ارشيف من :مقاومة

علي شعيب يروي لـ"الانتقاد.نت" يوميات الحرب: أحداث مضحكة في يوم الهدنة

علي شعيب يروي لـ"الانتقاد.نت" يوميات الحرب: أحداث مضحكة في يوم الهدنة
يوميات مراسل على خط النار ـ الحلقة 21
حوار فاطمة شعيب
كانت أيام الحرب قد تخطت الرقم 25 عندما بدأ الشحّ في التيار الكهربائي في مدينة مرجعيون، فباتت الإستعانة بمولد كهربائي يعمل على المازوت أمراً ضرورياً.. خصوصاً حين تضاءلت فرص الحصول على البنزين بعد قصف معظم المحطات في المنطقة الحدودية..
والمازوت كان متوفراً لدى الكثيرين من أصحاب المنازل.. ومن المعلوم أن عمل علي شعيب يلزمه تعبئة بطاريات الإضاءة وتشريج الكاميرا والهاتف الذي كان عليه الإعتماد الأكبر في نقل الأحداث..
وذات يوم وبينما كان علي يتجه نحو الخيام .. لاحظ لأكثر من مرة مولداً قرب أنقاض أحد المنازل على طريق دبين ـ الخيام .. ولأن المنطقة تشهد غارات بشكل يومي كانت فكرة علي أن ينقذ المولد من التضرر والإستفادة منه في هذه الفترة حتى يعود أصحابه..وبالفعل حمل علي شعيب المولد ونقله إلى المنزل الذي كان يبيت فيه في مدينة مرجعيون ..
لكن القصة لم تنته بعد.. يقول "مراسل المنار": "لأنني غير ملمّ بتشغيل المولدات إنتظرت عودة صديقي أبوعلي لتشغيل المولد ولإستفادة منه .. إلا أن أمراً لم يكن يخطر ببالي جعل أبو علي يضحك كثيراً عندما رأى المولد.. بل قال لي "هيا شغله"، فإستفزني الأمر وحاولت إثبات أني قادر على تشغيله دون مساعدة.. وبينما أنا كذلك بدأت ألاحظ أن المولد له أماكن مخصصة لقساطل والمياه و"النباريش" فنظرت إلى أبي علي نظرة إنهزام وتعجب!! وقلت له ماهذا ؟؟، فأجابني ضاحكاً بشدة " لقد سرقت موتير مياه ياصاحبي" فإنقلبت على ظهري من الضحك وطبعاً أصبحت هذه القصة مادة دسمة لأبي علي كي يتندر بها عليّ بين أصدقائه .. ومتى ؟؟ في عزّ الحرب ...
كان يوم الهدنة المعروف، فرصة لعلي شعيب ومن معه كي يتناولوا بعض اللحوم والسمك.. وإن كان علي قد دُعيَ إبان أيام الحصار على "أكلة سمك" معتبرة .. خلال عزيمة أقامها له تقديراً على جهوده رئيس بلدية القليعة الذي كان يتعرض لضغوط كبيرة لمنعه من التواصل مع علي شعيب ومساعدته في كثير من الأمور.. يقول علي: "أحببت أن أذكر هذا الموضوع لأمرر شكراً خاصاً بين هذه السطور لـ"بسام الحاصباني" رئيس البلدية، تقديراً على تعاونه معي يوم تهرّب مني الكثير من الأصدقاء .. كان يحمل يوم الهدنة معه أيضاً مفاجأة لعلي .. وهو إتصال من زميله في المنار "محمد قازان" الذي كان يقوم بتغطية أخبار العدوان في منطقة النبطية وطلب محمد من علي أن يتوجه إلى نهر الخردلي لإعطائه بعض الأغراض وبالفعل يقول علي: " توجهت إلى النهر فوجدت محمد قازان ومعه المصور علي فحص.. وصرنا نناور على بعضنا كي يتهرب أحدنا من العبور بالمياه.. ولأنني صاحب الأغراض، قطعت إلى الضفة الأخرى وتعانقنا بعد طول غياب، ثم أعطاني كيساً مليئاً بالأغراض فسألته عن محتواه فقال لي إنه من عائلتك !!.. أعطتني إياه تاسع أيام الحرب لكي أوصله لكني لم أتمكن وفيه بعض الحاجيات والملابس !! فقلت له .. الله يطعمك الحج والناس راجعة .. كنت خليهن معك لتخلص الحرب ومن دون تتعذب وتجيبهن هلأ ... ثم ضحكنا وتعانقنا مجدداً لكن هذه المرة للتوديع ولم نكن حينها نرى أفقاً لنهاية الحرب وكلٌ منا كان يحسب الآخر شهيداً .. وللحقيقة أخذت بهذا اللقاء شيئاً من الإرتياح ثم غادرت إلى مرجعيون مجدداً وبدأت أبعثر محتويات الكيس فكان فيها أشياء خاصة كنت قد إشتقت لها.
.. يتبع
2009-11-19