ارشيف من :نقاط على الحروف

الانكشاف الاستراتيجي للصهاينة ومخاطر السلوك المترتب عليه

الانكشاف الاستراتيجي للصهاينة ومخاطر السلوك المترتب عليه

تبدو "اسرائيل" مذعورة من تنامي المقاومة في طوق أرادت ان يكون "نظيفا" عبر استراتيجية أسستها بهذا الاسم. وتبدو متخبطة في سياساتها وبالتالي في ممارساتها.

ولعل اكثر ما تخشاه "اسرائيل" هو انكشافها الاستراتيجي في مستويين يمثلان درة تاجها، وهما الجانب الاستخباراتي، ولا سيما البعد الكنولوجي له، ونظام الدفاع الصاروخي الذي تغنت بقبته الحديدية، التي اصبحت محلا لتندر المقاومين بعد ثبوت فشلها امام صواريخ المقاومة، لتتحول الملاجئ الى نظام رئيسي للدفاع!

ولعل العملية الاخيرة بغزة والتي اسفرت عن استشهاد عدد من المقاومين مع القيادي بحركة حماس، الشهيد نور بركة، كشفت الفشل الاستخباراتي، حيث فشلت القوة الخاصة في انفاذ مهمتها التي يحاول الجيش الصهيوني اضفاء صفة السرية والغموض عليها، لتغطية الفشل.

فهذا الفشل يتمثل في انكشاف القوة والاشتباك معها وفقدان ضابط برتبة مقدم وإصابة اخر، والفرار بأعجوبة من ملاحقة المقاومة بعد غطاء جوي مكثف.
ان العملية فاشلة في الاعداد ومليئة بالاخطاء
وهذا الانكشاف لا يحمل الا معنيين:
الاول: ان العملية فاشلة في الاعداد ومليئة بالاخطاء.
الثاني: ان اختراقا حدث ووقعت القوة الخاصة في كمين للمقاومة.

ورغم اهتمام وسائل الاعلام بالبحث عما وراء العملية، وأسرارها، الا ان احتمالا بسيطا ومباشرا يبدو هو المرجح، وهو اختطاف القائد الشهيد نور بركة، وان الاختطاف قد فشل مما ادى للاشتباك والقتل.

ويرجح هذا الاحتمال ان الشهيد كان مسؤولا عن انفاق خان يونس، وهذه الانفاق تشكل صداعا كبيرا برأس الصهاينة، وتمثل اكبر عوامل انكشافها الاستخباراتي والصاروخي.

في عام 2014 نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر كبير في جيش الاحتلال قوله إن الجيش جرب حتى الآن كل الحلول التكنولوجية لاكتشاف الأنفاق، واستعان بجيولوجيين ومندوبين عن الجيش الأمريكي، لكن حتى الآن ليس هناك أي نظام قادر على اكتشاف الأنفاق.

وفي ظل غياب حل تكنولوجي، اتجه جيش الاحتلال إلى الطرق البدائية، إذ يقوم الجنود من وقت لآخر بتمشيط المناطق الزراعية واستخدام رمح أو قضيب معدني في محاولة لاكتشاف فتحات الأنفاق.

وفي تحقيق أجرته وكالة الصحافة الفرنسية وقتها، يشبه ضابط إسرائيلي يعمل في سلاح الهندسة عملية البحث عن الأنفاق بعمليات التحقيق البوليسية التي تحاول حل لغز جريمة لها العديد من الأدلة. فهناك أجزاء عديدة للأحجية من بينها الاستخبارات والتكنولوجيا.

قد يكون هدف العملية هو اختطاف نور بركة للحصول على معلومات عن شبكة الانفاق لم لا؟


ولكن لماذا الان؟ لماذا يكثف الصهاينة بحثهم عن الانفاق وتنفيذ مهمة تصعيدية، في وقت تبذل به جهود للتهدئة وتدشين اتفاق طويل الامد لوقف اطلاق النار، وبعد السماح بدخول اموال قطرية للرواتب ولتخفيف الحصار؟

يبدو ان الامر ينطوي على نية تصعيد وربما اجتياحات برية، لطالما افشلتها المقاومة عبر الانفاق، حيث فوجئ العدو مرارا بالمقاومين خلف خطوطه، كما نقلت صواريخ المقاومة التي ردعت الصهاينة عبر هذه الانفاق بعيدا عن الرصد الجوي.

كل الشواهد تخدم نيات "اسرائيل التصعيدية"، ولربما هناك خبر لافت ايضا اورده موقع ديبكا الصهيوني يقول:
(وبما أن موسكو كانت مصممة بشكل واضح على كبح العمليات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا، وقام بوتين بمنع كل مبادرات رئيس الوزراء من أجل عقد اجتماع لمناقشة الأزمة، قرر نتنياهو تغيير الخيول وإحياء علاقاته السابقة مع كييف... هذا الأسبوع، أفادت الأنباء أن القوات الجوية الإسرائيلية تشارك في تدريب كلير سكاي الذي تقوده الولايات المتحدة في أوكرانيا، والذي تضمّن مناورات تدريبية ضد صواريخ الدفاع الجوي الروسية S-300 و S-400.).
وسائل الاعلام الروسية: لقاء نتنياهو وبوتين في باريس لقاء عرضي في اروقة الاليزية
ورغم لقاء نتنياهو وبوتين في باريس، الا ان وسائل الاعلام الروسية تجاهلت اهمية الحدث ووصفته بأنه لقاء عرضي في اروقة الاليزية، رغم محاولات نتنياهو وصفه بالأهمية!
هذا شاهد اخر على هيستريا الرعب الاسرائيلي، التي تقودها للتصعيد مع الروس ولكنه يبدو تصعيدا ممزوجا باليأس.

ولعل سر هذه الحالة الاسرائيلية هو الانقلاب الاستراتيجي الذي احدثته المقاومة وإفشال خطط "اسرائيل الكبرى".

ما تريده "اسرائيل" هو الايحاء بأنها قوية، عبر اعمال مسرحية يائسة، منها محاولة التوغل في غزة ـ أياً كان الهدف ـ ومنها التطبيع مع الخليج والايحاء بأنها موجودة بمضيق هرمز، رغم انها لا تستطيع السيطرة على باب المندب بفضل المقاومة في اليمن!


الا ان هذا اليأس والتخبط لا يخلوان من خطورة خيار هدم المعبد وتفجير حرب كبرى، بالتأكيد تحسب المقاومة حساباتها وتقابلها بالجهوزية اللائقة بها.

2018-11-13