ارشيف من :مقابلات

تونس.. رفض لزيارة ولي العهد السعودي

تونس.. رفض لزيارة ولي العهد السعودي

تشهد تونس وإضافة إلى أزمتها السياسية جدلا واسعا بسبب الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان في إطار جولة تقوده إلى عدد من الدول ومنها تونس. وإن كانت الأطراف الرسمية تؤكد على أن الزيارة تأتي باقتراح من السعوديين ولم تتم دعوة ابن سلمان من أهل القرار في تونس، إلا أن جهات عديدة، ومن المجتمع المدني عبرت عن رفضها لهذه الزيارة.

والرافضون صنفان، صنف حقوقي متأثر بجريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي ولا رغبة له في أن يستقبل رئيس الجمهورية من تلطخت يداه بالدماء، وصنف ثان من مقاومي التطبيع مع الكيان الصهيوني يرفض أن تتحول تونس إلى مزار للمطبعين ولكل من يمد يده للكيان الغاصب خصوصا في هذا الظرف الذي يتم فيه الإعتداء على القدس و يضرب فيه بالحقوق الفلسطينية و العربية عرض الحائط جهارا.

قدرة على الحشد

تونس.. رفض لزيارة ولي العهد السعودي

وفي هذا الإطار يعتبر الحقوقي والسياسي التونسي ماجد البرهومي الناشط في مجال مناهضة التطبيع في حديثه لموقع "العهد" الإخباري أن "زيارة ولي العهد السعودي غير مرحب بها في تونس باعتباره مطبعا مع الكيان الصهيوني شأنه شأن الكثيرين في هذا العالم العربي الذي يعج بالمطبعين. فتونس التي قاومت الإستعمار الفرنسي، بحسب محدثنا، والتي هب شعبها لنصرة فلسطين سنة 1948 رغم أنه ما زال يرزح تحت الإحتلال، لا يمكنها أن تتنكر لماضيها في مقاومة الإستعمار في مرحلة أولى وفي مساندة حركات التحرر في مرحلة ثانية".

ويضيف البرهومي قائلا: "يوجد في تونس مجتمع مدني قوي وحي ولديه القدرة على التصدي لحيف الحكام وردعهم إذا اقتضى الحال ذلك وهو بصدد التحرك لمنع هذه الزيارة أو على الأقل لإيصال الرسائل إلى المطبعين بأنه غير مرغوب فيهم. وكم من مرة يضطر صانع القرار في تونس إلى تغيير أجندته تفاديا للضغط الجماهيري بما أن للمجتمع الأهلي في البلاد قدرة كبيرة على الحشد وتحريك الشارع و زعزعة أركان الحكم إن لزم الأمر".  

إساءة لصورة تونس

أما المحامي والناشط الحقوقي التونسي محمد درغام فيعتبر في حديثه لموقع "العهد" الإخباري أن "ولي العهد السعودي يعيش في عزلة دولية ولا يجب أن تكون بلادنا هي من يرمي له طوق النجاة حتى لا تفقد تلك الصورة الناصعة التي عرفت بها. كما أن تونس"، وبحسب محدثنا، "ليست بحاجة إلى أموال السعوديين الذين لم يلتفتوا إلى الخضراء في أحلك أزمتها وكانوا أسخياء مع غيرها ممن انقلبوا عليهم اليوم وابتزوهم في ملف خاشقجي، أي الأتراك".

ويضيف درغام قائلا: "أتمنى أن يرفض رئيس الجمهورية استقبال بن سلمان أو أن يقوم هذا الأخير بإلغاء زيارته من تلقاء نفسه قبل الموعد المحدد فيجنبنا وجع الرأس و صدامات مع النظام نحن في غنى عنها في هذا الظرف الإقتصادي الصعب. هناك بعض البشائر في هذا الإطار لكن لا شيء مؤكد إلى حد الآن وأتمنى أن تحمل الأيام القليلة القادمة الخبر السار المتمثل في إلغاء الزيارة.

2018-11-26