ارشيف من :أخبار عالمية

الإرباك الليلي.. مقاومة الفلسطينيين مستمرة ليلًا ونهارًا

غزة - العهد

منذ ما يقارب الشهر، بدأ الشباب الثائر في قطاع غزة بتشكيل وحدة الارباك الليلي والتي تبدأ عملها مع ساعات الليل على طول الحدود الشرقية للقطاع.

وتعمد وحدة "الارباك الليلي" الى تنفيذ أعمال إرباك وإزعاج لجنود الاحتلال المتمركزين في ثكناتهم العسكرية على طول السياج الفاصل، وارباك حياة الصهاينة في المستوطنات الحدودية مع قطاع غزة وبث الخوف في نفوسهم. وتعد الوحدة أحد أساليب النضال الشعبي السلمي في مقاومة الاحتلال ومحاولة استنزاف طاقته طوال الليل والنهار.

ويشارك مئات الشبان في ساعات الليل في مواجهات مع جيش الاحتلال في مخيمات العودة الخمسة، وتتركز كل ليلة في احد المخيمات، حيث تبدأ بموكب كبير يدخل فيه الشبان الى منطقة الحدود بشكل جماعي.

ويقول الشاب محمد أحد قادة وحدة "الارباك الليلي" إن "وجود الشباب عند الحدود ليلًا يأتي لإيصال رسالة للاحتلال أن الأرض أرضنا ولا مكان له بيننا".

ويوضح قائد الوحدة أن الشباب الثائر يريد ارباك حسابات الاحتلال ليلاً نهارًا، وإشعال الرعب والهلع في قلوب مستوطني غلاف غزة وكيان الاحتلال.

ويشير القائد الى أن الخطر الشديد يحيط بالمتظاهرين من خلال إطلاق قناصة الاحتلال النار بشكل عشوائي، والقاء قنابل الغازوالصوت صوبهم، إلّا أنهم يؤكدون استمرار حراكهم الليلي كل أسبوع حتى تحقيق أهدافه.

وتعدّدت الوسائل التي يستخدمها الشباب الثائر في نشاط الارباك الليلي فمنها وحدة " الكوشوك " و"وحدة الليزر" ووحدة الأبواق ووحدة " الالعاب النارية " وحدة " قص السلك " وغيرها.

من جانبه، قال الشاب علي من وحدة " الكوشوك " الحاضرة يوميًا ضمن نشاط " الارباك الليلي " للتشويش على قناصة الاحتلال وحجب الرؤية عن طريق دخان الاطارات المشتعلة، إنه هدفه حماية الشبان الثائر من غدر العدو .

وقال إنه يبحث مع رفاقه ليلا نهار عن الاطارات المطاطية لاستخدامها في المواجهات بمسيرات العودة وكسر الحصار، مضيفًا "لا يوجد أي عمل يشغل الشبان طوال الوقت سوى الوطن ورفع الحصار عنه وطرد الاحتلال منه".

وبإصرار وعزيمة، يقول "لا نخاف من جنود الاحتلال، نحن نموت في غزة المحاصرة وعلى الحدود ميتين،أو نموت ونحن ندافع عن شرفنا وكرامتنا".

وشدد الشاب على ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة بكل الوسائل والطرق سواء عبر الارباك الليلي أو المسيرات البحرية أو البرية.

ويتوعد شبان الانتفاضة الاحتلال الصهيوني بمفاجئات لم يعهدها من قبل ولن يستطيع مجابهتها أو السيطرة عليها، مؤكدين مواصلة نضالهم حتى رفع الحصار عن قطاع غزة.

ولا يخلو ليل مخيمات العودة من اشعال مكبرات الصوت والرقص على الانغام الوطنية أمام اعين جنود الاحتلال الذين يملكون معدات ليلية تكفل لهم مراقبة الحدود بشكل جيد.

وتثير أصوات الموسيقى والالعاب النارية وبعض العبوات الصوتية  رعب المستوطنين في الجهة المقابلة من الحدود والذين باتوا يشتكون عبر وسائل إعلام العدو مما يجري.

وينظر الاحتلال بعين الخطورة الى وحدات الارباك الليلي، تماما كما ينظر الى وحدة البالونات الحارقة وغيرها من الأساليب التي يستخدمها الفلسطينيين بوجهه.

ومنذ الثلاثين من آذار/مارس العالم الحالي، تشهد حدود قطاع غزة مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى والتي تتطور من يوم لاخر بحيث امتدت جغرافيًا الى الحدود الغربية والشمالية، وزمنيًا في ساعات الليل والنهار.

2018-10-04