ارشيف من :أخبار لبنانية

في الصحف: أزمة المولدات .. وترامب الخاسر الأكبر

في الصحف: أزمة المولدات .. وترامب الخاسر الأكبر


سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على إنتخابات الكونغرس، وتحدثت عن خسارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حين فاز الديمقراطيين بالغالبية في مجلس النواب الأميركي، وغابت أجواء المشاورات الحكومية مع تعطيل الرئيس المكلف سعد الحريري، في حين عنونت بعض الصحف حول أزمة أصحاب المولدات التي تشغل الوسط اللبناني.


مافيا المولّدات بلا غطاء

بداية مع "الأخبار"  التي قالت إنه بعد سنوات من التقاعس عن القيام بواجباتها، وأولها تأمين الكهرباء، ثم تنظيم قطاع المولدات، قررت الدولة التحرك. تحركها كان ناقصاً، وغير منظم، ولم يكن مجحفاً بحق أصحاب المولدات وأرباحهم. رغم ذلك، قررت المافيا التمرد، وتدفيع المشتركين الثمن، بصفتهم الحلقة الأضعف. هذه المرة، تبدو «الدولة» جدية بالتصدي لهم، بعد رفع الغطاء السياسي عنهم

وأوضحت أن ظن أصحاب المولدات أنهم بقطعهم التيار الكهربائي عن المشتركين، إنما يلوون ذراع الدولة، فإذا بهم يلوون ذراع الناس، ويؤلّبون الرأي العام ضدهم. قيل لأصحاب المولدات مراراً إن التهديد بالعتمة خط أحمر، فإذا بهم يتخطونه من أول الطريق، قافزين فوق كل الإجراءات التي كان يمكنهم اتباعها للاعتراض على قرار وزارة الاقتصاد تركيب العدادات، الذي يرونه جائراً، فيما يراه الناس أنه أتى متأخراً سنوات، ولا يزال ناقصاً. ولأنهم دولة أكبر من الدولة، لم يجدوا في القرار ما يستدعي تنفيذه، ففاتهم أن الدولة قررت أن تكشف عن أنيابها، لتغطي عيوبها وعجزها عن تأمين أبسط حقوق الناس، أي الماء والكهرباء، فكان أصحاب المولدات وسيلتها لإثبات هيبتها.
ما فعله أصحاب المولدات أنهم ردوا على اتهام وزير الاقتصاد لهم بأنهم مافيا، بتأكيد ذلك فعلاً وقولاً. ذهبوا إلى الحلقة الأضعف في هذه المعادلة، إلى الناس، ليمارسوا عليهم سلطتهم المستمدة من تحكمهم بخدمة عامة، فقطعوها عنهم ببساطة. ظنوا أنهم بذلك يتمردون، فانقلب السحر على الساحر. 

وأضافت الأخبار أنه بعد بدء تراجع حماسة وزارة الاقتصاد على تنفيذ قرارها، استنفرت الدولة بأجهزتها ووزاراتها وبلدياتها رداً على الخطوة المتهوّرة وغير الاخلاقية من أصحاب المولدات. حتى الناس الذين فقدوا الأمل بالدولة والسلطة، وقفوا إلى جانبها في هذه المعركة. هم ربما أكثر من يعرف مقدار المافيوية التي يمارسها جزء من هؤلاء منذ عشرات السنين، مستغلين حاجة الناس لهم. ركّبوا الأسعار كما يحلو لهم،ولم تتذكرهم الدولة إلا منذ سنوات معدودة، حين صارت وزارة الطاقة تحدد جدولاً للأسعار، لا يلتزمه إلا قلة. هم جمعوا ثروات طائلة من الناس، وهؤلاء سيضحكون عندما يسمعون أن قرار وزارة الاقتصاد سيسبب لهم خسائر فادحة. فيما كانوا يتابعون يوماً بعد يوم كيف تراجع وزير الاقتصاد عن قراراته نزولاً عند رغبة أصحاب المولدات، فأهداهم التأمين قبل أن يتراجع عنه جزئياً، وقبله اتفقت وزارتا الاقتصاد والطاقة على رفع سعر الكيلوواط من 330 ليرة إلى 410 ليرات، قبل أن يصل هذا الشهر إلى 439 ليرة. واللافت أنه فيما يسوّق أصحاب المولدات أن السعر العادل لا يقل عن 700 ليرة، فاتهم أن زملاء لهم في مناطق عديدة، يعتمدون على العدادات منذ زمن، ويسعّرون الكيلوواط بما بين 410 و450 ليرة، يضاف إليه عرض بتأمين كهرباء المصعد مجاناً إذا اشترك 10 قاطنين في المبنى مع مولّد واحد. وبناءً على ذلك، يمكن تأكيد أن السعر الذي فرضته الوزارة، نزولاً عند اعتراض أصحاب المولّدات، ليس مجحفاً، بل يحقق لهم أرباحاً طائلة.


