ارشيف من :مقالات

مؤتمر الليطاني .. مشروع المنسوب 800م وما بعده

مؤتمر الليطاني .. مشروع المنسوب 800م وما بعده

شكلاً ومضموناً كان لافتاً مؤتمر الليطاني .. شخصيات سياسية، اجتماعية، بيئية وهيئات وممثلون واختصاصيون، وبلديات واتحادات .. حضروا على طاولة "مشروع الليطاني المنسوب 800م - التحديات وسبل الاستفادة" .. الذي نظمه المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق ..

يُسجل للمركز الاستشاري للدراسات والتوثيق هذه الخطوة والمبادرة من تنظيم وطروحات وإدارة ومتابعات

وكان لعرض الواقع المرير لأكبر وأهم مورد مائي في لبنان، وقع صادم وتحدٍّ جدي أمام جميع المعنيين .. من الدولة إلى البلديات والهيئات، وصولاً إلى المواطن.

أما المضمون، فإن كلمات الحضور اختصرته، بأنه أبعد من مجرد مؤتمر وخلاصات، إنه مشروع مستقبل، وقضية وطنية.

التحديات والفرص .. نعم، نحن قادرون

يُسجل للمركز الاستشاري للدراسات والتوثيق هذه الخطوة والمبادرة، من تنظيم، وطروحات، وإدارة ومتابعات، فما هي خلاصة الاجتماع ليومين؟

يجيب رئيس المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق الدكتور عبدالحليم فضل الله لموقع "العهد"، بأنه "خلال اسبوعين يتم تجميع الخلاصات النهائية، وإدراجها ضمن وثيقة ختامية" موضحاً أن هذه الخلاصات ستتضمن "استنتاجات رئيسية حول المحاور الأساسية  للمشروع، وهي تتعلق بـ:

1- الجدوى الاقتصادية والاجتماعية للمشروع.
2- زيادة ورفع الجدوى المالية.
3- مقترحات حول مستقبل المشروع.
4- موارد المشروع الاساسية (المياه، الأراضي)".

بشكل عام، حول هذه العناوين يدور النقاش والبحث "خصوصاً  أن هناك نقصا بنحو نصف كمية المياه المتدفقة لنهر الليطاني"، يشير فضل الله لموقعنا، مؤكداً أن "البحث يتركز في إحدى نواحيه على كيفية المعالجة، أو ما سُمي بالمعالجات، للتلوث والملوثات، ثم التنظيف وحماية الموارد المائية، وذلك من أجل الاستفادة منها".

لا يتردد فضل الله في الحديث عن "نقلة نوعية يُسعى اليها من خلال المؤتمر، وذلك في معالجة مقاربة الاستفادة من المشروع ومواجهة التحديات، بما في ذلك المشروع 800م".

لكن هل ذلك ممكن؟ "نعم، ممكن .. ونحن قادرون على تحقيق ذلك بشرط توافر الإرادة والقرارات الحازمة"، يجزم فضل الله، ثم يختم بأن "ما يُطرح في المؤتمر ليس مجرد علاجات ونقاشات، بل مشروع ينشد تكامل الأدوار بين الدولة والبلديات والهيئات والمواطن، وهذا ما نعمل عليه، بعد تحويل الخلاصات والاستنتاجات إلى مشاريع وأفكار يمكن ترجمتها حكومياً، تشريعياً وتنفيذياً".

نحن أمام فرصة ..

بحماسة يتحدث عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض حول المشروع لموقع "العهد"، وكأنه قضيته التي لا يريد لها مصيراً إلا النجاح. يصف "مشروع المنسوب 800م بالاستراتيجي والحيوي، والذي يحتاج إلى خطط تواكبه على مدى الفترة الزمنية المقرر إنجازه بها". ثم يتكلم بالأرقام عن أهميته بالنسبة  للبنان  ولمنطقة الجنوب، من حيث الري والزراعة: "من بحيرة القرعون ينقل المشروع 110 مليون متر مكعب الى الجنوب، تحديداً للبلدات التي تقع تحت المنسوب 800م .. وهذا يؤدي لزيادة المساحات المروية إلى 14800 هكتار .. كما ينقل 20 مليون متر مكعب من مياه الشرب" .. واستطراداً يسأل فياض: "كيف ننقل هذه الكميات من المياه من بحيرة مياهها ملوثة؟". الجواب، هو أن "المطلوب فوراً الاسراع في اجراءات معالجة مياه القرعون اولاً" يقول فياض.

من هنا تأتي أهمية مؤتمر الليطاني، الذي "تمتد فيه النقاشات من التحديات إلى الاستثمارات وما بينهما من نقاط مترابطة ومتكاملة"، وفق فياض، مؤكداً أن "المؤتمر بما يضم من شخصيات وجهات وهيئات، يشكل فرصة جدية لكل المعنيين بمشروع الليطاني وموارده لطرح العناوين والأمور بعمقها وأهميتها".

وربطاً بالقضية، يختم د. فياض بالكشف لموقعنا، أنه "خلال لقائي رئيس الجمهورية ميشال عون، والحديث معه عن المشروع وتحديات الليطاني، أشار لي فخامته إلى ضرورة الإسراع في تنفيذ المعالجات وتطبيق القانون" .. وتطبيق القانون هنا، يمتد من التعديات على النهر إلى التلوث والهدر وغيرها من تضييع هذا المورد .. والتعاطي معه على أنه: "قضية وطنية".

2018-11-29