ارشيف من :أخبار لبنانية

مصالحة ’المردة’ و’القوّات’ تخلط الأوراق ..

مصالحة ’المردة’ و’القوّات’ تخلط الأوراق ..

ركّزت الصّحف اللبنانية الصّادرة من بيروت صبيحة اليوم على موضوع المصالحة التّاريخية بين "تيار المردة" و"القوات اللبنانية"، حيث اغلقت صفحة أربع عقود من العداء المستفحل بينهما، وبهذا يكون لبنان قد سلك مسارًا سياسيًا جديدًا على صعيد الساحة الداخلية وتحديدًا المسيحية، ما يؤثر مستقبلاً على رسم التحالفات السياسية لكافة الأفرقاء المسيحيين وتحديدًا مع "التيار الوطني الحر".

"النهار": مصالحة الشّمال التّاريخية تطوي عداء 4 عقود

كتبت صحيفة "النهار" تقول: مع ان الاستعدادات للقاء "المصالحة التاريخية" بين "القوات اللبنانية " و"تيار المردة" تواصلت منذ فترة غير قصيرة بما انتفى معه عامل المفاجأة فان حصولها أمس في بكركي شكل حدثاً فريداً لجهة التوقيت كما لجهة المضمون. ذلك ان المصالحة جاءت بمثابة اختراق ايجابي لمناخ سياسي واجتماعي مأزوم للغاية بما وفر للحدث ظروفاً مختلفة ومعاكسة للاجواء الملبدة والتشاؤمية التي تسود البلاد منذ احكمت التعقيدات الاخيرة المفتعلة قبضتها على عملية تأليف هذه الحكومة وجعلت ولادة الحكومة رهينة حقيقية للشروط والفيتوات المعروفة. أما من حيث المضمون المتصل بظروف اكتمال هذه المصالحة، فيكفي ان تكون ايذاناً واضحاً وصريحاً من فريقي المصالحة برعاية بكركي بطي صفحة العداء لاربعة عقود لكي تبرز اهميتها التاريخية في مسار الشمال المسيحي عموما والمسار المسيحي عموماً ولو ان المصالحة ارتكزت أولاً وأخيراً على العمق "الوجداني والاجتماعي "المتصل بانهاء العداء وليس الى أي عامل سياسي نظراً الى الصعوبة الكبيرة التي تعترض أي تقارب سياسي جدي بين فريقيها.

وأضافت الصحيفة الى أنه "ومع ذلك اكتسبت المصالحة دلالات مهمّة نظراً الى خصوصية اتسمت بها الاستعدادات الجارية لاستكمالها منذ سنوات توجت امس بمصالحة شهدت مصافحة وعناقاً حاراً بين رئيس "تيار المردة" النائب والوزير السابق سليمان فرنجية ورئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع وسط ترحيب واسع لم يتأخر عن الظهور في ردود فعل سياسية واسعة لم تقتصر على القوى المسيحية. واسترعى الانتباه ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حرص على ربط "اللقاء التاريخي" أمس بالمصالحة التي حصلت بين الفريقين في أيار 2011 وشملت أيضاً الرئيسين ميشال عون وأمين الجميل، مشدداً على ان "المصالحة منطلق للوحدة الوطنية الشاملة التي يحتاج اليها لبنان".

وتابعت "النهار"  أن "وثيقة بكركي – القوات اللبنانية وتيار المردة" التي وثقت مبادئ المصالحة والبنود التي استندت اليها، تميزت بمنحى "انساني لبناني " يشدد على "المصالحة التي تمثل قيمة مسيحية انسانية لبنانية مجردة بصرف النظر عن الخيارات السياسية لاطرافها الذين ينشدون السلام والاحترام المتبادل من دون حسابات سياسية قد تتبدل تبعا للظروف والتغيرات ". وتناولت الوثيقة واقع الشمال تاريخيا " كحصن منيع لنواة الحضور المسيحي التاريخي " وما مر به خلال الحرب "بمرحلة اليمة من الاقتتال والشرذمة"، مشددة على ان "المسيحيين لن يتخطوا هذا الواقع السلبي للانطلاق نحو مستقبل واعد لهم وللبنان الا اذا نجحوا في طي صفحة الماضي الاليم والتزام القواعد الديموقراطية في علاقاتهم السياسية". وشدد الفريقان في الوثيقة على "الاضطلاع بالمسؤولية التاريخية بعيداً من البازارات السياسية وانهما لا يسعيان الى احداث أي تبديل في مشهد التحالفات السياسية القائمة في لبنان والشمال". وأكدا ان "زمن العداوات والخصومات بينهما قد ولى وجاء زمن التفاهم والحوار وطي صفحة اليمة والاتعاظ من دروس الماضي واخطائه وخطاياه منعا لتكرارها ".كما اكدت الوثيقة تمسك كل طرف باقتناعاته وبثوابته السياسية لافتة الى ان "الاختلاف السياسي لا يمنع التلاقي حول القضايا الوطنية والانسانية والاجتماعية والانمائية مع السعي الدائم لتضييق مساحة الاختلاف السياسي قدر الامكان".