تصعيد سعودي إماراتي في اليمن يحرق البشر والحجر

بدورها تحدثت "البناء" عن التطورات اليمينة، وفي ظل الفشل في تحقيق التقدم الميداني المأمول يرمي الطيران السعودي والإماراتي حممه فوق رؤوس اليمنيين ومدنهم وبناها التحتية مخلفاً دماراً شاملاً، حيث تهاوت المباني الجامعية والحكومية والسكنية في مدينة الحديدة على رؤوس مَن فيها، بعد عجز الحشود العسكرية في بلوغ الأهداف المرسومة لها، وإعلان أنصار الله النفير العام وقيامهم بالدفع بوحدات صاروخية نوعية للتدخل في مجرى الحرب، وتلويح بالخروج من العملية التفاوضية، ما استدعى مواقف أوروبية وأميركية منددة بالمجازر المرتكبة بحق المدنيين والتدمير المنهجي للبنى التحتية.

ولفتت إلى أن الحدث اليمني المرشح للصعود إلى الواجهة خلال الأيام المقبلة حجب الضوء عنه الحدث الأميركي بعدما ظهرت تفاصيل نتائج الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي والتي شهدت انتخابات لكامل أعضاء المجلس النيابي وحملت نتائج تخطّت مثيلاتها بنقل السيطرة من يد الحزب الحاكم إلى يد الحزب المنافس، فالأغلبية التي نالها الديمقراطيون في مجلس النواب كانت وفقاً للقراءات الإعلامية الأميركية التي أغاظت الرئيس دونالد ترامب، تصويتاً سلبياً ضد الرئيس وسياساته، خصوصاً في قضايا الهجرة والتمييز العنصري والموقف من التأمين الصحي وقضايا المرأة، وتميّزت الانتخابات بمشاركة تخطت الـ 47 من الناخبين مقارنة بـ 30 لسابقاتها، وكانت المشاركة الشبابية والنسائية ميزة رافقت الفوز الديمقراطي الذي لخّصه نيلهم 95 سيدة مقابل 17 فقط للجمهوريين من أصل 112 دخلن إلى المجلسين.

وفي الشأن المحلي، تتصدر قضية المواجهة بين وزارة الاقتصاد وأصحاب المولدات النشاط الحكومي، وتشكل محور اهتمام شعبي وسياسي، وساحة قياس لقدرة الدولة على حزم أمرها وفرض معادلة حقوق الناس أولاً، بينما بقيت المساعي لتشكيل الحكومة الجديدة معطلة، حيث كل فريق عند موقفه، فرئيس الجمهورية متمسّك بما قاله، والرئيس المكلف العائد من باريس للمشاركة بالجلسات التشريعية ينقل مقربون منه رفضه أي نقاش بتمثيل نواب اللقاء التشاوري الذي يضمّ ستة من النواب السنة في قوى 8 آذار، الذين يتمسك حزب الله بتمثيلهم كشرط لدخوله الحكومة، أما نواب اللقاء التشاوري فيؤكدون ثباتهم على رفض تسويات تقوم على تمييع حقهم بالتمثيل ويطالبون رئيس الجمهورية بالبقاء عند المبدأ الذي وضعه عند رفضه التشكيلة الأولى للرئيس المكلف، وقاعدتها رفض حصر التمثيل السياسي للطوائف بفريق واحد ولون سياسي واحد، وهو ما أدّى إلى معالجة العقدة الدرزية، معتبرين أن حجمهم التمثيلي في طائفتهم يمنحهم الحق بالتمثيل.


