة القرن، التي تعني تصفية القضية الفلسطينية، فهذا الموضوع بحاجة إلى متابعة وحذر،  وبالتالي الناس معنية أن ترى ما الذي سوف تفعله وكيف يجب أن تصمد وكيف يجب أن تواجه وكيف يجب أن تُقاوم، هذا الموضوع تكلمنا عنه سابقاً كثيراً.
 في الملف الفلسطيني، يجب توجيه التحية وخصوصاً الآن خلال هذه الساعات إلى كل الرجال والنساء والصغار والكبار الذين يتوجهون في عصر يوم الجمعة إلى الشريط الشائك الذي يفصل غزة عن بقية فلسطين المحتلة في ال48، هذه المسيرات، مسيرات العودة هي تعبير عن العزم الفلسطيني والإصرار الفلسطيني وتواصل هذا العزم وهذه الحركة لأنه خلال كل هذه الأسابيع الماضية، من أجل أن يعرف المتابعون، الإسرائيلي كل جهوده في الحرب النفسية وفي الضغط الأمنى حتى في توتير الجو الأمني والعسكري باتجاه قطاع غزة، واستهداف حتى الشبان الذين يُطلقون الطائرات الورقية، إضافةً إلى ضغوط إقليمية وضغوط متنوعة على الفلسطينيين من أجل تيئيسهم ومن أجل منعهم من مواصلة مسيرات العودة، مسيرات العودة تمثل هذا التحدي الكبير الذي يشكل أحد الخيارات القليلة التي باتت متاحة بين يدي الشعب الفلسطيني.
والنقطة الثالثة، لا بد من التوقف بإجلال أمام شجاعة وجرأة قيادة المقاومة في غزة، قيادة الفصائل المقاومة، وجرأة وشجاعة المقاومين الذين ثبتوا خلال الأيام القليلة الماضية والأسابيع القليلة الماضية معادلة الرد على أي عدوان،  يعني الإسرائيلي الذي يفترض أنه يقصف ويقتل، وبالمقابل لم يلق أي رد ولو رد معين أو متناسب أو ما شاكل.. المقاومة الفلسطينية خلال الأيام القليلة الماضية تجاوزت تلك المرحلة وثبتت هذه المعادلة، يمكن القول بحق أنها ثبتت وهذا كان نتاج الجرأة والشجاعة والتقدير الحكيم والصحيح.
 في كل الأحوال، في تثبيت هذه المعادلة وفي دعم الشعب الفلسطيني خصوصاً في غزة لمواصلة مسيرات العودة، وفي الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة الخطوات الإجرائية التنفيذية لصفقة القرن على الكل أن يتحمل مسؤولياته  في كل مكان يقال خلال الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة.
ثانياً: في الوضع الإقليمي، في سوريا، نقطتين، النقطة الأولى:  تطورات في جنوب سوريا خلال الأيام القليلة الماضية واليوم، قبل قليل أنا كنت على تواصل مع الأخوة هناك، كل المعطيات طبعاً الذي تسمعوه في الإعلام كله صحيح، وما تحت الإعلام أهم، وكل المعطيات تشير إلى إنهيارات كبيرة لدى الجماعات المسلحة، تشير إلى تخلي البيئة الحاضنة، إذا افترضنا أنه كان هناك حقيقةً بيئة حاضنة، وإلى إندفاعة شعبية كبيرة للعودة إلى الدولة وإلى حضن الدولة، وهذا عبّرت عنه مجموعة من البلدات ومجموعة من المدن، ولعل المعطيالت تؤكد إلى أنه ليس فقط الجزء الغربي من منطقة درعا، الذي هو مفترض اليوم أو غداً ينتهي، بل لعله كل المنطقة في الجنوب سواءً في درعا وفي القنيطرة، وكل الجماعات المسلحة هي في حالة الإنهيار وفي حالة