ارشيف من :مقالات

معرض دمشق الدولي.. وجه سوريا المتعافي

معرض دمشق الدولي.. وجه سوريا المتعافي

عادت دمشق لتخطف الأضواء مجدداً من خلال انطلاق فعاليات معرضها الدولي الذي افتتح بمشاركة ثماني وأربعين دولة، ونحو ألف وسبعمئة واثنتين وعشرين شركة أجنبية وعربية امتدت أجنحتها على مساحة وصلت إلى ثلاثة وتسعين ألف متر مربع.
 
المعرض وإن بدا اقتصادياً، إلا أن وقعه السياسي لا يخفى خصوصا مع المشاركة الكبيرة لعدد من الدول التي نكست أعلام سفاراتها في دمشق قبل أن ترفعها مجددا في سماء معرضها بانتظار الضوء الأخضر الذي قد تجود به دمشق عليها للمشاركة في مرحلة إعادة الإعمار المرتقبة، فيما تبدو الأبواب مشرعة وبشكل لا لبس فيه أمام كل من لم يتبدل في تعاطيه مع سوريا المشرفة على إعلان انتصارها الناجز على الإرهاب.

الأولوية الدائمة للحلفاء والأصدقاء

كان حفلا بهيجا ذلك الذي أعلن فيه رئيس الوزراء السوري المهندس عماد خميس انطلاق فعاليات الدورة الستين لمعرض دمشق الدولي، الذي اكتسى أبهى حلله مع المشاركة العريضة للدول والشركات فعالياته وبينها ثلاثة وعشرون دولة بشكل رسمي عبر سفاراتها المعتمدة في دمشق. أما الشركات المشاركة باسم بقية الدول فتبع قسم كبير منها دولًا مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا واليابان وكوريا الجنوبية والإمارات والأردن وهولندا وإسبانيا وغيرها من تلك التي استعدت دمشق في السياسة قبل أن تطلب صفحها في الإقتصاد خصوصاً مع اقتراب مرحلة إعادة الإعمار التي ستجعل من دمشق قبلة الراغبين في تسويق منتجاتهم وجني الأرباح من خلال ذلك. لكن دمشق المعروف عنها عدم اتباع سياسة الإنغلاق التامة على الآخرين والمرونة في التعاطي مع الخاطئين بحقها جهرت هذه المرة بمواقفها وخطوطها الحمراء المتمثلة بعدم السماح بإفادة من مارس لعبة الدم في سوريا دون أن تغلق أبواب القطيعة النهائية مع شعوب حرصت على تمييزها عن حكوماتها، ولعل هذا ما يفسر نشاط بعض دول الخليج فضلاً عن الأردن اللاهث على مستوى شعبه وشركاته وراء إعادة تفعيل العلاقات الإقتصادية مع سوريا من خلال إعادة فتح معبر نصيب الحدوي.

معرض دمشق الدولي.. وجه سوريا المتعافي

 

المشاركة الأكبر لروسيا وإيران

الثابت السوري هو العلاقة المتميزة مع الحلفاء والأصدقاء الذين تلقفوا الفكرة، فكانت مشاركتهم كبيرة للغاية. الجناح السوري يعتبر الأكبر في هذا المعرض حيث تبلغ مساحته الإجمالية 7000 متر مربع، وفيما عدا سوريا الدولة المستضيفة فإن الهيئة التنظيمية في المعرض خصصت أكبر مساحات فيه لروسيا وإيران اللتين شغلت كل منهما 453 مترا مربعاً. فروسيا شاركت بأكثر من 120 رجل أعمال ومستثمرًا، والهند شاركت بمئة رجل أعمال ومستثمر، أما الصينيون فجناحهم الضخم يتحدث عن حجم مشاركاتهم.

ينسحب الأمر على إيران الدولة الحليفة لسوريا والتي أوعز وزير الاقتصاد ومدير مؤسسة المستضعفين فيها بمشاركة كبيرة لعلها ستكون أولى تجليات الاتفاقية الاقتصادية الضخمة التي وقعتها بالأمس مع حليفتها الاستراتيجية دمشق، التي أعلن رئيس وزرائها المهندس عماد خميس بأن "معرض دمشق الدولي يمثل إحدى أهم النوافذ التي تحاول من خلالها الحكومة السورية التواصل مع الدول الشقيقة والصديقة بحكوماتها وشركاتها ومؤسساتها ورجال الأعمال فيها بهدف التعريف بفرص الاستثمار الكبيرة المتاحة اليوم في سوريا وفتح قنوات تواصل مباشر بين الفعاليات الإقتصادية السورية ونظيراتها في الدول المشاركة والترويج للمنتجات والسلع الوطنية الخاصة بكل دولة مشاركة بصفة رسمية أو عبر شركات خاصة".

وزير الصناعة السوري محمد مازن: الحياة الصناعية عائدة بقوة

وزير الصناعة السوري محمد مازن علي يوسف أكد لموقع "العهد" الإخباري أن هناك "عودة قوية لمعرض دمشق الدولي في دورته الستين وهذا دليل على عودة الحياة بقوة إلى سوريا وأن هناك قناعة دولية بأن سوريا انتصرت بفضل جيشها الباسل وقيادتها الحكيمة وجهود أصدقائها وحلفائها الذين ستكون لهم الأولوية في المشاركة بمشاريع إعادة الإعمار".

الوزير السوري أكد أن "الحياة الصناعية عائدة بقوة خصوصا وأن عمليات الاهتمام الكبيرة بالمدن الصناعية السورية هي في أوجها حيث توفر لها كل الإمكانيات على مدى الساعة وهذا ما يفسر المشاركة الهائلة في هذا المعرض وهو أمر مبشر للغاية".

2018-09-10