ارشيف من :مقاومة

علي شعيب يروي لـ"الانتقاد.نت" يوميات الحرب: هكذا توارث المقاومون مهمة إبلاغي بتفاصيل المواجهات كلما إستشهد أحدهم

علي شعيب يروي لـ"الانتقاد.نت" يوميات الحرب: هكذا توارث المقاومون مهمة إبلاغي بتفاصيل المواجهات كلما إستشهد أحدهم
مراسل على خط النار الحلقة 20

حوار فاطمة شعيب
توالت أيام العدوان وتسارعت معها الأحداث الميدانية، وبدأ الخناق يضيق شيئاً فشيئاً على الحركة في تلك المنطقة.. نتيجة إرتفاع حدّة العدوان وبشكل كبير.. وفي واحد من تلك الأيام بدأت الطائرات الصهيونية تغير وبشكل هستيري على بلدة الخيام.. وتحديدا على المعتقل فيها..
أدرك حينها علي شعيب أن المنطقة ستكون هدفاً للعمليات البرية القادمة، وأثناء تصويره للغارات لاحظ علي أن صاروخاً أصاب مركزاً للمراقبين الدوليين قرب معتقل الخيام.. وبعد ثلاث ساعات جاء الخبر بمقتل أربعة من المراقبين الدوليين.. تمكن المسعفون في القوات الدولية من سحب ثلاثة منهم فيما بقي الرابع تحت الأنقاض ..
وبدأت الإعتداءت تأخذ منحاً آخر .. فبعد تصويره لجثث الجنود المراقبين الثلاثة في مستشفى مرجعيون.. وكان ذلك بمثابة رسالة بأن لا غطاء على أحد بعد اليوم. تسارعت الأحداث، وبدأ الجيش الصهيوني بالتوغل نحو بلدة رب ثلاثين بإتجاه مشروع الطيبة .. فإنحصر عمل علي حينها بتغطية هذه المشاهد عن بعد .. لكنه إنتقل من بث أخبار الإعتداءات إلى بث أخبار المواجهات بالتفصيل بين المقاومة والقوات الإسرائيلية المتقدمة ..
يقول علي: "بدأت أنتظر كل المعلومات في أرض المعركة التي كان ينقلها لي من هم في قلب المواجهة وأبثها مباشرة على الهاتف لحظة حصولها .. وكان التركيز على تدمير الدبابات واحدة تلو الأخرى، وبعد فترة لاحظت بأن صوت المقاوم الذي كان ينقل لي الأخبار بلحظتها قد إختلف هذه المرة.. وأصبح شخص آخر يزودني بالمعلومات التفصيلية وعلمت بعد إنتهاء الحرب أن الأول استشهد.. أيام قليلة ومزيد من تدمير الدبابات لكن المخبر قد تغير أيضاً، فالثاني قد أستشهد أيضاً ولأن hلحرب الإعلامية كانت توازي الحرب العسكرية كان لابد من توارث هذه المهمة من مقاتل إلى آخر وهكذا حتى إنتهاء الحرب ...
إتسعت رقعة المعلومات لتصل إلى محور بنت جبيل ـ عيناثا كان همي رفع المعنويات عبر بث تفاصيل الملاحم البطولية التي يسطرها المجاهدون بشكل مكثف ومتلاحق "...
ونتيجة للدور الذي كان يلعبه "علي" في هذا الإطار تفاجئ بإتصال من وزير الإعلام اللبناني "غازي العريضي" آنذاك، مثنياً على جهوده داعياً إياه للإنتباه لنفسه فالوطن بحاجة إليه في هذه المرحلة.. إبتسم علي وتابع قائلاً: "لقد أبلغني معالي الوزير أنه معي بكل جوارحه ومع المقاومين لمواجهة العدو الإسرائيلي وأنه دائم الدعاء لنا بالنصر" .. ومن باب المعاتبة وطبعاً بعد شكره على إتصاله قلت له " أتذكر حين كنا أثناء زيارتك الأخيرة لقرية الغجر وزيارة موقع المقاومة وكيف كنا يداً بيد وكنت تفتخر بهؤلاء الشباب" ؟؟ وحينها كنت أغمز من مواقفه المؤيدة لـ 14 آذار فقاطعني ضاحكاً " فهمت ماذا تقصد أنا مهما حصل سأبقى دائما مع المقاومة ولن أكون يوماً ضدها "..
بعد إتصال الوزير العريضي رنّ هاتف علي مجدداً لكن هذه المرة من قائد القوات الأمنية المشتركة في ثكنة مرجعيون العميد داوود وكان يستنجد بعلي بإيجاد "حل" لمجموعة مقاومين إكتشف وجودهم عنصر أمني تابع لأحد الاجهزة (...) في خراج إحدى البلدات، فرد علي قائلاً : "لا دخل لي بالموضوع"، لكن العميد داوود أصر عليه لأن إتصاله بأشخاص من حزب الله قد إنقطع يقول علي: " كم كان إنزعاجي كبيراً عندما سمعت ذلك لأن المقاومين الذين يخوضون أشرس المعارك دفاعاً عن كل الوطن هم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء للزود عن أبناء هذا الوطن دون تمييز فأين هي الكرامة الوطنية والحسّ الوطني عند البعض من أبناء هذا الوطن ؟؟ ..
عندها إتصلت بصديقي "محمد" كونه ينتمي إلى مؤسسة أثبتت وطنيتها في أحلك الظروف وهو الوحيد القادر على التحرك بصفته عنصر في مخابرات الجيش في المنطقة وطلبت منه المساعدة في هذا الموضوع.. وهذا الذي كان مع تفاصيل يأتي وقت نشرها لاحقاً..
وتكرر الأمر مع العنصر الأمني!! والذي يدعى  فادي" فإتصل محمد برئيسه (المقدم) وأبلغه بالأمر.. فغضب الأخير وكلف محمد بتأمين بديل ملائم للمجموعة وإستعمال القوة مع كل من يحاول إعاقة هذا الأمر مهما كان موقعه وهكذا كان.
.. يتبع       
2009-11-19