ارشيف من :صحافة عربية وعالمية

سعود القحطاني اليد اليمنى لابن سلمان

سعود القحطاني اليد اليمنى لابن سلمان

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرا حول مستشار ولي العهد السعودي سعود القحطاني، الذي أثار في الآونة الأخيرة جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتطرقت الصحيفة إلى علاقة القحطاني بولي العهد محمد بن سلمان، بالإضافة إلى صورة القحطاني المتناقضة أمام الغرب وبعض الدول العربي.

وفي التفاصيل، ذكرت الصحيفة ان الصحافي السعودي جمال الخاشقجي أبلغ أصدقاءه قبل أشهر من اختفائه، بأنه تلقى مكالمات من مسؤول سعودي كبير، حثه على إنهاء منفاه الاختياري والعودة إلى الرياض، وتضمنت الدعوة وعدا بالعودة الآمنة بالإضافة إلى حصوله على وظيفة مقربة من ابن سلمان.

وأضافت الصحيفة ان خاشقجي أكد لأصدقائه أنه لا يثق في العرض أو المسؤول الذي يسلمه، وهو سعود القحطاني، مستشار ولي العهد، ويوصف بأنه منفذ الأمير المتقلب.

ولفتت الصحيفة إلى ان القحاطاني لم يحظَ بالشهرة الكافية بين معاوني ابن سلمان بالنسبة للغرب، إما في الخليج فهو المسؤول السعودي الأعلى والأوضح، وهو الداعي لملاحقة منتقدي ينتقدون السلطات السعودية ليضيفهم إلى قائمته السوداء.

وقالت الصحيفة إنه "مع بدء الحملة السعودية لعزل قطر، كان القحطاني المروج الرئيسي لأفكار الرياض الأكثر استفزازية، مثل حفر قناة لتحويل قطر إلى جزيرة، كما كان الناشر الاول للأخبار المزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي".

وتابعت أن "القحطاني يشتهر بكونه من المؤيدين الشرسين للقصر الملكي، بعد أن خدم تحت سلطة الملوك السعوديين منذ العام 2003، ويؤمن إيمانا راسخا بمشروع محمد بن سلمان لتحديث البلاد، مع فرض قيود صارمة على حرية التعبير فضلا عن الخطوة التي أفضت إلى اعتقال العشرات من نشطاء سعوديين ورجال دين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي".

واشارت الصحيفة إلى ان "خاشقجي كان يرى ان القحطاني هو المسؤول الذي يحافظ محمد بن سلمان من خلاله على السيطرة الكاملة على الإعلام السعودي".

ولفتت الصحيفة إلى ما كتبه خاشقجي في عمود نشر في شباط/فبراير في إشارته لابن سلمان بالحروف الأولى من اسمه قائلًا: "على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية، كان فريق الاتصالات لـ (MBS) داخل المحكمة الملكية يؤذي بصورة علنية أي شخص لا يوافقه.. سعود القحطاني، قائد ذلك الفريق، ولديه قائمة سوداء، ويدعو السعوديين لإضافة أسماء إليها، كتّاب مثلي، والذي يتم عرض نقدهم باحترام، أكثر خطورة من المعارضة السعودية الأكثر شدة في لندن".

ولكن في مقال نشرته قناة العربية في شهر نيسان/أبريل الماضي، صوَّر القحطاني نفسه على أنه خادم ابن سلمان المتواضع، الذي كان منبهرا برؤيته لتحديث السعودية، وقال إنه تم تكليفه شخصيا من قبل ولي العهد لدراسة كيفية إصلاح البيروقراطية السعودية وتبسيطها.

وذكرت انه "في الأيام الأخيرة بدأ القحطاني بالاستهزاء بالمصادر التركية التي تتهم السعودية باختفاء خاشقجي، ونفى أن يكون له أي دور في مؤامرة لإغراء خاشقجي بموت رهيب".

وبحسب الصحيفة، فقد أدى اختفاء خاشقجي إلى جذب الانتباه مجددا إلى حملة القمع ضد "المعارضة" في السعودية، والأساليب التي استخدمها ابن سلمان للتخلص من المعارضين لسياساته، مضيفة ان "القحطاني كان محور هذا الجهد، إذ يظهر كشخصية مشتعلة على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه معروف خلف الكواليس كاستراتيجي ذكي".

وقال أستاذ دراسات الشرق الأدنى بجامعة برينستون بيرنار هيكل، الذي يعرف القحطاني منذ عام 2006: "يمكننا وصفه بقيصر معلومات محمد بن سلمان"، مضيفا: "يمكنني أن أقول إنه ذكي وقارئ جيد، لكنه غير معروف لدى الغرب".

وأضاف هيكل للصحيفة "إنه معروف بكونه مخلص جدا، وقوميا للغاية، وعلى درجة عالية من الكفاءة. إذا طلب منه أحد أفراد العائلة المالكة أن يفعل شيئا، يفعله".

وذكرت ان القحطاني ارتفع في سلم الرتب داخل القصر الملكي باسم عائلته المعروفة وصاحبة النفوذ وبعد دراسته للقانون والعدالة الجنائية، كما كان معروفا بمقالاته التي تروج للعائلة الحاكمة، فضلا عن قصائده القومية التي كان يكتبها تحت اسم ضاري.

ونقلت الصحيفة عن محلل متخصص بالإعلام السعودية قوله: "لن تخطئ ذكاءه بمجرد رؤيته، لكن مقالاته الآن تختلف عن مقالاته في بداية القرن الحالي".

بدوره، قال مسؤول بارز من إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إنه "لا يتذكر وجود القحطاني في أي من لقاءاته مع السعوديين"، مضيفا ان "آخرين يقولون إن سيرته الشخصية المتواضعة تكذب فكرة نفوذه، خاصة على محمد بن سلمان البالغ من العمر 33 عاما، الذي يحب التكنولوجيا وألعاب الفيديو".

على حسابه على "تويتر"، يحذر القحطاني مرارا وتكرارا من العواقب التي ستصيب منتقدي المملكة، ويشجع ما يسميه البعض نظريات المؤامرة التي تدعي وجود خطة مدبرة من قبل الإخوان المسلمين وقطر".

وكتب الباحث في جامعة "إكستر" مارك أوين جونز أن "نشاط القحطاني على تويتر بلغ مستويات ترامب من العداء".

وفي تعليقه لصحيفة "نيويورك تايمز" في آذار/ مارس، قال خاشقجي إن القحطاني استفاد من إتقانه في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا لقيادة "جيش" على الإنترنت، وروج صورة السعودية القوية، في وقت تتورط فيه البلاد في نزاعات إقليمية مع إيران وقطر وحرب مكلفة في اليمن.

وقال خاشقجي لـ"التايمز" إن محمد بن سلمان تبنى بحماس أساليب القحطاني، مضيفا "إنهم يخلقون عالما افتراضيا تظهر فيه المملكة العربية السعودية قوة عظمى، كما يظهر محمد بن سلمان القائد الأكثر شعبية". "بالطبع ، كل هذا بموافقته".

2018-10-13