ارشيف من :مقابلات

رئيس الحزب الوحدوي الديمقراطي الموريتاني: مؤمنون بحتمية انتصار اليمن

رئيس الحزب الوحدوي الديمقراطي الموريتاني: مؤمنون بحتمية انتصار اليمن

يحاور موقع "العهد" الاخباري محفوظ ولد اعزيزي، رئيس "الحزب الوحدوي الديمقراطي الاشتراكي" في موريتانيا، وعضو التجمع الموريتاني للدفاع عن القدس ودعم محور المقاومة " براق"، وأحد ابرز النشطاء الموريتانيين الذين ناهضوا ما يسمى بالربيع العربي وتصدوا له بكتاباتهم وبياناتهم وتظاهراتهم. كان اعزيزي من أوائل الذين وقفوا ضد الحرب في اليمن، وقد أصدر حزبه عشرات البيانات المنددة بهذا العدوان.

- كيف يتابع حزبكم الحرب المستمرة على اليمن منذ 4 سنوات؟

محفوظ ولد اعزيزي: نحن عندما نتذكر ثورة عبد الله السلال عام 1962 التي كانت مدعومة من الرئيس جمال عبد الناصر رحمه الله، نلاحظ أنها كانت ضد حكم الامامية الزيدية، وآخر حكام هذه الامامية وهو الإمام البدر الذي كانت السعودية بأمر من بريطانيا وامريكا تدعمه. وقد وقفت السعودية ضد ثورة السلال دفاعاً عن الامام البدر الذي كان آنذاك يدور في الفلك البريطاني الامريكي، ولم تكن خلفيته الزيدية حائلا دون دعم آل سعود له. وبالتالي، فإن ما يروّج له اليوم من أنها مواجهة مع المذهب الزيدي الشيعي، هو خطأ، وهو ليس الا مواجهة مع الشعار الذي رفعته "انصار الله" وهو "الموت لامريكا واسرائيل واللعنة على اليهود".

لقد كان هذا الشعار الذي رفعته حركة "انصار الله" هو ما دفع نظام آل سعود وانظمة الذل والهوان والارتهان للمشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة لمحاربة هذه الحركة ومحاربة الشعب اليمني من خلالها. هذا الشعار هو الذي رفعته الحركة عن صدق وعن غضب لما تقوم به الصهيونية العالمية في فلسطين المحتلة من جرائم يندى لها جبين البشرية.

كانت حركة "انصار الله" متصالحة مع ثوابت أمتها

لقد كانت حركة "انصار الله" متصالحة مع ثوابت أمتها من خلال رفعها لهذا الشعار، ومن خلال تقديمها للعديد من التضحيات في سبيل القضية المركزية لأمتنا "لقضية الفلسطينية"، وحسب معلوماتي كانت حركة "انصار الله" تُشرف على مد السلاح الى المناضلين الفلسطينيين في قطاع غزة عن طريق باب المندب بالبحر الاحمر وليس ما قام به تحالف آل سعود وشقيقتهم الامارات من اغلاق باب المندب والسيطرة على منافذ البحر الاحمر الا حماية مكشوفة للكيان الصهيوني والعمل على السيطرة على كل المنافذ التي يمكن ان يتنفس منها الشعب الفلسطيني في كفاحه المستمر ضد تهويد أرضنا ومقدساتنا.

إننا في "الحزب الوحدوي الديمقراطي الاشتراكي"نتألم وتنتابنا الحسرة عندما نشاهد نظام آل سعود ونظام الامارات يقومان نيابة عن امريكا والكيان الاسرائيلي بتدمير حضارتنا العربية والاسلامية في يمننا السعيد الذي حولوه الى أشقى بلد من خلال جرائم الابادة التي لم يسلم منها الحجر ولا البشر، حيث تم تدمير جميع الاوابد الاثرية التي ترمز لحضارة عمرها عشرات آلاف السنين، كل هذا من أجل عيون نتنياهو وترامب حماة هذه النظم اللقيطة والغريبة عن أمتنا والمتحدية لمشاعر البشرية جمعاء.

