بعد إغلاقه لعدة سنوات، أعلنت وزارة النقل السورية اليوم السبت بدء استكمال الإجراءات اللوجستية لإعادة فتح معبر نصيب الحدودي مع الأردن بعد فترة قصيرة من استعادة الجيش السوري سيطرته عليه من التنظيمات الإرهابية المسلحة، الأمر الذي تنتظره عمّان كونه سيعيد الروح للاقتصاد الأردني المتهالك، كما سينعش الاقتصاد السوري المنهك بسبب الحرب الدائرة في البلاد من ثمان سنوات، إلا أن المعبر لم يفتح رسمياً اليوم وأكدت مصادر سورية أن انتهاء الاستعدادات اللوجستية سيتم في العاشر من الشهر المقبل.

أعلنت وزارة النقل السورية صباح اليوم السبت إعادة فتح معبر نصيب الحدودي مع الأردن الذي أغلق منذ عدة سنوات بسبب سيطرة الجماعات الإرهابية المسلحة عليه. فتح المعبر رسمياً سيتم في العاشر من شهر تشرين الأول المقبل بحسب التأكيدات السورية والأردنية أيضاً. الدكتور عبد القادر عزوز، مستشار رئيس الحكومة السورية قال لموقع "العهد" الإخباري أنّ "إعلان وزارة النقل السورية عن افتتاح معبر نصيب الحدودي سبقته سلسلة من المشاورات ما بين اللجان الفنية في وزارة النقل وممثلين عن الجانب الأردني لاستكمال جميع الإجراءات الفنية والجوانب اللوجستية المتعلقة بإعادة فتحه من جمارك وغيرها، حيث جرت هذه الاجتماعات على مدى عدة أسابيع مضت واليوم تم الإعلان عن فتحه، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على العلاقات بين البلدين ونشاطاً اقتصادياً سيلعب دوراً إيجابياً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تشهدها دول المنطقة".

وأضاف عزوز إنّ "التباحث لا يزال مستمراً بين سوريا والأردن حول إعادة فتح معبر نصيب وإلى الآن لا يوجد مستوى عالٍ من التنسيق والتعاون وخصوصاً في موضوع مكافحة الإرهاب، فإعادة فتحه تستلزم تعاوناً كبيراً لتوفير الأمن والأمان لعملية الترانزيت، إضافة إلى موضوع عودة اللاجئين السوريين في الأردن عبر نصيب خلال الفترة المقبلة". وأكد عزوز أنّ "إعادة فتح المعبر سيوفر بيئة اقتصادية مناسبة لإعادة إحياء النشاط الاقتصادي في سوريا والأردن ولبنان أيضاً كون دول المنطقة كانت تشكل فضاءً اقتصادياً إقليمياً تكاملياً، حيث أثرت الحرب في سوريا على التبادل التجاري بين دول المنطقة سلباً وأدت سيطرة الجماعات الإرهابية المسلحة على هذا الأمر كثيراً و أضرّت بجميع دول المنطقة بمعزل عن التباين أو التقارب السياسي فيما بينها".

مستوى التبادل التجاري بين سوريا والأردن قبل الحرب كان كبيراً جداً، وحركة وهيكلية الصادرات والواردات كانت متطورة فيما بينهما حيث يعتبر معبر نصيب أهم منفذ حدودي بينهما وبوابةً لسوريا نحو الأردن والخليج العربي والمنطقة بشكل عام، كما هو منفذٌ للمنطقة نحو الموانئ السورية واللبنانية على البحر الأبيض المتوسط حسب حديث عزوز الذي أكد لـ"العهد" الإخباري أنّ "إعادة فتح نصيب سينعكس إيجاباً على سوريا إذ سيعيد إطلاق العملية الاقتصادية وسيكون تنشيطاً للقاعدة الإنتاجية التي ستعيد التعافي الاقتصادي لسوريا بعد عقوبات أحادية الجانب فرضت على الشعب السوري وأثرت سلباً في الأردن والشعب الأردني أيضاً وبالتالي إعادة فتحه ضرورةٌ وحاجة سورية أردنية مشتركة".