ارشيف من :تحقيقات

النازحون العائدون إلى القلمون الغربي لـ ’العهد’: عائدون إلى الجنة

النازحون العائدون إلى القلمون الغربي لـ ’العهد’: عائدون إلى الجنة

لا يرغب أهالي بلدات وقرى القلمون الغربي السوري العائدون من عرسال اللبنانية عبر معبر الزمراني الحدودي بين سوريا ولبنان بالحديث عما قاسوه أثناء مرحلة نزوحهم.. يكفيهم أنهم عادوا إلى مربع الإستقرار الأول الذي فرط فيه سفهاؤهم كما يقولون، ويثنون في الوقت نفسه على الدور الذي تقوم به حكومة بلادهم من أجل إعادة ترسيخهم في أرضهم ومبددين كل الإشاعات التي حاولت عبثا ثنيهم عن العودة إلى " جنة الوطن " التي حرموا منها طويلا.

عودة مباركة

النازحون العائدون إلى القلمون الغربي لـ ’العهد’: عائدون إلى الجنة

يقف أحمد على الجهة السورية  من معبر الزمراني منتظرا عودة والدته وبقية الأسرة من عرسال اللبنانية، مشاهد العناق الحار بين أفراد الأسرة وأحمد، العسكري الإحتياط في الجيش السوري وابن بلدة الجراجير في البقاع الغربي الذي طالما ألح عليها في العودة سمحت ببعض العتاب الرقيق " كم توسلت إليكم أن ترجعوا وحلفت لكم بكل المقدسات بأن أحدا لن يمسكم بسوء، على كل حال الحمد لله على سلامتكم وستعرفون لاحقا كم كنت محقا".

 موقف أهل أحمد لم يختلف عن مواقف عائدين آخرين من بلدات قارة ويبرود والجراجير وفليطة وغيرها من قرى وبلدات القلمون الغربي صادر الإرهابيون قرارهم بالعودة حينا وصادرت الإشاعات القرار ذاته أحيانا كبيرة، لكن هؤلاء حسموا خيارهم النهائي فقرروا العودة بعدما تناهت إليهم الأخبار المشجعة عن مصير عائدين لم يتحدث إليهم الأمن السوري سوى بضع كلمات قليلة متعلقة بملئ استمارات قوائم عودتهم التي ستسهل لهم الإستقرار في بلداتهم وقراهم.

سألنا عمار ابن بلدة فليطة إن كان يشعر بالقلق من المجهول فرد بصراحة لافتة "لا أخفي عليكم بأن قرار العودة جاء على خلفية قناعتي بأنه لا يوجد إنسان عزيز خارج وطنه، مع الشكر الجزيل طبعا لكل لبناني شهم احتضننا، ولكنني الآن أصبحت أكثر ثقة بوعود الحكومة السورية التي أثبتت أنها جادة في احتضان أبنائها من خلال ما تقدمه من تسهيلات وهي التي استقدمت الباصات لعودتنا وحافظت لنا على بيوتنا التي سيطر عليها الإرهابيون يوما، بعيدا عن المزايدات أستطيع أن أجزم لكم بأنه لولا الجيش السوري والمقاومة اللبنانية لما كنا الآن عائدين إلى بيوتنا وقرانا ومزارعن ، سمعنا ممن بقي هنا من أهلنا في قراه بأن مقاتلي المقاومة اللبنانية كانوا يمرون بأشجار الكرز والتفاح والمشمش والدراق المثقلة بما لذ وطاب فلا يقطفون منها حبة واحدة التزاما منهم بمناقبية القتال وتعاليم الدين السمحاء، قد يبدو هذا تفصيلا بسيطا ولكنه أكبر من ذلك بكثير إنه مؤشر على صدق هؤلاء الرجال ومن كان صدوقا عليك أن تثق به وتبني مستقبلك على صحة وعوده".

التسهيلات بالجملة

النازحون العائدون إلى القلمون الغربي لـ ’العهد’: عائدون إلى الجنة

يعرف عبد الرحيم أنه مطلوب للإحتياط في الجيش السوري، علم بأن الجهات الأمنية في سوريا ستعطيه مهلة ستة أشهر قبل الإلتحاق بالخدمة العسكرية وقد يتم تأجيله إذا قدم الأوراق التي تثبت بأنه معيل لأسرته، لكن عبد الرحيم يبدو غير مكترث بهذا الأمر، يحبس دموعه ويصيح: "أقدر حذاء أي جندي سوري ومقاوم شريف ساهم في عودتنا إلى بلداتنا وقرانا، لم يقف عبد الرحيم في حضرة الأمن السوري لأكثر من دقيقتين ملأ خلالهما استمارة تعريفية به قبل أن ينطلق إلى بلدته فليطة بخطا الواثق السعيد، انسحب الأمر على كل من التقيناهم هناك من العائدين وفيهم الكثير من الشباب المطلوب للخدمة العسكرية  
محمد ديب رئيس بلدية الجراجير في القلمون الغربي أكد لموقع العهد الإخباري بأن "الأوامر المشددة قد صدرت حكوميا بتسهيل عودة النازحين وتقديم كل الخدمات حتى لأولائك الذين لا يحملون أوراقا ثبوتيا حيث تعتبر شهادة العارفين بهم من أبناء بلداتهم وقراهم بمثابة الأوراق الثبوتية المبدئية حتى تصدر أوراق آخرى جديدة".

النازحون العائدون إلى القلمون الغربي لـ ’العهد’: عائدون إلى الجنة

ديب أوضح لـ"العهد" أن الحكومة قد جهزت وسائل نقل عامة لنقل من لا يملك وسيلة نقل إلى بيته وأوعزت في الوقت نفسه إلى البلديات بتجهيز البيوت بما يلزمها والتواصل المباشر مع الأهالي فور عودتهم من خلال الإحتكاك اليومي بهم وتزويدهم كذلك بهواتف للطوارئ والضرورة مبينا بأنهم " سيكتشفون لاحقا كم ستكون الأمور مختلفة لجهة الأمان والإستقرار".
 
النازحون العائدون: بيوتنا مفتوحة لكل السوريين العائدين

النازحون السوريون العائدون إلى قرى  وبلدات القلمون الغربي من عرسال اللبنانية وجهوا عبر موقع "العهد" الإخباري دعوة لكل سوري من أي جغرافيا كانت للعودة إلى سوريا مبدين رغبتهم باستقباله في بيوتهم إن لم يكن لديه بيت يؤويه "نحن عشنا مرارة النزوح ونفهم شعور هؤلاء جيدا، في عرسال سوريون من كل أنحاء البلاد من القامشلي ودير الزور والحسكة وغيرها وقد كانوا ضحية الدعاية السياسية لبعض اللبنانيين ضد حكومة بلدنا، وإذا ما قرر هؤلاء العودة إلى سوريا، فبيوتنا على وضعها الحالي ستكون مفتوحة لهم ريثما يستقرون بشكل نهائي في بلداتهم، ففي لبنان أقصى ما يمكن أن يفعلوه لأجلك هو إعطاؤك خيمة وبعض المساعدات ولن يعطوك البتة أرضا لإقامة بيت عليها ، أما في سوريا فالأرض باقية ويمكنك إعادة إعمار بيتك حين تعود إليه".

2018-07-01