ارشيف من :مقالات

السفير السوري دعا عبر ’العهد’ النازحين للعودة.. وأشاد بمبادرة حزب الله

السفير السوري دعا عبر ’العهد’ النازحين للعودة.. وأشاد بمبادرة حزب الله

لدى الحديث عن أزمة النازحين السوريين في لبنان، يطول الحديث عن تداعياتها وانعكاساتها المباشرة وغير المباشرة، والتي باتت معروفة وواضحة للجميع. لسنا هنا في وارد التطرق الى هذه التداعيات، فقد أشبعت بحثاً وتدقيقاً واحصاء، ما يدفعنا نتساءل مراراً وتكراراً عن الدور الذي من المفترض أن تلعبه الدولة اللبنانية في هذا المجال، والأسباب التي تجعلها تقف مكتوفة الأيدي إزاء أزمة كبرى طالت الحجر والبشر على أراضيها. وكل ذلك وسط موجة "نق" رسمية لا تنتهي من النزوح الضاغط. أما حين يجد الجد للعب دور حاسم، تغيب الوزارات المعنية بهذا الملف عن السمع كلياً. ويُصبح الحديث عن العودة دونه مخاطر وتبعات. تتصرّف هذه الوزارات على قاعدة "قلوبها مع النازحين وسيوفها عليهم". السبب معروف، ولا يتطلّب مزيداً من التفكير. الجهة السياسية التي تتبع لها هذه الوزارات لا يحلو لها عودة النازحين الى ديارهم، لأسباب تتصّل بسيمفونية "حفظ ماء الوجه". هؤلاء لطالما راهنوا على دمار سوريا وسقوطها. ما يُظهرونه شيء لناحية الحديث عن ضرورة العودة الآمنة، وما يضمرونه شيء آخر. ولا حرج لديهم في تفاقم أزمة النزوح وتحويل لبنان الى بؤرة مشاكل جرائها، على أن يشعرون بالخيبة والخذلان. فآخر الدنيا لديهم تكمن في التنسيق الرسمي مع الدولة السورية. وحده حزب الله من اتخذ زمام المبادرة، وجل همه مصلحة لبنان، قبل أن تكون مصلحة سوريا. سخّر في سبيل ذلك كافة إمكانياته، لتأمين عودة طوعية مشرّفة لهؤلاء النازحين.

السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم علي يُعلّق في حديث لموقع "العهد" الإخباري على خطوة حزب الله بمتابعة ملف النازحين. بالنسبة اليه، ما يقوم به هذا الحزب يأتي تعويضاً عن التقاعس الرسمي اللبناني في هذا الملف. يتمنى علي لو أن الحكومة اللبنانية تقوم بواجباتها ومسؤولياتها حفاظاً على مصلحتها قبل مصلحة سوريا، وتفعيلاً للعلاقة الأخوية معنا، وأن لا تستجيب للضغوط التي لا تعير أي اهتمام لهذا الوطن. ما يقوم به حزب الله -وفق قناعات المتحدث- يصب في مصلحة لبنان لتقوية المقاومة وتعزيزها من خلال الاستقرار، فالعلاقة الصحيحة بين سوريا ولبنان تشكل ضرورة للمقاومة. يشدد علي على أنّ المصلحة أولاً وأخيراً تكمن في حل مشكلة السوريين عبر الجسر الذي لا يزال مفتوحاَ ومتصلاً بين القيادة في سوريا وقيادة المقاومة في لبنان. يعود علي ليؤكد أن المبادرة العتيدة هي استكمال لما يحصّن العلاقة الأخوية والمناعة في مواجهة استهدافات الارهاب التي يدركها حزب الله والمقاومة، والأطماع الغربية، والعدوان الصهيوني. برأي علي، فإنّ الخطوات ستثمر وسوريا رحّبت بها بلسان الرئيس بشار الأسد الذي دعا كل السوريين الذين ألجأهم الارهاب الى العودة، مع تقديم التسهيلات القانونية واللوجستية لهم. 

وفيما يتعلّق بالمحاولات الحثيثة من قبل المنظمات الأممية -التي خرحت الى العلن منذ أيام- وممارسة سياسة التخويف من قبل البعض لثني السوريين عن العودة، يشدد علي على أنّ هذه المحاولات ليست الا استجابة لضغوط الدول التي قادت عملية الاستثمار في الارهاب في المنطقة، وعندما سقط الارهاب، تريد المناورة للإبقاء على الحد الممكن من ماء الوجه. لا يعير السفير السوري أي اهتمام لهذه المحاولات لأنها برأيه لا تنسجم مع وظيفة المؤسسة الدولية التي تحمل عناوين انسانية ظاهراً، فيما تحرض السوريين على الاستمرار في أوضاعهم البائسة، ولا تساهم في حل مشاكلهم سواء في لبنان، تركيا، أوروبا أو أي بلد يتواجد فيه النازحون، او حتى لا تعمد الى سياسة رفع العقوبات عن الشعب السوري، بل تساهم في تشريده. هذه المحاولات هي استمرار للعملية التي بدأتها الدول التي قادت الارهاب، سواء أميركا، أوروبا، وحتى بعض الدول الخليجية التي تضغط على المؤسسات الأممية وتصادر قراراتها. 

يعرب علي عن تفاؤل كبير بعودة أعداد كبيرة من السوريين الى ديارهم قريباً، خاصة أن الدولة بكل مقاماتها بدءاً من الرئيس السوري حريصة على عودة أبنائها. يؤكد أن سوريا اليوم أكثر ضمانة لكرامات شعبها ومتطلبات عيشهم من الأوضاع المزرية التي يعانونها في بلدان اللجوء وخصوصاً لبنان. وهنا يوجه علي دعوة الى جميع السوريين في كل مكان للعودة، قائلاً لهم "أنتم الأولى في إعادة إعمار سوريا، وعليكم تقع مسؤولية إعادة الاعمار، لأن سوريا هي الضمانة الوحيدة لكم، ولطموحاتكم، وكانت الى الأمس القريب الأكثر أماناً ونعمياً، وهي اليوم مرشحة بقدرات أبنائها وحلفائها وأشقائها المخلصين لأن تعود كما كانت". 

ولا يرى علي مبرراً لسياسة التخويف والتحريض التي يعتمدها البعض، فما يقارب الـ90 بالمئة من المناطق في سوريا باتت آمنة كما أصبح معلوماً. أما العشرة المتبقية فشعبها ينتفض على المرتزقة ويخرجون رغم القتل للتظاهر، ويرحبون بالدولة والجيش. وفق حسابات علي فإنّ الأمور مبشرة جداً، والنصر تم، لكن حلقاته لم تكتمل بعد، ونحن على يقين من أنّ هذا الصمود المذهل والتعاون الرائع الذي أبداه حلفاء سوريا هو ضمانة  وكرامة للمنطقة بأكملها، وليس فقط لسوريا".  

2018-07-05