ارشيف من :مقابلات

أحداث ’الجاهلية’..ساحة درزية أكثر تماسكاً

أحداث ’الجاهلية’..ساحة درزية أكثر تماسكاً

أكثر ما يلفت في أحداث "الجاهلية" ربما تمثّل بما رأيناه من مشهد درزي جامع. "المحنّة" وحّدت الموحدين الدروز في الجبل، بعيداً عن الإختلاف الذي نشهده أحياناً في مقاربة بعض الملفات. وحده النائب السابق وليد جنبلاط كان بمنأى عن هذا المشهد، فيما ذهب الآخرون بعيداً في الالتفاف حول بعضهم البعض، مؤكدين أنّ العبث بالأمن خط أحمر وأن اللعب على وتر الفتنة مرفوض جملة وتفصيلاً.

وفي هذا السياق، يؤكّد النائب السابق ​فادي الأعور أنّ الساحة الدرزية بدت عقب أحداث الجبل أكثر تماسكاً وقوة من أي وقت مضى شعبياً وسياسياً، فرغم هامش التمايز في بعض الملفات، إلا أنّنا شهدنا التفافاً نوعياً قلّ نظيره، فالجميع يعلم أنّ ما حدث جرى طبخه في الغرف السوداء السياسية، ما دفع أبناء طائفة الموحدين الدروز الى استنكار ما حدث وما أقدمت عليه السلطة السياسية. 

 

أحداث ’الجاهلية’..ساحة درزية أكثر تماسكاً

 

وفي حديث لـ"موقع العهد الإخباري"، يُشدد الأعور على أنّ الجبهة الدرزية هي جبهة متماسكة وتمثل خطاً واحداً هو الخط الداعم للمقاومة من رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب وصولاً الى رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" طلال ارسلان، مؤكّداً أننا مستمرون في العمل للحفاظ على ما حصدناه من وحدة، لا بل لتمتينها أكثر فأكثر. وهنا يُشير المتحدّث الى أننا كفريق تحت مظلة المقاومة، نعتبر أن كل مواقفنا تندرج في هذا السياق، ومن هنا كان الخلاف الجوهري والعقائدي مع جنبلاط الذي ينتمي الى فريق 14 آذار، ويتحفنا بين الحين والآخر بمواقف لا تليق بالوطن ولا بعزته ولا باستمرار الصراع مع العدو الصهيوني، بينما نحن تندرج جميع مواقفنا ابتداء من القضية المركزية فلسطين. 

الداوود: حزب الله هيأ المبادرات التوافقية

بدوره، النائب السابق فيصل الداوود يشدّد على أنّ أحداث الجاهلية أفرزت استنفاراً درزياً كاملاً لم نشهد له مثيل، مؤكّداً أن الوقت حان لتوحيد الصف الدرزي، فنحن حريصون أشد الحرص على هذا الأمر، وعلى وحدة الطائفة وتنوعها، بينما يريد جنبلاط الاستفراد بالقرار الدرزي، وهذا ما أشارت اليه أحداث الجاهلية التي كان لكليمنصو اليد الطولى فيها، وبينت المؤشرات أن جنبلاط إما ورط رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أو تورّط معه بالحادثة المستنكرة. 

 

أحداث ’الجاهلية’..ساحة درزية أكثر تماسكاً

 

وفي حديث لـ"موقع العهد الإخباري"، يلفت الداوود الى أنّ جنبلاط أراد التخلص من وهاب عبر القتل أو الاعتقال، إلا أنّ الوحدة الدرزية خانت أحلامه، فرأينا ما رأيناه من التفاف شعبي ورسمي حول وهاب في الجبل، لافتاً الى أنّ هذا الالتفاف هو تعبير صادق يُجسّد الخط المقاوم والوطني. 

ونوّه الداوود بالدور الوطني الذي لعبه حزب الله في منع الانجرار نحو فتنة درزية قد تطال شراراتها الوطن بأكمله، موضحاً أن الحزب هيأ المبادرات التوافقية داخل صف 8 آذار، في خطوة إيجابية وحّدت الساحة الدرزية تحت مظلة المقاومة، ومنعت الانجرار نحو المجهول.  

 

2018-12-05