الهزيمة، ولا أفق لقتالها، وعلى كل حال أيضاً المعطيات تقول أن الكثير من هذه الجماعات بدأت تعيد حساباتها وتتجه باتجاه طلب التسوية والدخول في المصالحات، ولن يبق في تلك المنطقة سوى الجزء الكالح السواد الذي تسيطر عليه داعش، والتي طبعاً سوف يكون مصيرها واضحاً ومحسوماً خلال الفترة المقبلة، يعني نحن في الخلاصة أمام تحول كبير في جنوب سوريا وإنتصار كبير جداً في جنوب سوريا على كل الجماعات المسلحة التي تم رعايتها أميركياً ودعمها واحتضانها ومساندتها إسرائيلياً وتم تقديم كل أشكال العون لها من قبل بعض القوى واالدول الإقليمية،  وما يجري في جنوب سوريا وما جرى خلال الأسابيع الماضية ويجرى في منبج والموضوع الكردي والتركي والأميركي، على كل حال هذا فيه الكثير من الدلالات المهمة والبالغة التي يجب أن نتحدث عنها لاحقاً، الآن الوقت لا يتسع، وأعتقد أن المصلحة أن تنتهي المعركة في جنوب سوريا ثم نتحدث عن هذه الدلالات والعبر التي يجب أن يستفيد منها الجميع على ضوء هذه المعركة المصيرية والكبرى التي تُخاض في سوريا منذ أكثر من سبع سنوات.
النقطة الثانية: في سوريا أيضاً، عند الحدود السورية العراقية، قبل أيام، قامت طائرات معادية بقصف بعض مواقع فصائل المقاومة العراقية  المرابطة هناك، والفصيل الذي استهدف هو كتائب حزب الله في العراق، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، طبعاً في هذا الحادث هو حادث كبير وخطير ويمكن البعض يعتبرأن هذا انتهى قد مضى والأمور قد قطعت،  أنا أولاً أود أن أتوجه إلى عوائل هؤلاء الشهداء الكرام الأعزاء بالتبريك بشهادتهم،  وبالتعزية بفقدان هؤلاء الأحباء والأعزاء، أيضاً أتوجه بالتبريك والتعزية إلى إخواني وأعزائي وأحبائي في قيادة كتائب حزب الله في العراق، وإلى كل مجاهديها، وأيضاً يجب أن نتوجه إلى كل فصائل المقاومة في العراق نعزيهم بشهدائهم لأن شهداء أي فصيل هم شهداء الجميع، وأود أيضاً من هنا وبهذه المناسبة أن أتوجه إليهم بالشكر على كل المساعدة والمساندة التي قدموها في سوريا، في العراق لا شك أن هذه الفصائل في إطار الحشد الشعبي كان لها مساهمة كبرى وحقيقية في إلحاق الهزيمة بداعش وسواد داعش وظلامية داعش ووحشية داعش، ومن يقف خلف داعش دولياً وإقليمياً، لكن في نهاية المطاف في العراق كانوا يدافعون عن أنفسهم وعن مقدساتهم وعن شعبهم وعن وطنهم، من الواجب أن نذكر جهاد هؤلاء الإخوة العراقييين وتضحياتهم وشهدائهم وجرحاهم وصمودهم وثباتهم وحضورهم الذي ما زال مستمراً في سوريا، وبالخصوص أولائك المتواجدين عند الحدود السورية العراقية لقطع آخر شرايين الحياة في هذا الجسد المتوحش الذي صنعته أميركا وإسرائيل في المنطقة والذي اسمه داعش، ونحن نشكرهم على كل الدعم وعلى كل المساندة وعلى كل الحضور، لأنه كما كنا نردد خلال كل السنوات السبع معركة سوريا هي ليست معركة سوريا فقط، هي معركة لبنان والعراق وفلسطين وسوريا والمنطقة ومستقبل هذه المنطقة.