"الأخبار": "سنّة 8 آذار": لا وزير إلا من بيننا

كتبت صحيفة "الاخبار" في افتتاحيتها تقول: بالرغم من أن الأبواب تُركت مفتوحة من قِبل كل من رئيس الحكومة المكلف وحزب الله، إلا أن المراوحة بقيت سيدة الموقف أمس في ما يخص إيجاد حل لأزمة توزير سنّة 8 آذار. لا تقدم ولا أفكار يتم تداولها بشأن الحل المنتظر للعقدة الأخيرة في وجه تأليف الحكومة. المعنيون بالمسألة، أي نواب اللقاء التشاوري، لم يتلقّوا في اليومين الماضيين أي اتصال من المعنيين بتأليف الحكومة، منذ اللقاء الذي جمع باسيل بالنائب فيصل كرامي في المجلس النيابي يوم الاثنين الماضي. حينذاك، أشار باسيل إلى أن الحريري مصرّ على موقفه، داعياً إلى تقديم تنازل من قبلهم، فكان رد كرامي: لا نملك شيئاً لنتنازل عنه ولا حل إلا بتوزير أحد أعضاء اللقاء. ويوم أمس، كان موقف اللقاء لا يزال على ما أبلغه كرامي لباسيل: الوزير منّا!

وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من سعي باسيل لإيجاد حل لهذه العقدة، مكلفاً من رئيس الجمهورية، في ظل تحصّن الحريري خلف موقفه العلني الرافض لتوزير أي من هؤلاء، فإن وزير الخارجية المتنقّل بين كليمنصو ودار الفتوى، لم يدخل بعد في نقاش أي مخرج مع المعنيين به مباشرة. وهو ما يعني أن الحلول لا تزال بعيدة، إذ لا أحد يملك الكلمة الفصل بالنيابة عن هؤلاء، ومن يملك الحل عليه أن يناقشه معهم.

وتابعت "الأخبار"، مع ذلك، فقد أعاد الرئيس نبيه بري، بعد لقاء الأربعاء، التأكيد أن "كلام سماحة السيد حسن نصر الله ترك الباب مفتوحاً للحل، وكذلك فعل الرئيس سعد الحريري في مؤتمره الصحافي". وقال بري إنه أبلغ الوزير جبران باسيل موقفه من الأفكار التي يمكن أن يبنى عليها"، آملاً "أن تنجح الجهود والمساعي لتأليف الحكومة في أسرع وقت ممكن، للضرورات الوطنية على المستويات كافة".

وحده الرئيس سعد الحريري، قال كلمته ثم نأى بنفسه، معتكفاً عن لقاء النواب المعترضين.

إلى ذلك، قال باسيل، بعد لقائه المفتي عبد اللطيف دريان، إنه طلب مساعدته لتوفير الجو اللازم في البلد، والخروج من أجواء التحدي والذهاب إلى حوار عقلاني لحل المشكلة". أضاف: "اليوم، كل فريق حكى كلمته ورفع السقف، ولكن مع إعلاء السقف أرى أن الباب يكبر ويعلو، وهكذا يصير الحل متاحاً أكثر، وكلي تفاؤل بأننا داخلون الى مرحلة نتكلم فيها بين جدران أربعة، ونبحث عن حل مبني على العدالة وصحة التمثيل والوفاق الوطني، ولا يكون فيها غبن لأحد، ولا إكراه ولا فرض، بل فيها المنطق السياسي وصحة التمثيل، وهذا أساس تشكيلها، وهذه الحكومة لها رئيس". وتابع قائلاً: "نحن نريد حكومة قوية، من أجل ذلك نريد رئيس حكومة قوياً، هذا مطلبنا، ولا نقبل إلا أن يكون رئيس حكومتنا قوياً، لأنه إذا لم يكن كذلك فكلنا معاً نكون ضعفاء، حكومتنا تكون ضعيفة، وبلدنا ضعيفاً، وكذلك العهد وفخامة الرئيس"؛ حسب الصحيفة.

