ارشيف من :تحقيقات

أزمة الكهرباء في طرابلس تتفاقم.. واعتراضات شعبية قريباً

أزمة الكهرباء في طرابلس تتفاقم.. واعتراضات شعبية قريباً

هكذا حال الطرابلسيون مع بداية كل صيف، إنقطاع للتيار الكهربائي عن مدينة طرابلس التي باتت ترزخ تحت موجة قاسية من التقنين الكهربائي، ورحمة أصحاب المولدات الخاصة. بعدما ازدادت ساعات التقنين، ووصلت الى ما يقارب 16 ساعة يومياً، كل ذلك دون أي مبرر من شركة كهرباء قاديشا، يوضح للمواطن هذا الارتفاع في ساعات إنقطاع الكهرباء.

لا يزال حلم 24/24 ساعة كهرباء يراود الطرابلسيين، وهم الذين وعدوا منذ قرابة الثلاث سنوات من قبل الرئيس نجيب ميقاتي، بإنشاء شركة خاصة لتزويد طرابلس بالطاقة الكهربائية، لمد 24 ساعة، على غرار كهرباء زحلة. حينها قرر كل من الرئيس ميقاتي بمبادرة مشتركة مع الوزير السابق محمد الصفدي والنائب السابق أحمد كرامي، المباشرة بانشاء شركة "نور الفيحاء" وقدم الطلب الى رئاسة مجلس الوزراء بواسطة وزارة الطاقة والمياه للحصول على الترخيص لها للقيام بمهمة محددة وهي "تأمين الطاقة الكهربائية بشكل مستدام لمدينتي طرابلس والميناء وضواحيهما".

ما كان لافتاً حينها، أن خطوة ميقاتي والصفدي جاءت بالتزامن مع إعلان الوزير السابق أشرف ريفي اتصاله بمدير شركة كهرباء زحلة أسعد نكد للاستعانة بخبراته التي استطاعت تأمين التيار الكهربائي لزحلة بشكل دائم، وأنه تلقى وعداً من نكد بأنه سيرسل فريقاً من المهندسين الاختصاصيين إلى طرابلس لدراسة كيفية تزويد المدينة بالتيار الكهربائي على مدار الساعة.

ثلاث سنوات مرت، ولم تبصر أي من الشركتين النور، لا بل أن طول انتظار الطرابلسيين أثبت لهم، أن المشروعان كانا "للمزايدات السياسية فقط"، كونه حتى اليوم لا شيء تبدل، لا كهرباء في طرابلس، والوعود باتت طي النسيان، ومعاناة المواطنين تكبر، في ظل  موجة الحر المرتفعة.

* أهالي طرابلس عبروا لموقع "العهد" عن غضبهم

أزمة الكهرباء هذه، باتت الشغل الشاغل في طرابلس، وتحولت الى أزمة تؤرق الشماليين كل يوم، ما شكل حالة من الغضب والاستنكار لدى الكثير من المواطنين، الذين عبروا لموقع "العهد" عن غضبهم من الحالة التي وصلوا اليها، وأشارت أوساط الأهالي الى "القيام بتحركات شعبية خلال الأيام المقبلة، وسنضطر للنزول الى الشارع وقطع الطرقات". علَّهم  يجدون من ينصفهم وأبناءهم، أو يجدون  الوعود التي أضاءت طرابلس (في الخيال فقط) منذ أعوام، ولم يلمس منها أي شيء حتى اليوم.

من جهتها، لم تكلف شركة كهرباء لبنان (قاديشا)، خاطرها وتصدر بياناً يوضح أسباب التقنين الفجائي، (باستثناء بعض الشائعات التي يتناقلها المواطنون عبر الواتساب، عن عطل هنا وتوقف المشغلات هناك)، وحتى نواب طرابلس أو وزرائها لم يسعى أي منهم الى المناداة بهذا الحق البسيط عبر ايجاد حلول بديلة لتخطي هذه الازمة، أقله في هذه الحرارة المرتفعة.

* مصادر في شركة قاديشا بطرابلس لموقع "العهد": زيادة ساعات التقنين أمر طبيعي

مصادر في شركة قاديشا بطرابلس قالت لموقع "العهد" إن "زيادة ساعات التقنين، أمر طبيعي يزداد مع كل موسم صيف، وقد باتت حدثا يتكرر سنوياً حيث لم تقدم الدولة اللبنانية على سد تناقص الإنتاج من 1600 ميغاوات إلى 1500 ميغاوات بعدما توقفت الدولة السورية عن إمداد لبنان بـ100 ميغاوات، منذ سنوات، كان يستجرها منها، نافية أي أعطال طرأت على المحولات، ومتذرعة بالضغط الكبير التي تعانيه الشبكة جراء ازدياد التكتل السكاني في المدينة".

في المقلب الاخر، يعد أصحاب المولدات والاشتراكات، المستفيد الأكبر من الأزمة، فقد سارعوا الى الإعلان عن زيادة أسعار ورسوم الإشتراك، ضاربين بعرض الحائط التسعيرة الرسمية التي يصدرها محافظ الشمال رمزي نهرا، ويحدد من خلالها التسعيرة الرسمية للمولدات عن كل شهر، ويتذرع أصحاب المولدات الخاصة بازدياد ساعات الاشتراك وبالتالي زيادة مصاريف الانتاج، وهو ما دفعهم الى زيادة الأسعار بنسبة 15%،  ومن رفض من المشتركين الخضوع للتسعيرة الجديدة كان مصيره الحرمان من الكهرباء وقطع الاشتراك عنه.

إضافة الى ذلك، فإن المواطنين تكبدوا خسائر كبيرة، حيث وصلت الخسائر لدى عشرات التجار الى آلاف الدولارات جراء الحرارة المرتفعة وانقطاع الكهرباء، خصوصاً  تجار الألبان والأجبان واللحوم وباقي المواد التي تحتاج الى حرارة منخفضة، إذ لم يعد بإمكان التاجر الاحتفاظ بها اأو تخزينها لفترة أطول لما ينتج عنها من روائح كريهة ومقززة، حتى أن التخلص منها أتى خوفاً من وصول احدى فرق الكشف الصحي التابع لوزارة الصحة التي تستمر في مراقبة المحلات بشكل يومي ودائم. كذلك فعلت العديد من ربات المنازل، حيث عمدن الى التخلص من المأكولات واتلاف معظمها.

صراخ الطرابلسيين وغضبهم، من المفترض أن يرتفع في الأيام المقبلة في وجه شركة الكهرباء، بعد معلومات خاصة لموقع "العهد"  أشارت الى "امكانية ارتفاع ساعات التقنين في الأيام المقبلة، ما سيضاعف حتماً من معاناة المدينة، وخصوصاً مع الإرتفاع الملحوظ لدرجات الحرارة، الأمر الذي لم يعد مقبولاً لدى مختلف المواطنين اللبنانيين. ما سيدفعهم  للنزول الى الشارع والمطالبة بعودة الكهرباء أقله خلال ساعات الليل".

2018-07-13