أيضاً في هذا السياق، الإخوة في كتائب حزب الله وأيضاً بقية الفصائل، فصائل المقاومة العراقية، أعلنوا أنهم يدققون ويحققون لمعرفة الجهة التي قامت باستهداف هذه المواقع وأدت إلى سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى، وأنه عندما تهدد هذه الجهة بشكل قاطع سيعاقب هؤلاء المعتدون. هذا موقف حكيم وطبيعي ونحن نعبر عن مساندتنا لأي قرار تأخذه هذه الفاصائل المقاومة المجاهدة، نعم أيها الإخوة الكرام والأعزاء ونعم أقول لكل شعوب المنطقة، للإخوة في فلسطين، في سوريا، في العراق، في لبنان، في اليمن، في كل المنطقة، في كل مكان يعتدى فيه على المقاومين وتسفك دماء هؤلاء المقاومين ظلماً وعدواناً لا يجوز أن يبقى هذا العدوان بلا جواب وبلا رد وبلا عقاب، لأن أعداءنا لا يفهمون إلا هذا المنطق، هذه التجربة، لا يمكن الرهان لا على قانون دولي ولا على أي معايير أخلاقية، في اليمن وفي فلسطين وفي كل ما يجري في المنطقة، حتى في أميركا، أليس صورة فصل الأطفال المهاجرين عن آبائهم وأمهاتهم وإيداعهم في أماكن معزولة يعبر بشكل واضح عن الحقيقة الوحشية للرئيس ترامب ولإدارة ترامب، لاحقاً تراجعوا نتجية الضغوط وإلا هذا لا يغير في حقيقة صورته، يعني لو قُدّر للناس أن يشاهدوا الصورة الحقيقية - في المصطلحات يقولون الصورة الملكوتية - الصورة الملكوتية الحقيقية لترامب لبدا لهم وحشاً مفترساً، من الذي يُقدم على عمل من هذا النوع. على كل، نحن في منطقة وفي عالم إن لم ندافع عن شعوبنا، إن لم نثأر لشهدائنا، إن لم نعاقب أعداءنا لا يمكن لهذا العدوان أن يتوقف وإذا تسامحنا هذا العدوان سيستمر وعلينا أن نواجه الكثير من العدوان والكثير من تقديم الشهداء والجرحى.
أنا آمل إن شاء الله أن يوفق الأخوة في كتائب حزب الله وفي فصائل المقاومة العراقية إلى تحديد هوية الجهة المعتدية في الوقت القريب واتخاذ الإجراء الذي يرونه هم مناسباً. هذا قرارهم الذاتي الذي لا يملي عليهم أحد شيئاً على الإطلاق.
النقطة الأخيرة في الوضع الإقليمي وأدخل إليها من بوابة الإعلام خلال الأيام القليلة الماضية، قبل أيام ما يسمى بالتحالف، كانوا يقولون التحالف العربي، الآن البعض أصبح يسميه التحالف السعودي الإماراتي، نحن نسميه العدوان الأميركي السعودي على اليمن، قوى العدوان الأميركي السعودي على اليمن، هذه القوى أعلنت ولاحقاً قناة العربية وبعض الفضائيات العربية وبعض وسائل الإعلام اللبنانية تجاوبت واعتبرت أن هذا الخبر له مصداقية عالية، عندما تحدثوا عن خبرين، الأول أنه نتجية القصف الجوي في منطقة معينة في صعدة سقط ثمانية شهداء لحزب الله اللبناني بتعبيرهم وبينهم أحد القادة من حزب الله، وفي ذات الوقت قالوا خبرا آخر، أنه تم أسر ثمانية من حزب الله، يعني الكاذب الذي يوزع الخبر مرة يقول قتلوا ثمانية ومرة يقول أسروا ثمانية. على كلٍ، بعد عدة ساعات تراجع خبر الأسر لمصلحة خبر القتل، لأنه لو هناك أسرى كان يجب أن يعرضوهم على التلفزيون، وبالتأكيد لو هناك أسير الآن أو سابقاً - أنتم تعرفون في السنوات الماضية، في الأشهر القليلة الماضية لطالما قالوا أنهم أسروا شاب من حزب الله أو أسروا شاب إيراني أو ما شاكل، جيد، في يوم من الأيام أقاموا الدنيا واعتبروا أن هناك كنز عظيم جداً أنهم أسروا شخص إيراني في منطقة معينة في اليمن تبين أنه عامل باكستاني معتر بسيط جاء يعمل طلباً للرزق، لم يعرفوا أن يميزوا بين الأردي وبين الفارسي. على كلٍ، فخبر الأسرى انتفى لوحده هم لم يعاودوا الكلام به، لكن بقيوا على 48 ساعة يتكلموا عن استشهاد ثمانية بينهم أحد القادة من حزب الله. أنا أريد أن أعلق على هذا الخبر من أجل ما مضى ومن أجل الحاضر ومنه قليلاً أتحدث كلمتين حول موضوع اليمن.
