ارشيف من :مقابلات

ما هي السيناريوهات التي تنتظر إدلب؟

ما هي السيناريوهات التي تنتظر إدلب؟

بعد بدء المحادثات بين قوات سوريا الديموقراطية والحكومة السورية ودخول أمور الشرق السوري مسار التفاوض الفعلي من جهة، و انطلاق الجولة العاشرة من محادثات أستانة من جهة أخرى، باتت الأنظار متجهة نحو مدينة ادلب التي تتواجد فيها الفصائل الإرهابية المسلحة، ولا يزال المشهد القادم فيها ضبابياً إلى حد ما. إذ يتوقع البعض حصول معركة عسكرية كبرى فيها، في حين يرى البعض الآخر أنّ مصير هذا الخليط الفصائلي الإرهابي المتواجد فيها قد لا يكون كذلك وإنما بما سينتج عن تفاهمات السياسة، وسط معطيات قد توحي بالمجمل بأنّ العمل العسكري للجيش السوري سيكون قريباً نظراً لتكرر انتهاك اتفاق خفض التصعيد في ادلب من قبل المسلحين وقرب انتهاء الجيش من عمليات الجنوب وتفرغه لإدلب.

مواقع "معارضة" أفادت بأنّ مسؤولي الجماعات المسلحة في ادلب وبطلب تركي قد عقدوا اجتماعاً في أنقرة لبحث الخريطة التي ستكون المدينة عليها بالتزامن مع إعلان عدد من تلك الجماعات من بينها جبهة "النصرة" الإرهابية و"جبهة تحرير سوريا" و"الجبهة الوطنية للتحرير" عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة تحت مسمى "جيش الفتح الجديد".

الباحث السياسي والاستراتيجي الدكتور أسامة دنورة تحدث لموقع "العهد" الإخباري حول مستقبل ادلب وقال إنّ "الوضع فيها يتجه نحو حسم عسكري عمقه واستراتيجيته واتساعه ستكون موضع تفاهمات أستانة أو تفاهمات ثنائية تركية روسية، تكون الحكومة السورية موافقة عليها فهي صاحبة الأرض والسيادة وفق القانون الدولي والرئيس الأسد سبق وأكد  أنّ أولوية الجيش السوري هي تحرير ادلب إضافة إلى التأكيد الروسي في بداية العام بأنّه سيتم القضاء على جبهة "النصرة" الإرهابية، وهذا الأمر قد يتم دون تطهير كامل أو عميق لادلب"، مضيفاً أنّ "تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة بعد اختتام قمة البريكس عن أنّ أية هجمات للجيش السوري على ادلب لن تكون مقبولة بالنسبة لتركيا ليست الأولى من نوعها إذ يصرح أردوغان دائماً بتصريحات رنانة وعالية السقف، ولكن أية عملية عسكرية ضد الإرهابيين في الحقيقة ليست إخلالاً بالتعهدات الروسية ولا يبدو السيناريو القادم في ادلب مختلفاً لحد كبير عن الذي حدث في الجنوب، رغم أنّ العملية معقدة جداً إلا أنها ستضع تفاهمات أستانة في اختبار جدي وقد نشهد مداً وجزراً في التصريحات التركية وحتى في مدى الدعم التركي للإرهابيين ولكن في النهاية ستكون هناك خارطة طريق مع الإشارة إلى أنها قد تستغرق وقتاً للتوصل إلى تفكيك البنية الإرهابية".

جبهة "النصرة" مشكلة للجميع ولا يمكن لأي طرف ولا حتى للتركي أن يُوطّنها على أرضه أو حدوده

معركة ادلب تختلف عن المعارك السابقة، ففي حلب والجنوب وحمص وغيرهم شُنَّ عملٌ عسكري ضخم أفضى إلى اتفاق ترحيل المسلحين إلى ادلب، وفي حال التوصل إلى اتفاق فيها فستكون هناك العديد من إشارات الاستفهام حول مصير التنظيمات الإرهابية كجبهة "النصرة" التي رُحّل مسلحوها من مختلف المناطق إلى ادلب معقلهم الرئيسي، لكن يجب أن يكون هناك حسمٌ لهذا الموضوع بمنظور محاربة الإرهاب".

دنورة أشار إلى أنّ "دمج الجماعات المسلحة بضغط تركي ليس حلاً نهائياً، وليس في الأساس لمصلحة أي فصيل منهم، فجبهة "النصرة" مشكلة للجميع ولا يمكن لأي طرف ولا حتى للتركي أن يُوطّنها على أرضه أو حدوده رغم أنه داعمها الأكبر فهي تملك نسبة وازنة من الإرهاب الدولي ويجب التخلص منها إذ لا يمكن استيعابها ضمن أية تسوية أو مصالحة وقد يستخدمها أردوغان في خدمة أهداف أخرى له وقد تتبخر بعمليات استخباراتية كما حدث مع جماعة الخوذ البيضاء قبل أيام في الجنوب".

وأكد دنورة في ختام حديثه لـ"العهد" الإخباري أنّ "إعلان واشنطن السابق والذي لم يتم عن تشكيل حرس الحدود من قوات "قسد" التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري قد دفع ضامني مسار أستانة الثلاث إلى التقارب وخصوصاً التركي لأنه أدرك أن هناك خطراً جدياً عليه حينها ورغم أنه قد دخل إلى عفرين ووصل إلى تخوم منبج إلا أنّه غير قادر على القيام بعملية شاملة في المناطق الشمالية الشرقية من سوريا كعمليته في عفرين، لأنها حرب استنزاف طويلة الأمد له ولذلك باتت الخيارات محدودة أمامه ومن مصلحته عودة الدولة السورية إلى ادلب ومناطق قوات سوريا الديمقراطية لأن الاستقرار سيعود إليها ما يعني توازناً ما بين الخطر القادم من المناطق الشمالية الشرقية والحالة الإرهابية في ادلب عليه".

2018-07-30