ترامب للديمقراطيِّين: إياكم التحقيق معن

من جهتها، تحولت أنظار "اللواء" إلى التطورات الدولية، وقالت أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد أمس استعداده  للتعاون مع الديمقراطيين الذين فازوا بالأكثرية في مجلس النواب في انتخابات منتصف الولاية الثلاثاء، لكنّه اشترط مقابل هذا التعاون تراجعهم عن التحقيقات البرلمانية التي يعتزمون فتحها ضدّه. فبعد دقائق من الإعلان عن استعادة الديمقراطيين السيطرة على مجلس النواب في الانتخابات النصفية، بدأت تتوالى تهديدات عنيفة للرئيس من نواب ديموقراطيين من المفترض أن يتولوا رئاسة لجان في مجلس النواب مؤكدين «أنه سيعرف أخيرًا أنه ليس فوق القانون، وسيخضع للمحاسبة» الامر الذي يُنذر بأيام صعبة سيواجهها ترامب في أكثر من ملف داخلي.
وقال ترامب خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض «أمس كان يوماً كبيراً، يوماً رائعاً»، مؤكّداً أنّ «الحزب الجمهوري تحدّى التاريخ لتعزيز أكثريتنا في مجلس الشيوخ وفي الوقت نفسه أفشل بقدر كبير التوقّعات في مجلس النواب». 

وانتزع الديموقراطيون نحو ثلاثين مقعداً في مجلس النواب ويتّجهون إلى الحصول على 229 مقعداً مقابل 206 للجمهوريين، بحسب آخر تقديرات صحيفة نيويورك تايمز.  بالمقابل فإنّه في مجلس الشيوخ يتوقّع أن ترتفع الغالبية الجمهورية من 51 إلى 53 مقعداً من أصل مئة. 
وبالنسبة إلى الرئيس الأميركي فإن سيطرة الديموقراطيين على إحدى غرفتي الكونغرس تجعل الأمور «أسهل» إذ سيكون هناك «شلل أقلّ» في الحياة السياسية. 

وبينت البناء أن قول ترامب إنه «سيأتي الديموقراطيون لرؤيتنا ومعهم خطة حول البنى التحتية أو الصحة أو حول أي أمر يريدونه. وسنتفاوض». ومن وجهة نظر سياسية فإن الرئيس الأميركي يعتبر أنّ التفاوض مع مجلس النواب المقبل سيجعل الأمور أسهل بالنسبة إلى البيت الأبيض بالمقارنة مع ما كانت خلال السنتين الأوليين من العهد حيث كانت الأكثرية الجمهورية في الكونغرس هشّة وتعيش على وقع خلافات بين الجناحين المعتدل والمتشدّد وتهديدات داخلية بالانشقاق.

وقال ترامب إنّ الديموقراطيين بالمقابل «يرصّون صفوفهم» ويصوّتون كتلة واحدة، مضيفًا «إذا كانت لدى الديموقراطيين فكرة لخفض الضرائب، وأنا من أشدّ المؤمنين بخفض الضرائب، فأنا حتماً سأدرس الفكرة»، مشيراً حتى إلى إمكان التوصّل إلى تفاهم مع الديموقراطيين حول ملف الهجرة الخلافي بين الطرفين.  ولكنّ الرئيس الجمهوري الذي لم يفته في مؤتمره الصحافي أن يصبّ جام غضبه على صحافيين طرحوا عليه أسئلة تتعلق بالتكتيك الذي اتّبعه في حملته لدعم مرشحي حزبه إلى الانتخابات النصفية، لم يفته أيضاً التعليق على التهديدات التي أطلقها ضدّه أسياد مجلس النواب الجدد.