أولاً، خلال كل الفترة الماضية والآن ذات الشيء نحن لأسباب ولمصالح معينة لم نقل حتى الآن أنه لنا وجود في اليمن أو ليس لنا وجود في اليمن، هذا الموضوع لم نقاربه. نعم في يوم من الأيام أنا قلت بوضوح نحن لم نرسل مقاتلين في اليمن لأن الأخوة في اليمن لا يحتاجون إلى مقاتلين، هل هناك شيء آخر نحن لا ننفي ولا نثبت نتيجة مجموعة من المصالح. هذا أولاً.
ثانياً، سواءً كنا موجودين أو لم نكن موجودين بشكل قاطع أنا أنفي هذا الخبر أن هناك شهداء من حزب الله في اليمن لا في الأيام القليلة الماضية ولا خلال السنوات الماضية.
ثالثاً، ليس هي المرة الأولى الذي يتحدث فيه الإعلام السعودي عن شهداء لحزب الله في اليمن أو أسرى لحزب الله في اليمن.
رابعاً، لو افترضنا في يوم من الأيام كان لهذا الأمر حقيقة وكان هناك شهداء لحزب الله في اليمن أنا أقول لكم بكل صراحة نحن لن نخفي ذلك، لا نخجل من ذلك بل نفخر بذلك ونعتز بذلك ونرفع رؤوسنا بهؤلاء الشهداء إن كانت هذه الفرضية في يوم من الأيام كانت حقيقية ونعتبر أنه بالعكس نحن لا نخجل إن سقط لنا شهداء في اليمن، نحن يجب أن نخجل في أننا لا نقدم المساعدة المطلوبة أو ما نطمح أو ما نحلم أن نقدمه للمجاهدين المظلومين وللشعب اليمني المظلوم وبالتالي لا أحد يتصور أنه نحن في اليمن أو في غير اليمن، يسقط شهيد في العراق نقول هذا شهيد في العراق، يسقط في سوريا نقول في سوريا، يُأسر لنا أخ في أي مكان، في مصر وفي غير مصر كما حصل سابقاً نحن لا نخجل في ما نقوم به ولا نتخلى لا عن شهدائنا ولا عن أسرانا ونعتز بهم ونفتخر بما يقومون به ونعلن ذلك دائماً، هذا من أجل أن نؤسس للمستقبل. وبالتالي الأمر لا يحتاج كلما نشر خبر أن هناك شهداء وهناك أسرى أن تتصل فينا وسائل الإعلام من أجل أن ننفي، طالما نحن لم نتبن ولم نتكلم عن شهدائنا ولم نفتخر بشهدائنا معنى ذلك أنه لا يوجد شيء، يكون أي كلام من هذا النوع منتفي أصلاً ولا يحتاج إلى نفي، هذه قاعدة يجب أن نثبتها دائماً.
