ارشيف من :مقالات

’الحسن’ أول طفل من نطفة مهربة يعانق والده خارج قضبان الاحتلال

’الحسن’ أول طفل من نطفة مهربة يعانق والده خارج قضبان الاحتلال

بزغت شمس الحرية للأسير تامر الزعانين (33 عاماً). لبس بزته العسكرية وامتشق سلاحه قرب معبر بيت حانون. كان أول ما بحث عنه طفله الصغير "الحسن" الذي ولد وترعرع في ظل غيابه القسري في سجون الاحتلال الاسرائيلي لمدة اثني عشر عاما.. "الحسن" ولد من نطفة مهربة من سجون الاحتلال الاسرائيلي، كبر ولم يعرف والده سوى بالصور ليلتقي به اليوم.

فرحة عارمة وسرور كبير وعناق وحنين جمعت الأسير المحرر تامر الزعانين لأول مرة بنجله البكر "الحسن" المولود عن طريق تهريب نطفة قبل خمس سنوات من داخل السجن، يقول "لا يمكن أن أصف ما يعتمل صدري، سعيد جداً، فأنا أمضيت السنوات والساعات والدقائق وأنا أحلم بلحظة اللقاء هذه، وأنا احتضن ابني البكر حسن الحمد الله"، ويضيف "تهريب النطف يعد رسالة تحدّ للعدو الصهيوني الذي يعتقد أنه باعتقاله لنا يستطيع أن يقتل حياتنا ويحرمنا من الأبوة".

وكان الأسير المحرر أول أسير من قطاع غزة يقوم بتهريب النطف ضمن تقنية التلقيح الاصطناعي.

الزعانين: سنستمر في مقاومتنا وجهادنا بجميع الطرق

وتابع الزعانين معلقاً على عملية تهريب النطفة من السجن "سوف نستمر في مقاومتنا وجهادنا بجميع الطرق ونقاتل بكافة الأدوات المتاحة ولن يحرمنا الاحتلال من إنجاب الأطفال سواء كنا داخل السجون أو خارجها".

الفرحة والسعادة غمرتا عائلة الأسير الزعانين بعد الافراج عن نجلها تامر، وتُرجِمَت هذه الغبطة من خلال الزغاريد والتكبير والزينة ونثر الورود ابتهاجاً بعودته ولم الشمل بعد الفراق الطويل.
هناء (زوجة الأسير المحرر) التي عانت الأمرّين بعد أسر زوجها تقول "عندما اعتقل زوجي عام 2006 كان قد مرّ شهران على زواجي، صبرت وتحملت المرارة والصعاب حتى وردت فكرة تهريب النطفة، والحمد الله ربنا أكرمنا بـ "الحسن"، مضيفة "فرحتي اليوم بخروج تامر لا توصف، وهي جميلة كما كانت فرحتي عند إنجابي لطفلي حسن".

أما والدة الأسير تامر فتقول "أنا سعيدة جداً لدرجة أنني أشعر أن الدنيا لا تسعني من شدة الفرحة بابني بعد غياب طويل"، موضحة أن " هذه هي الفرحة الثانية للعائلة بعدما كانت الأولى بولادة حسن".

وتأمل والدة الأسير الزعانين أن تغمر الفرحة التي غمرت عائلتها عوائل الأسرى الآخرين الذين ينتظرون أطفالاً من نطف مهربة من داخل سجون الاحتلال الصهيوني، كما أعربت عن أملها بإنهاء مأساة الأسرى ومعاناتهم بالإفراج عنهم وتحقيق أملهم بالحرية والتحرر من المعتقل.

تمثل قضية تهريب النطف من قِبل الأسرى الفلسطينيين خارج سجون الاحتلال الصهيوني إحدى أحدث المعارك التي يخوضها الأسرى ضد السجّان الصهيوني، والتي بدأت منذ العام 2012 في غزة والضفة الغربية.

يقول مسؤول الدائرة الإعلامية في مؤسسة "مهجة القدس" ياسر صالح إن "الاحتلال الصهيوني بعد اعتقال الأسرى الفلسطينيين أنهى حياتهم وقتلهم نفسيا وجسديا من خلال إصدار الأحكام الجائرة بحقهم والتي قد تستمر لعقود"، مضيفاً إن "أسرى فلسطين يقضون زهرات أعمارهم في السجون الإسرائيلية ولا يفرحون بحياتهم، وتهريب النطف جاء ليعزز صمودهم في الأسر ويقوي الأمل لديهم ولدى زوجاتهم"، موضحاً أن "النطف المهربة شكل من الأشكال النوعية والإبداعية في مواجهة الاحتلال".

وبحسب إحصائيات مركز أسرى فلسطين للدراسات تبين أن 23 أسيراً خاضوا تجربة الإنجاب عبر تهريب النُّطف بداية عام 2015، ثم ارتفع عددهم إلى 28 أسيرا عام 2016 خاضوا التجربة بنجاح وأنجبوا 38 طفلاً، ثم ارتفع عددهم عام 2017 إلى 44 أسيرا أنجبوا 56 طفلاً، فيما بلغ عدد إنجاب الأطفال خلال العام الجاري 61 طفلاً.

2018-11-15