ارشيف من :مقالات

يوم الشهيد .. شهيداً شهيداً

يوم الشهيد .. شهيداً شهيداً

هو كل أيام الجهاد، ونهاراته .. وهو أصل فكرة المقاومة، ورايتها .. يوم شهيد حزب الله، الموقّع بدم نُثر على امتداد الوطن .. والمؤرخ بضربة فاتح الاستشهاديين الشهيد الأمير أحمد قصير .. والمستمر بزخم قافلة الفداء والعطاء من ثلة الأسماء – الأنوار .. والمثبّت بقاعدة القادة الجهاديين من شيخهم إلى سيدهم، فعمادهم وذوالفقار .. هو يوم كل شهيد، شهيداً شهيداً، وكل قصة وحكاية .. ورواية.

شهداء .. من مدرسة الأنبياء

" نحن من مدرسة أنبياؤها شهداء وأئمتها شهداء، وقادتها شهداء .... "، كلمات اختصر بها السيّد مضمون المناسبة .. ووصل حاضرها بماضيها منذ الأنبياء وكل الصالحين .. ربما – بل أكيد – أن في ذلك سر الانتصارات .. وسر الرونق الباهر المرسوم على الوجوه الضاحكة المستبشرة بما أتاها .. وبما وعدها الله .. فكانت نماذج شهداء حزب الله قلماً يروي أرقى أنواع التضحيات، من شباب، ورجال، وكبار سن، ورجال دين، وخبراء، وأصحاب شهادات، وقادة، ووحيد عائلة، وعريس، والكثير الكثير ..  وهنا القليل القليل منها:

1 – العريس الشهيد – مهدي نزيه عباس (السيد وائل):

عرس شهادة، أراده مهدي .. وهو العريس الذي لم يكمل أسبوع زفافه الثاني .. أراده عرس سماء، والحاضرون ملائكة، والأصوات تلاوة آيات من الكتاب، والاستقرار دار بقاء وليس فناء .. كان مهدي قد أكمل نصف الدين قبل نحو عشرة أيام فقط، حين اختار الله له طريق الكمال .. لم يتأخر عن الواجب المقدس، "فحضر في أول صفوف قتال الإرهاب" تقول والدته .. ثم تسرد خصاله الجميلة والايمانية، وكيف صنع طريق شهادته بيده، وهو الذي لم يكن يائساً أو هارباً من الحياة، بل راسماً ملامح عائلة جهادية يستمر عبرها في طريق المقاومة .. تشرح الوالدة هذا الربط البديع لـ "السيد وائل"، ما بين حب الحياة بلا تعلق، وعشق الشهادة بلا تردد .. فكان وسامها، عريس - شهيد، مستبشر بما رأه.

يوم الشهيد .. شهيداً شهيداً

  
2 -  الشيخ الشهيد – حسن عبدالكريم المقداد:

الشهيد الشيخ .. كلمتان فيهما كل الكلام .. رجل الدين القابض على جمر الحياة، ومسيرة الوصول إلى الله، شهيداً .. هنا تتجلى صورة يوم الشهيد، بأنْ: "نحن من مدرسة الشهداء ... " فترجم معانيها الشيخ حسن المقداد في حرب تموز 2006 ، عندما أراد أن يواجه العدو بصدره بعد أن زرع في العقول قاعدة الايمان والثبات ضد الكفر .. لا تكتفي زوجة الشيخ الشهيد بالحديث عنه كنموذج في يوم الشهيد، فتستحضر بعض مكتوباته، هذه واحدة: "هذه المسيرة هي امتداد لمسيرة صاحب الزمان ونهضة كربلاء وعاشوراء ولا يمكن لأحد أن يوقفها .. " إنها أشبه بقاعدة جهاد ثم نصر، وهي صورة جلية عن اليد الإلهية الممدوة لتحقيق النصر الالهي .. هكذا، تصبح الشهادة عنوان، والكل تحته مجاهد.

يوم الشهيد .. شهيداً شهيداً



3 -  القاسمي الشهيد – محمد مهدي ابو حمدان (هيثم):
 (مواليد عام 2000 – استشهد في تدمر عام 2017):

لا تتوقف حكايات الشهادة هنا، هذا الشهيد "محمد مهدي أبو حمدان" ، الذي تجاوز سني العمر بلحظة .. وأكمل مشهدية كربلاء بكل صورها .. فكان صاحب لقب القاسمي – الفتى العابر للأعمار والأقمار .. سبعة عشر عاماً فقط كانت كافية ليصل معها "هيثم رعد" إلى مرتبة العليين .. وهو الذي أصر على أمه لكي توافق على التحاقه بقافلة العشق والجهاد .. هكذا كتب الشهيد "الصغير" اسمه في سجل "أغلا ما عندنا" كما يصفهم السيد .. وقدم نموذجاً متجدد في كتاب شهداء حزب الله.

يوم الشهيد .. شهيداً شهيداً

يوم الشهيد .. في مؤسسة الشهيد

تتراكم البطولات في سجل المقاومة، فترتفع أسماء الشهداء في مؤسستهم - مؤسسة شهيد حزب الله في لبنان .. كل هذه الأقمار، مدونة أسماؤهم هنا، وقصصهم وحكاياهم، وتفاصيل جهادهم .. يشرح الشيخ يوسف عاصي، معاون المدير العام لمؤسسة الشهيد، كيف أن المؤسسة تحاول أن تلامس الاحتياجات لعوائل الشهداء .. وكيف تسعى جاهدة، وعبر غير وسيلة، إلى الربط ما بين المجتمع وبيئة الشهداء، وهؤلاء الشهداء .. "إن عبر التكفل أو الإشتراكات المادية والمعنوية، والتي تحمل في عمقها أبعد ما هو "جمع المال" بل ربط الناس بالشهداء" يقول الشيخ عاصي .. إنها مهمة سامية نفتح الباب أمام من يريد أن يشارك بها، كعنوان آخر من عناوين المقاومة والجهاد .. وحفظ الوصية.

يستبشرون .. ونستبشر

ثلاثة عقود وأكثر .. ويوم الشهيد شاهد على ثمرة الدم .. وشاهد على علائم النصر .. وشاهد على كل حكايات الشهادة وأجملها، وأنقاها، وأرفعها، وأكثرها قوة .. منذ زمن الاستشهاديين إلى الملتحمين، مروراً بجمع من الحالمين .. كلهم، شهيداً شهيداً، "يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم .. "

2018-11-10