رابعاً أو خامساً بالموضوع اليميني، على كل حال يمكن كانوا هم محتاجين لهذا النوع من الأخبار الذي يمكن أن يضم إلى كل الأداء الإعلامي للإعلام السعودي ومن معه من إعلام أميركي وخليجي وغيره خلال الأسابيع القليلة الماضية لأن ما شهدناه في معركة الحديدة في المطار وحول المدينة والبلدات المحيطة بها وفي الساحل الغربي في اليمن هو فضيحتان، ما شهدناه فضيحتان، فضيحة عسكرية ميدانية وفضيحة إعلامية تابعة للفضيحة العسكرية الميدانية.
في الفضيحة العسكرية الميدانية منذ أشهر الأميركان ويبدو بعض الدول الأوروبية للأسف شريكة في هذا الأمر، هناك معلومات عن مشاركة بريطانية ومشاركة فرنسية وغربيين آخرين وقوى تحالف ودول تحالف والسعودية والإمارات وجماعة عبد ربه منصور ومرتزقة من كل أنحاء العالم وسلاح جو وعدد هائل من الآليات والدبابات والملالات ويبدو أن الآليات العسكرية أكثر من العسكر- يعني ما نشاهده على التلفاز - وتم التحضير منذ أشهر وحرب نفسيه هائلة وضغوطات ورشاوى وترهيب وترغيب ثم عندما نزلوا إلى الميدان كانت الهزيمة النكراء، هزيمة بكل ما للكلمة من معنى، وما جرى في الساحل الغربي من اليمن خلال الأسابيع الماضية حتى الآن هو في الحقيقة حتى بالمعايير العسكرية هو أشبه بالمعجزة، لأن القتال هناك يجري بين أقوى أسلحة الجو وبين أجهزة استعلام قوية جداً وتجهيزات فنية وتكنولوجية عالية وقيادات ذات خبرة ومرتزقة وجيوش وقوات وفي المقابل شعب مجاهد يملك إمكانيات متواضعة ولكنه يملك إيماناً عظيماً وتوكلاً هائلاً وثقة كبيرة بالله سبحانه وتعالى، هؤلاء حقيقة نحن من خلال مشاهداتنا لهذه الجبهة حققوا "تد في الأرض قدمك أعر الله جمجمتك تزول الجبال ولا تزل" هذا نموذج، ولذلك الإنسان - الآن أنا واحد من الناس عندما أتحدث عن هذا الموضوع لأنه عندي تجربة أنا وإخواني ونعرف ما تعني الحرب ونعرف ماذا يعني أن تقاتل في ظل سلاح جو عنيف وقاسي ولا حدود لإمكانياته المباشرة، وماذا يعني أن تثبت وماذا يعني أن تصمد، ولذلك أمام كل الحرب في اليمن ولكن بالخصوص أمام هذه التجربة الأخيرة في الساحل الغربي وفي مطار الحديدة وكل ما يعني هذه المنطقة أنا وكل إخواني وكل مقاوم في العالم وكل من يعرف المعادلات العسكرية ولديه تجارب عسكرية يجب أن ينحني إجلالاً لهؤلاء المقاتلين، لهؤلاء المقاومين، لهؤلاء الأبطال، لقياداتهم الحكيمة والشجاعة والثابتة والراسخة، هذه حقيقة وليست مجاملة، أنا لا أعطي معنويات، بالعكس، وأنا أقول لهم لهؤلاء المقاتلين، أنا واحد من الناس، أنا خجول أنني لست بينكم ومعكم، أنا بيني وبين نفسي أردد عندما أشاهد الأفلام على شاشات التلفزيون وهذه البطولات وهذا الصمود الأسطوري، أقول يا ليتني كنت معكم، وأنا أعرف كل أخ من إخواني يقولون هذه المقولة، وكل شريف على وجه الأرض يقول يا ليتنا كنا معكم، يا ليتنا نستطيع أن نكون معكم، يا ليتني أستطيع أن أكون مقاتلاً من مقاتليكم تحت راية قائدكم العزيز والشجاع، هذه هي الحقيقة، هذا الإيمان، هذه الصلابة هي التي ألحقت هذه الهزيمة وهذا درس عظيم يضاف إلى دروس المقاومة في لبنان وفي فلسطين وفي سوريا وفي العراق، هذا درس لكل الشعوب العربية والإسلامية أنه بالإيمان وبالثبات وبالرسوخ وبالرهان على الشعوب وعلى الشباب الشجاع والمؤمن والأبي يمكن مواجهة أقوى طواغيت هذا العالم وأقوى جيوش هذا العالم وأقوى غطرسات هذا العالم العسكرية والأمنية.