إننا نصاب بالدهشة ونحن نستمع الى مبرر الحفاظ على الشرعية اليمنية الممثلة في هادي، ومتى كان هؤلاء يكترثون بالشرعية وهم بالأساس ليسوا شرعيين؟

 ليست لديهم دساتير وليست لديهم قوانين تحترم الإنسان وحقوقه. هذا يذكرنا بقيام الثورة الإسلامية في إيران، وقول الامام الخميني (قدس) "اليوم في طهران وغدا في القدس"، واستبدل سفارة الكيان الصهيوني في طهران بسفارة منظمة التحرير الفلسطينية. انتبه الموغلون في الجريمة والتبعية العمياء للمشروع - الصهيو امريكي حينها، وبدأوا التحريض ضد الثورة الاسلامية الايرانية ممن منظور طائفي كريه، كل هذا طلاء زائف لحقيقة واحدة هي خدمة المجرمين في النظام الخليجي الرسمي لأسيادهم الأمريكان والصهاينة.

- العهد الاخباري: كيف تفسرون صمود الشعب اليمني رغم تفوق دول العدوان عسكريا وماليا؟

محفوظ اعزيزي: ان صمود الشعب اليمني على الرغم من آلة الدمار التي يستخدم فيها آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الأمريكية نابع من ايمان هذا الشعب بحتمية انتصار الدم على السيف، ويعود مرد ذلك الى قوة الايمان بالقضية التي يناضل من أجلها هذا الشعب. انها بالنسبة لليمنيين قضية حياة أو موت، فلا مجال لحياة العبودية في بلد كاليمن، الحرية متجذرة في وجدانه الجمعي تجذر حضارته في سهوله ووديانه وجباله.

عندما رفع "أنصار الله" شعار "الموت لامريكا واسرائيل واللعنة على اليهود"، كانوا يدركون جيداً أن الصهيونية والولايات المتحدة الامريكية يتحكمون في جميع مفاصيل النظام الخليجي وعوائله الحاكمة المجرمة المحيطة باليمن، وكانوا متهيئين لأن هؤلاء يمكن ان يقوموا بما قاموا به خدمة لأسيادهم الامريكان والصهاينة، فقضية شرعية هادي هي مجرد قميص عثمان الذي تحرق به اليمن بشرا وحجرا.

- مؤخرا اتهم ترامب حلفاءه في الخليج العربي أنهم لا يجيدون استخدام السلاح الامريكي، ما دلالات هذا التصريح بنظركم؟

محفوظ ولد اعزيزي: ترامب يحث مرتزقته في نجد والحجاز للايغال أكثر في الدم اليمني، فهو يأخذ عليهم أنه ما زال في اليمن أناس يقارعون مشروعه التوسعي الاجرامي في المنطقة ويتصدون لشرهه وشهيته المفتوحة لابتلاع هذه المنطقة وما فيها وما عليها، والأكيد أن العبيد الذين يواجه بهم ترامب الشعب اليمني الحر والأبي، لا يصنعون الحرية، انما يصنعون المزيد من الذل والخنوع والخضوع والارتهان.

ترامب يحث مرتزقته في نجد والحجاز للايغال أكثر في الدم اليمني

- تشهد الحرب على سوريا مراحلها النهائية، كيف تقيم الدور الذي لعبته المقاومة في إحباط مشروع إسقاط سوريا؟

