ارشيف من :مقالات

تونس في مرمى الارهاب مجدداً.. أية تداعيات؟

تونس في مرمى الارهاب مجدداً.. أية تداعيات؟

اهتزت تونس على وقع عملية ارهابية جديدة استهدفت هذه المرة قلب العاصمة التونسية، في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي الذي يحمل  الكثير من الرمزية والأهمية في وجدان التونسيين. وبعد النجاحات الأمنية التي شهدها التونسيون طيلة الفترة الماضية وانعكست في استقرار الوضع  الامني، جاءت هذه العملية الارهابية ليسجل فيها التكفيريون حقدهم ضد الشعب التونسي وقوات الامن الوطني. رغم  فشل العملية في تحقيق كل أهدافها، الا أنها  تضع التونسيين  في مرمى الارهاب، وتؤشر الى مرحلة  جديدة من العمليات الارهابية الانتحارية التي باتت تستهدف المدنيين وليس فقط الأمن والجيش في محاولة لترهيب التونسيين.   

 

الكاتب والمحلل السياسي الحبيب الكراي يرى في حديثته لموقع "العهد" الإخباري أن "انعكاسات هذه العملية الارهابية الفاشلة بالأساس تتركز على الوضعين الاقتصادي والسياسي"، موضحاً أن "السياسيين لم يصلوا بعد الى مرحلة النضج السياسي والنضج الوطني الذي يجعلهم يتحملون مسؤولياتهم الوطنية".

يؤكد الكراي أنه يتعين التوقف عند هذه العملية الارهابية التي تحمل رسائل عديدة للداخل والخارج وهي تحمل مسؤولية كبرى لساسة هذا البلاد من أجل وضع حد لهذه الأزمة السياسية والصراعات والمصالح التي لا تخدم مصلحة البلاد والعباد.
 
أما عن تداعيات هذه العملية فيشير الباحث والمحلل السياسي هشام الحاجي الى أنها تمت في منطقة تعتبر حيوية واستراتيجية بالنسبة للشعب التونسي على جميع المستويات وهي تمثل منطقة رمزية في قلب الشارع الرئيسي في العاصمة وتحمل اكثر من رسالة ودلالة. ويتابع بالقول "رغم النجاحات الامنية في مقاومة الارهاب لكن هذه المحاولة تؤكد ان هناك محاولات جديدة لاستهداف الامن والسلم وان هناك مجموعة جديدة من الارهابيين قد تم تأطيرهم واستقطابهم يعانون من احباطات وعدم تحقق  تطلعاتهم الاقتصادية والاجتماعية فباتوا أداة طيعة بيد الارهاب".

يربط الحاجي بين هذه العملية وبين نهاية "داعش" الارهابي والهزائم التي مني بها في سوريا من قبل الجيش العربي السوري وحلفائه في محور المقاومة والممانعة، لافتا الى انه لا يمكن استبعاد أن تكون هذه الحادثة مرتبطة بعودة الارهابيين التونسيين من أماكن التوتر والقتال في سوريا والعراق.

ويشير الحاجي الى أن "هذه العملية تؤكد على ضرورة العمل على عدة مستويات من أجل قراءة تبعاتها وتداعياتها والتوقي من تكرارها مستقبلا".

وجاء توقيت هذه العملية الارهابية بالتزامن مع افتتاح احدى أهم المهرجانات الثقافية  التونسية وهي أيام قرطاج السينمائية في محاولة لاحباط عزائم التونسيين في الحرب المتواصلة ضد الارهاب. وتأتي هذه العملية لتزيد من التحديات والصعوبات التي يعاني منها التونسيون في ظل مشهد سياسي متأزم وصراعات تحتدم على من يحكم تونس في ظل استعدادات وثيقة للمواعيد الانتخابية الهامة البرلمانية والرئاسية خلال العام القادم.

 

2018-10-30