الانتخابات النصفية... أميركا أكثر انقساماً

ولم تغب النهار عن الشأن الأميركي، وعنونت حول خسارة ترامب وانقسام أميركا الجديد، حيث أوضحت أن النتائج شبه النهائية للانتخابات النصفية الاكثر كلفة والاكثر اثارة للجدل منذ عقود في الولايات المتحدة، أظهرت فوز الحزب الديموقراطي بالغالبية في مجلس النواب، وفوزه أيضاً بحاكمية عدد من الولايات المهمة. لكن الحزب الجمهوري وسع غالبيته البسيطة في مجلس الشيوخ، مما يعني ان الانقسامات السياسية في البلاد سوف تزداد حدة في السنتين المقبلتين.

وشارك في الانتخابات أكثر من 113 مليون ناخب، وهو رقم قياسي في الانتخابات النصفية. ويستفاد من النتائج الاولية أن الديموقراطيين يتجهون الى الفوز بـ229 مقعداً في مجلس النواب في مقابل 206 للجمهوريين. ومن المتوقع ان يرتفع هذا العدد بعد الفرز النهائي في بعض الولايات. كذلك من المتوقع ان تصل الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الى 54 عضواً بعد الفرز النهائي. وأحرز الديموقراطيون تقدماً ملحوظاً في حاكمية الولايات، عندما فازوا بسبع ولايات جديدة.

وتابعت النهار أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصف في مؤتمر صحافي بالبيت الابيض، الانتخابات بأنّها "يوم كبير" للجمهوريين، وتحدث في الوقت نفسه عن إمكان التوصل الى تفاهمات مع الديموقراطيين على صعيد البنية التحتية والرعاية الصحية، مضيفًأ أنه "أمس كان يوماً كبيراً، يوماً رائعاً... مساء أمس... تحدّى الحزب الجمهوري التاريخ لتعزيز أكثريتنا في مجلس الشيوخ وفي الوقت نفسه أحبط بقدر كبير التوقّعات في مجلس النواب". 

وفي اول تعليق لها على النتائج، قالت نانسي بيلوسي التي ستصير قريباً زعيمة الغالبية الديموقراطية في مجلس النواب: "غداً هو يوم جديد في أميركا"، ووصفت الانتصار الديموقراطي بانه " استعادة لمفهوم التوازنات بين السلطات واستعادة الرقابة على ادارة ترامب". ولوحظ ان بيلوسي وغيرها من قادة الحزب لا يزالون يتفادون الحديث علناً عن امكان محاكمة ترامب بتهم الفساد او التواطؤ مع التدخل الروسي في الانتخابات، كما يدعو بعض الديموقراطيين.

وأوضحت الصحيفة أن نتائج الانتخابات تعني ان غالبية الناخبين، وتحديداً النساء من سكان الضواحي، أرادوا بخياراتهم ان يؤنبوا ترامب على سلوكه النافر ومواقفه السياسية في الاسابيع والايام التي سبقت الاقتراع لأنها نضحت بالعنصرية والانتهازية الرخيصة. ويوحي رد الفعل الاولي لترامب وادعاؤه انه حقق نجاحاً رائعاً، واستخفافه باحتمال تحقيق لجان مجلس النواب الجديد في ممارساته، بانه لن يعدل أساليبه ولن يحاول التفاهم مع الديموقراطيين على اقرار مشاريع قوانين في الكونغرس تحظى بدعم من الناخبين مثل اعادة بناء البنى التحتية وخفض اسعار الادوية وغيرها. 


 

2018-11-08