محفوظ اعزيزي: لا يمكن الفصل بين سوريا الأسد وجيشها العقائدي المقاوم، عن المقاومة اللبنانية، لأن المرجعية واحدة والهدف واحد والارض واحدة والمعين الذي يشربون منه واحد. فهؤلاء كانوا يدا بيد وكتفا بكتف وبندقية ببندقية في الجنوب اللبناني المحرر من رجس الكيان الصهيوني ولم أتفاجأ ابدا بدخول كتائب حزب الله الميامين الى جانب اشقائهم في الجيش العربي السوري لمقارعة المشروع الصهيو امريكي الوهابي الرجعي الذي مولته وسلحته وأطرته أنظمة الذل والهوان والارتهان في الخليج، والذي يمثل آخر ما ابتكرته الصهيونية العالمية والامبريالية الامريكية وأعدته لأمتنا والمنطقة، إنه مشروع الجحيم العربي الذي سموه زورا وبهتانا بالربيع العربي.

ان رجال المقاومة رجال الله في الجنوب اللبناني كانوا يعرفون جيداً أن من استهدف سوريا الأسد، استهدف عمقهم الاستراتيجي واتجه نحو قطع شرايينهم التي يتغذون منها، وبالنتيجة النهائية سعى لمحاصرتهم وتنفيذ نفس المحرقة في مرحلتها الأخيرة ضدهم  خدمة للمشروع الصهيوني في فلسطين والمنطقة.

لقد قاوم رجال الله هذا المشروع مع رفاقهم في الجيش العربي السوري ومع أشقائهم في الجمهورية الاسلامية الايرانية وأصدقائهم الروس، وقد انتصروا على أخطر مشروع أُعد لهم وللمنطقة، فهنيئا لهم وهنيئا لنا وهنيئا لكل أحرار العالم انهيار هذا المشروع والقضاء عليه.

إن العزاء للشعب اليمني في ما يواجهه اليوم، هو في هزيمة الارهاب الوهابي التكفيري في تلال ووديان جبال سوريا. لقد هُزِم هذا المشروع وتم الدوس عليه تحت اقدام رجال الله والجيش العربي السوري.

- شهدت المنطقة العربية مؤخراً اشارت متتالية حول التطبيع بين دول عربية والكيان الصهيوني، كيف تابعتم هذا السقوط الذي آل اليه حال الأمة؟

محفوظ ولد اعزيز: الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني يسابقان الزمن لطي صفحة القضية الفلسطينية وتهويد القدس في ما يسمى بصفقة القرن قبل أن تعيد المقاومة وقلعتها سوريا ترتيب أوراقها الداخلية والخروج من ركام هذه الحرب. وهذه الحرب أراد منها اصلا الامريكان والصهاينة وحلفاؤهم في الخليج أن تكون الطريق السالك الى تهويد كامل فلسطين بما فيها القدس الشريف بعد أن يتم القضاء على سوريا ودورها ويتم من خلال ذلك القضاء ايضا على المقاومة اللبنانية. وعندما لم يتسنى لهم ذلك بادروا مع عملائهم في الخليج الى العمل بسرعة لتنفيذ ما أمكن تنفيذه اتجاه تهويد القدس وتكبيل النظام الرسمي العربي بعلاقات تطبيعية مذلة كانت تجري تحت الطاولة منذ تأسيس الكيان الصهيوني في فلسطين. اليوم أصبح التطبيع مع هذه الأنظمة الخائنة والمجرمة بحق أمتنا ومقدساتها وحقوقها المسلوبة في فلسطين فوق الطاولة. فتبّاً لهم وما يعبدون ولن يتسنى لهم انجاز ما يقومون به، فشعبنا العربي الفلسطيني لا يزال يكافح  وميامين حزب الله ما زالوا يرابطون على مرمى حجر من فلسطيننا السليبة، وسوريا الأسد باقية شوكة في حلق هذا الكيان المجرم ومشاريعه الهدامة. ونقول: لن يضيع حق وراءه "رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".

ونردد مع حركة "انصار الله": "الموت لامريكا وإسرائيل واللعنة على اليهود والخزي والعار لأنظمة الذل والهوان والارتهان الموجودة في الرياض وابوظبي".

2018-11-07