ارشيف من :مقابلات

دي مستورا سيبتعد عن الملف السوري.. ماذا أنجز و من سيخلفه؟

دي مستورا سيبتعد عن الملف السوري.. ماذا أنجز و من سيخلفه؟

بعد أربع سنوات و أربعة أشهر قرر المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي مستورا ترك مهمته و التنحي نهاية شهر تشرين الثاني المقبل لأسبابٍ شخصية على حد قوله، و دعا خلال حديثه في جلسة مجلس الأمن الدولي الدول الضامنة لمباحثات أستانة للاجتماع خلال الشهر الجاري، و في تعليق على استقالته قالت موسكو على لسان المتحدث الرسمي للكرملين  دميتري بيسكوف أنّه لم تكن كل تحركات دي مستورا ذات فاعلية، معرباً عن أمل بلاده باستمرار جهود التوصل إلى تسوية سياسية في مرحلة ما بعد دي مستورا.

و في حديثٍ خاص له مع موقع "العهد" الإخباري حول استقالة المبعوث الأممي إلى سوريا قال الدكتور عصام التكروري أستاذ القانون العام في جامعة دمشق أنّ " سلوك دي مستورا لم يحظى في العديد من المراحل و المفصلية منها بأي شكل من أشكال الموافقة من الحكومة السورية نتيجة دوره المنحاز في العديد من المفاصل المهمة و المبعوثان الأمميان الذين سبقوه لم يبقَ أحدٌ منهما في مهمته أكثر من سنة نتيجة التعقيدات التي شهدها الملف السوري إلا أنّ دي مستورا قد بقي لأكثر من أربع سنوات؛ و سلوكه في مقاربته لمهمته الأممية فيها كانت أبعد ما تكون عن المرجعيات الدولية التي فرضت عليه أن يكون وسيطاً بين أطراف الأزمة السورية و ليس طرفاً فيها و لطالما طالبته الحكومة السورية بأن يكون وسيطاً لا طرفاً منحازاً، و دور الوسيط هذا يتطلب منه أن يكون على مسافة واحدة من كل الأطراف و من كل الدول الداعمة لتلك الأطراف و لكنه لم يكن كذلك ففي كل مرة تريد الدولة السورية فيها أن تستعيد جزءاً من جغرافيتها سواءً بالعمل العسكري أم بالمصالحات كان نبرة دي مستورا ترتفع لتصل إلى حدٍّ ينكر فيه على الدولة السورية حقها في استعادة سيادتها على أرضها و هذا أمرٌ قد برز حين استعادة الأحياء الشرقية لحلب إذ طالب في جلسة مجلس الأمن الدولي في تشرين الثاني من عام 2016 بالتدخل عسكرياً ضد الدولة السورية، و اعتراضه تكرر حين استعادة الغوطة الشرقية لدمشق و طالب بأن يكون الاتفاق الناجح الذي عقده الطرفان السوري و الروسي مع مسلحي الغوطة برعاية أممية كي يقول أنه قد حقق شيئاً و هو الأمر الذي لم يحصل".

و أضاف التكروري أنّ " الانتقادات الروسية لدي مستورا كانت واضحة في العديد من المراحل، إذ كانت روسيا دائماً تطلب منه أن يكون بعيداً عن الضغوط الأمريكية و الغربية التي تمارس عليه حيث طالبه لافروف عدة مرات بالحياد و لكن مهمته على ما يبدو كانت بجزء منها لخدمة أهداف الدول الداعمة للمسلحين و كان أعجز من أن يلعب دور الوسيط من خلال أن يكون قادراً على التصدي للضغوط التي كانت تمارس عليه و التي أودت بمهمته و جعلتها دون نتيجة و طريقة لطرح عناوينٍ تحمل في ظاهرها الحل و لكنه لم يستطع أن ينجز أياً من الأهداف التي طرحها".

دي مستورا قال أنّه سيعقد ثلاث اجتماعات حول أستانة و المجموعة المصغرة إضافة للقاء مع الحكومة السورية في الإحاطة التي قام بها أمام مجلس الأمن الدولي و التي حددها لمناقشة القائمة الثالثة للجنة الدستور حيث ادعى بأن هناك اعتراضاً حكومياً سورياً على هذه القائمة بحسب التكروري الذي قال أنّ " لم يبقَ من الوقت لدي مستورا لإحداث اختراق على صعيد اللجنة الدستورية و هذا الأمر جرى التعبير عنه من خلال روسيا و تصريحها بأنه لم يكن فعالاً أي أنه من الواضح لديها بأنّ دي مستورا لن يستطيع تحقيق مثل هذا الاختراق في نهاية فترة مهمته إلا من خلال مقاربة أخرى له يمررها مع تراجعه عن استقالته و التوافق الدولي على تمديد مهمته".

و أكد التكروري لـ"العهد" الإخباري أنّه " بمجرد إعلان دي مستورا عن استقالته بدأت تظهر جملة من المرشحين لخلافته إلا أنّ بعض المرشحين مثل المبعوث الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملايدنوف قد لا يلقى موافقة من الطرفين السوري و الروسي لأنه كان منحازاً في تعاطيه مع الملف الفلسطيني، إضافةً إلى وزير خارجية الجزائر السابق رمطان لعمامرة الذي كان له تصريح سابق يشيد باستعادة الجيش السوري لمدينة حلب، و لكن الإرادة الدولية لإغلاق الملف السوري و وضع حد للحرب على سوريا هي التي ستلعب الدور البارز في تحديد هوية من سيخلف دي مستورا في هذه المهمة الأممية".

2018-10-19