ارشيف من :مقالات

حزب الله يُبادر في ملف النازحين..والساحلي يتحدّث لـ’العهد’ عن الأهداف والآليات

حزب الله يُبادر في ملف النازحين..والساحلي يتحدّث لـ’العهد’ عن الأهداف والآليات

لم يعد خافياً على أحد النوايا المبيتة التي يُضمرها المجتمع الدولي للبنان في قضية النازحين السوريين. المنظمات الأممية لا تجد حرجاً في اتباع كل الوسائل لثني هؤلاء عن العودة الى بلادهم، بكل ما تحمل هذه "المحاولة" من تبعات على لبنان. طبعاً، لا أحد يُنكر الواجب الانساني الذي يُحتّم على البلد استضافة النازحين، وفتح كل أبواب المساعدة أمامهم. تماماً كما لا أحد ينكر العبء الثقيل الذي ألقي على ظهر لبنان اقتصادياً واجتماعياً جراء التواجد السوري الكثيف، والذي لم يعد مبرراً في الكثير من الأماكن. المناطق السورية باتت آمنة بنسبة كبيرة، والمطلوب تسهيل هذه العودة، حرصاً على مصلحة لبنان وسوريا معاً. بعض القوى السياسية تتبع سياسة دفن الرؤوس في الرمال. تفعل الكثير ظاهراً وباطناً في سبيل عرقلة هذه العودة التي لا تحلو لها، انطلاقاً من سياسة العداء التي تكنها لسوريا. رفض التواصل مع الحكومة السورية بأي شكل من الاشكال، يصب في هذا الإطار، هذا عدا الكثير من الممارسات والمواقف التي لم تكن نتيجتها سوى "صب الزيت على النار" وتفاقم الأزمة التي أصبحت بمثابة قنبلة موقوتة قابلة للانفجار اذا لم يتم تداركها في أسرع وقت ممكن. الأرقام والاحصاءات مخيفة في هذا الصدد، والحديث يتمحور عن خسائر اقتصادية كبيرة، وتفشي أمراض مخيفة وظواهر اجتماعية تنذر بالأسوأ. 

انطلاقاً مما تقدّم، وحرصاً منه على الأوضاع الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية الخانقة التي يمر بها لبنان، والتي لطالما شكلت هاجساً لديه. وجد حزب الله نفسه في موقع المُبادر للعبور بهذه الأزمة، كما العديد من الأزمات التي يسعى سعيه لحلها. ومن هنا، كان إعلان الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله عن تكليف النائب السابق نوار الساحلي  بملف النازحين السوريين عبر تشكيل لجان شعبية للتواصل مع النازحين. المطلوب تأمين عودة طوعية لهؤلاء وليست اجبارية. عودة تُرجعهم الى ديارهم معززين مكرمين. الساحلي يتحدّث لموقع "العهد" الإخباري عن الخطوة التي قام بها حزب الله، فيلفت الى أنّ الهدف منها يتمثل بإزالة عبء النزوح عن لبنان. هذا الملف الذي أصبح يشكل ثقلاً وعبئاً على الوضع الاقتصادي والبنى التحتية، وعلى فرص عمل اللبنانيين حرصاً على مصلحة لبنان قبل أي شيء. ولا ينكر المتحدّث أن حزب الله أخذ المبادرة بعدما انتظر الحكومة لسنوات وسنوات أملاً في أن تقوم بواجبها، فلم يجد منها سوى التقاعس عن القيام بأبسط الأمور لناحية الاتصال بالحكومة السورية لتنسيق ملف العودة. يشدد الساحلي على أن "الحكومة كانت تتلكأ (تتدلّع)، ما دفع حزب الله الى اتخاذ المبادرة بالتنسيق المباشر مع الأخوة السوريين". 

يؤكّد الساحلي أن الوقت لا ينتظر، وحزب الله اتخذ المبادرة العتيدة منذ ما يقارب العشرة أيام. من وجهة نظره، لطالما اتخذت المقاومة المبادرة المناسبة في الوقت المناسب. ففي عام 1982، لو لم نقاتل الصهاينة، لكان الاحتلال وصل الى الشمال. ومؤخراً لو لم نقاتل الارهاب التكفيري على الحدود، لكان الارهاب وصل الى بيروت. هذا ديدن المقاومة، يقول الساحلي الذي يُضيف "من الناحية السياسية والانسانية، وجدنا أن من واجبنا التدخل لسد هذه الثغرة، وعندما تقوم الحكومة بواجبها سنساعدها ونكون خلفها". 

وفيما يتعلّق بالخطوات العملانية، يشير الساحلي الى "أننا في الأيام القليلة المقبلة سوف نعلن عن الآليات، وكيفية التواصل مع الأخوة السوريين الذين يرغبون بالعودة الى ديارهم، إذ سيكون هناك أرقام هواتف وبريد الكتروني للتواصل معنا، وتأمين العودة السليمة والآمنة بالتنسيق مع الدولة السورية، وبالتعاون مع الأمن العام اللبناني". وفي هذا الصدد، أبدت مصادر الأمن العام تجاوبها التام مع الخطوة، لافتةً في حديث لموقع "العهد" الى أنّها ستقدم التسهيلات حيث تستطيع، لتأمين العودة الطوعية للنازحين وإزالة العراقيل اللوجستية قدر الإمكان".
 

2018-07-02