"البناء": مصالحة فرنجية جعجع تخلط الأوراق في الساحة المسيحية... وتُنهي اتفاق معراب

كتبت صحيفة "البناء" تقول: حجبت المصالحة بين رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الأضواء عن العقدة الحكومية السنية. فرغم تفعيل الحراك السياسي الذي يقوده رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل الذي حطّ أمس، في دار الفتوى واجتمع بمفتي الجمهورية الشيخ عبد الطيف دريان لمدة ساعة ونصف الساعة، إلا أن لا حلول في الأفق حتى الساعة.

وأضافت الصحيفة، أما الحدث فكان في الصرح البطريركي الذي رعى المصافحة والمصالحة بين فرنجية وجعجع بعد 40 عاماً على مجزرة إهدن، ففي حين نفى الطرفين وجود أهداف سياسية للمصالحة، وأنها تصبّ في مصلحة المسيحيين ولبنان، اعتبرت مصادر مسيحية مطلعة المصالحة بأنها حاجة للمسيحيين وطوت صفحة أليمة ودموية بين الطرفين، لكنها أشارت لـ«البناء» الى أن «هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام لقاءات سياسية في المرحلة المقبلة بين الجانبين وأن حصول تحالف سياسي بات أسهل من السابق، لكن ليس في المدى المنظور بل البعيد» أما مصادر تيار المردة فتشير لـ«البناء» الى أن «الوزير فرنجية قدّم تنازلاً كبيراً في إجراء هذه المصالحة وهو تنازل منذ زمن عن حقه الشخصي، لكن لم يفعل ذلك للحصول على أثمان سياسية كما فعل الآخرون، لكن ما حصل أمس جاء تتويجاً لخطوة فرنجية التاريخية ونقل المصالحة الى القواعد الحزبية والشعبية وطي صفحة الماضي»، ولفتت لـ«البناء» الى أن «لا مصلحة سياسية لفرنجية في هذه الخطوة بل يمكن أن تكلفه في السياسة فهو تعوّد على دفع ثمن مواقفه السياسية، لكنه يرى بأن الوحدة والمصلحة المسيحية تستحق كل التضحية». وأكدت بأن «فرنجية لن يخرج عن ثوابته وقناعاته السياسية وهو لم يلتزم بأي التزامات سياسية لا نيابية ولا رئاسية ولا حكومية، كما أن المصالحة ليست موجهة ضد التيار الوطني الحر».

وتابعت، أما مصادر التيار العوني فأشارت لـ«البناء» الى «أن التيار لا ينظر بريبة الى مصالحة بكركي بل يعتبرها امتداداً طبيعياً لتفاهم معراب بين التيار والقوات الذي شكل نموذجاً بدأناه مع القوات لينسحب اليوم على باقي المكوّنات المسيحية». وفي أول تعليق من التيار غرّد باسيل عبر «تويتر» قالئلاً: «مباركة المصالحة بين تيار المردة والقوات اللبنانية برعاية بكركي وكل مصالحة لبنانية أخرى، فكيف إذا أتت لتختم جرحاً امتد أربعين عاماً ولتستكمل مساراً تصالحياً بدأ مع عودة العماد عام 2005». فيما اعتبرها النائب إبراهيم كنعان «تكريساً لنهج التصالح والتلاقي، لا سيما أننا وقفنا الوقفة نفسها في الثاني من حزيران 2015 وأكملناها في الثامن عشر من كانون الثاني 2016 بلقاء معراب الذي أرسينا فيه التفاهم السياسي». وعلّق رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري على تويتر قائلاً: «المصالحة بين القوات اللبنانية وتيار المردة، صفحة بيضاء تطوي صفحات من الألم والعداء والقلق. نبارك لسليمان بك فرنجية وللدكتور سمير جعجع هذا الحدث الكبير الذي تكلل برعاية البطريرك الراعي».

ورداً على سؤال «هل أصبح الوصول إلى الرئاسة أسهل بعد المصالحة»، أكد فرنجية أنه «بعد 4 سنوات الله بيعرف شو بدّو يصير»، مشدداً على «اننا لسنا مختلفين مع « التيار الوطني الحر » وعندما يستدعينا رئيس الجمهورية ميشال عون نحن جاهزون».

2018-11-15