ارشيف من :مقالات

توجه لدى ’المستقبل’ لدفع أزمة تشكيل الحكومة الى الشارع

 توجه لدى ’المستقبل’ لدفع أزمة تشكيل الحكومة الى الشارع

لا يزال موضوع تشكيل الحكومة مجهول المصير، خصوصاً بعد أن أعلن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عن عدم تقبله لفكرة توزير أحد من النواب السنة ممن هم  خارج تيار "المستقبل"، وهو ما وضعه في موقف حرج أمام مناصريه، وبات يصعب عليه التراجع، أو تقديم أي حلول تسهل وتمهد لولادة الحكومة.  

في المقابل يقف حزب الله، دون أي تراجع، الى جانب المطالب المحقة "لنواب اللقاء التشاوري المستقل"، وهو ما زاد الطين بلة لدى "المستقبل"، ودفع بهم للتفتيش عن سبب، يتذرعون به للجوء الى الشارع، فكان كلام الوزير وئام وهاب، لتبدأ معه تحركات "احتجاجية" في مناطق عدة. إلا ان المتابعين للتطورات التي تجري في البلد، يدركون جيداً أن "الاحتجاجات" ضد كلام وهاب، ليست سوى "احتجاجات" ظاهرية، فيما الهدف الحقيقي من ورائها، تحريك الشارع واستفزازه في سبيل الضغط على الفريق الآخر.

الشارع وسيلة الضغط الأخيرة من قبل "المستقبل"

في 25 كانون الثاني، عام 2011، وتحت عنوان "يوم الغضب" دعا تيار "المستقبل" مناصريه للاعتصام في ساحة النور بطرابلس،  احتجاجا على قبول الرئيس نجيب ميقاتي بتكليفه تشكيل الحكومة، بعد استقالة الرئيس الحريري. يومها تحول الاعتصام الى اعمال شغب واعتداء على المواطنين والمحلات التجارية، بعدما اجتاح موتورون مشحونون بالتحريض السياسي والمذهبي شوارع مدينتهم، وعاثوا فيها فسادا.

حينها لم يفكر تيار "المستقبل" بالنتائج السلبية التي نتجت عن ذاك الاعتصام. كل همه كان عودة الرئيس الحريري للسلطة، ولو على حساب السلم الأهلي،  فكانت طرابلس هي الارض الأنسب لتيار "المستقبل" لاستخدامها وقوداً لصراعاته، كرمى عيون العودة الى السلطة، ومن أجل إيصال الرسائل السياسية والطائفية الى الرئيس ميقاتي، ابن طرابلس، والى حكومته.

وجهت دعوات من قبل مناصري تيار "المستقبل" للاعتصام اليوم الأربعاء 11 تشرين الثاني في ساحة النور

اليوم، وبالرغم من أن الظروف والتحالفات والاصطفافات السياسية تغيرت منذ العام 2011 وحتى اليوم، الا أن لا شيء مضموناً في عدم عودة "المستقبل" الى الشارع، حيث توحي الأجواء بأنها مهيأة لذلك، في ظل اعتراض "التيار الأزرق" والرئيس الحريري على تسمية وزير سني لصالح النواب السنة من خارج تيار "المستقبل". وفيما بدأت تحركات منظمة لأنصار "المستقبل"، في مناطق البقاع، تشير مصادر مطلعة لـ"موقع العهد" إلى أن أجواء المدينة توحي بأنها باتت مهيأة للنزول الى الشارع، لا بل أنها أقرب الى يوم الغضب ضد ميقاتي، ولكن بصورة أخرى، فميقاتي اليوم، وبعد أن حاز على حصة وزير في الحكومة، مثله مثل النائب محمد الصفدي، لن يكون في المواجهة مع "المستقبل".

أبرز الأجواء التي تشير الى توجه "المستقبل" نحو الشارع، هو ما بدأ يلاحَظ منذ عشرة أيام، من مسارعة انصار الرئيس الحريري وتيار "المستقبل"، من طرابلس الى عكار، لرفع الصور واليافطات المؤيدة لمواقف الحريري. وما يثير التساؤل، أن كل هؤلاء تحركوا في يوم واحد، بما يوحي بكلمة سر تطلبت منهم اظهار الدعم للرئيس الحريري. وبحسب معلومات حصل عليها "موقع العهد" فإن ""المستقبل" يريد إظهار الشارع السني خصوصاً في طرابلس وعكار، بصورة المؤيد والمصطف خلف الحريري ومواقفه". وتتابع المصادر "وهو ( أي الحريري) يحاول بذلك الهروب من مطالب النواب السنة المستقلين، والقفز فوق نتائج الانتخابات النيابية".

وبحسب معلومات خاصة بموقع "العهد"، فقد وجهت دعوات من قبل مناصري تيار "المستقبل"، للاعتصام اليوم الأربعاء 11 تشرين الثاني في ساحة النور. وتكشف المعلومات أن الاعتصام يأتي "ظاهراً" على خلفية تصريحات الوزير السابق وئام وهاب، والتي طال بها الرئيس الحريري، إلا انه من المؤكد ان الاعتصام سيحمل معه رسائل سياسية الى "نواب اللقاء التشاوري المستقل"، إن كان ذلك عبر اليافطات التي سترفع أو عبر الشعارات والكلمات التي ستلقى في الاعتصام.

مما لا شك فيه أن الأيام المقبلة ستحمل معها مزيداً من التعقيدات، فماذا إن بقيت الأمور على ما هي عليه؟ وماذا بعد أن قرر تيار "المستقبل" وأنصاره اللجوء الى الشارع عبر الاعتصامات أو المسيرات المؤيدة للحريري؟ من سيكفل أن لا تتحول تلك الاحتفاليات الى "يوم غضب" يعيد المدينة الى سابق عهدها، وهو ما يخشاه  الطرابلسيون فعلاً، كونه سيعيد نكأ الجراح، وانجرار الشارع الى فتنة بين أبناء المدينة، إذا ما قرر بعض السياسيين إعادة اختيار معارك الزواريب لإيصال رسائلهم السياسية؟

2018-11-28