وأيضاً الفضيحة الإعلامية، كم مرة أسقطوه واحتلوه لمطار الحديدة، صورة لم يقدموا، بالمقابل كان يقدم يومياً صور لوجود قيادات من أنصار الله في المطار. كم تحدثوا أنهم أصبحوا داخل المدينة وأصبحوا داخل المينة ثم تبين أنهم لم يصبحوا داخل أي شيء. أسابيع من الكذب على شعوب المنطقة، على الشعب في السعودية وعلى الشعوب في دول الخليج وعلى شعوب العالم ثم تبين أن كل هذه انتصارات على تلفزيون قناة العربية ليس أكثر ولا أقل. وعلى هذا فقس لتعرفوا مصداقية هذا الإعلام الذي ليس له أي صلة بالواقع على الإطلاق، لا فيما يتعلق باليمن ولا فيما يتعلق بغير اليمن.
هنا في هذا السياق أيضاً يجب أن نضم صوتنا ونتوجه بالشكر إلى الحكومة الجديدة في ماليزيا ، إلى رئيس حكومة ماليزيا الجديد مهاتير محمد أو محمد مهاتير وإلى الحكومة وإلى وزير الدفاع الماليزي الذي أعلن بالأمس إنسحاب ماليزيا من هذا التحالف المشؤوم ونتمنى أن تحذو بقية الدول الإسلامية والعربية بالحد الأدنى حذو هذه الدول وأنا أناشد بشكل خاص الرئيس السوداني وحكومة السودان وبرلمان السودان وشعب السودان، للأسف الشديد أن تكون هناك قوات من الجيش السوداني تقاتل إلى جانب هؤلاء الطواغيت، من الأسف الشديد أن تكون قوات من الجيش السوداني تقاتل في معركة فيها الأميركي والغربي والتكفيري والإسرائيلي إلى جانب السعودي وغيره، هذا مؤسف، السودان الذي كان لها حضور كبير ووجداني في قضايا المنطقة، في قضية فلسطين، في كثير من قضايا الأمة. أنا أركز على السودان أيضاً لأنه مشاهد الشباب السودانيين الذين يتركون في الصحاري في اليمن وفي الجبال والتلال بلا حماية وبلا رادع وبلا دعم وبلا مساندة، لأي شيء يقتل هؤلاء. على كل حال نحن ندعو إلى ذلك ونأمل من الجميع أن يعيدوا النظر ونأمل أن تكون تجربة المعركة الأخيرة في الساحل الغربي وكل هذه الجبهات المفتوحة أن تأخذ المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومن يقف معهما العبرة وأن يعرفوا أنهم أمام شعب لن يستسلم ولديه قدرة عالية على الصمود وعلى صنع الانتصارات وأن معركتكم مسدودة الأفق وعليكم أن تستجيبوا لكل الدعوات اليمنية والعربية والإسلامية والعالمية لوقف الحرب، وقف العدوان وقف إطلاق النار والذهاب إلى الحوار وإلى المصالحة الوطنية وإنقاذ اليمن وشعب اليمن كل شعب اليمن وكل قبائل اليمن وكل القوى السياسية في اليمن من نتائج هذه الحرب الكارثية والمدمرة.
أنا سأكتفي بهذا المقدار، إن شاء الله بقية الأمور إذا كان هناك حاجة نتحدث في أوقات قريبة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

2018-06-29