ارشيف من :مقاومة

"مع المقاومة": افتتاح الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة في بيروت

"مع المقاومة": افتتاح الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة في بيروت
السيد نصرالله: كما كنت اعدكم دائما في كل مواجهة.. سنفشل أهداف العدوان وسنهزم العدو وسنصنع النصر التاريخي

مشعل: لم نختر الحرب الماضية ولن تختر الحرب القادمة ولكن اذا فرضت علينا فسنختار الصمود والقتال الضاري

الضاري: المقاومة العراقية تواصل سعيها لتحرير العراق

افتتح الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة بعد ظهر اليوم في قصر الاونيسكو في العاصمة اللبنانية بيروت أعمال مؤتمره الذي حمل هذا العام عنوان "مع المقاومة" بحضور حشد من الشخصيات السياسية والمحلية والعالمية .
مثَل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في الافتتاح وزير الدولة الدكتور عدنان السيد حسين كما مثل رئيس الحكومة سعد الحريري وزير التربية الدكتور حسن منيمنة، بالاضافة إلى عدد كبير من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين من لبنان وغالبية البرلمانات العربية والعالمية، وممثلي الاحزاب الوطنية والفصائيل الفلسطينية وحشد من الناس غصت بهم قاعات قصر الاونيسكو.

بداية، آي من الذكر الحكيم تلاها الشيخ محمد عساف ثم النشيد الوطني، فكلمة عريف الاحتفال عضو المجلس الوطني للاعلام غالب قنديل، تلاه رئيس اللجنة التحضيري للملقى الدكتور خالد سفياني فوجه تحية " الى الذين اتو من كل اصقاع العالم من القارات الست من امريكا اللاتينية ومن امريكيا الشمالية، ودول العالم الاسلامي، والاقطار العربية ومن خلالكم لاقول لشهدائنا الابرار وللمقاومين الصامدين ولاسرانا الاحباء الذين نعتبرهم هم الاحرار ونحن الاسرى انكم انتم زرعت فينا معنى الحياة، وزرعتم فينا معنى الكرامة واعطيتمونا الامل وقتلتم بمقاومتكم كل محاولات زرع ثقافة الهزيمة، انتم الذين رفضتم ان تركعوا ونرفض برفضكم ان نركع ، ورفضتم الخضوع للاملاءات الصهيونية والاستعمار وانتم الذين اوقفتم كل محاولات احتلال باقي اقطار امتنا، انتم الذين استخدمت ضدكم كل محاولات التدجين، ولم تنفع كل محاولات التدجين.

وتابع سفياني: "انتم ايها الاحرار في العراق وفلسطين ولبنان الذين من اجلكم تقاطر الالاف من ابناء امتنا ومن اقطار العالم لكي يقولوا لكم بانكم لستم وحدكم وان المقاومة محتضنة من كل احرار العالم وكل ابناء امتنا العربية والاسلامية". واضاف "ان كل محاولات الوصاية لم تنفع ولن تنفع. واكد ان فلسطين المحتلة ستتحرر من البحر الى النهر وان العراق المحتل لن تنفع كل المحاولات السياسية الا بتحريره من الاحتلال.

وختم: "ان كل من يحاصركم انما هو يحاصر نفسه يوماً بعد يوم، اما انتم ايها المقاومون في فلسطين ولبنان والعراق فأنتم احرار ومصممون على النصر".

السيد نصر الله

ثم القى الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله كلمة المقاومة اللبنانية، فقال: بداية ارحب بكم جميعا في بيروت عاصمة الثقافة والحرية والعروبة والمقاومة، واهلا بكم في لبنان القوي الذي تخلى عن اعجوبة قوة لبنان في ضعفه الى حقيقة قوة لبنان في تضامن جيشه وشعبه ومقاومته. اهلا بكم في لبنان المنتصر الذي استطاع بفعل تضحيات شعبه ومقاومته ان يطرد المحتل من ارضه وان يستعيد اسراه من السجون وان يقف شامخاً عزيزاً ليواجه المخاطر والتهديدات الصهيونية. والشكر لكم بعد الترحيب على حضوركم الكبير والصادق لدعم مشروع المقاومة وثقافتها ومساندتها لاحتضانها في زمن التحدي والصعاب، وإن لحضوركم المبارك وما ستقدموه من رؤى سيكون له عظيم الاثر.

اضاف السيد نصرالله: "منذ ان قامت قوى الهيمنة والاستعمار بايجاد ثكنة عسكرية متقدمة في المنطقة كانت تطمح هذه القوى الى اقامة كيان قوي استيطاني توسعي يشكل الضمانة الدائمة لمصالحهم بالمنطقة فيما عرف بمشروع اسرائيل الكبرى، كان مشروع اسرائيل تأسيسياً عام 84 وفي الـ 67 كان توسعيا، ثم كانت حرب تشرين سنة 1973 مفصلا تاريخيا في الصراع مع العدو الصهيوني، لقد سطر الجيشان العربيان المصري والسوري ملاحم تاريخية وبطولية لا تنسى ووضعا حدا للامل الصهيوني بالتوسع دون الاجهاز عليه.

وتابع الامين العام لحزب الله: "بعدها بسنوات اخرج النظام المصري مصر من معادلة الصراع مع اسرائيل عبر كامب دايفيد وكان هذا اخطر تطور في الصراع مع "اسرائيل" في العام 1979، ولكن شاء الله المنان ان يدخل الامام الخميني(قده) ايران عبر الثورة الايرانية المنتصرة. وعام 82 اجتاحت القوات الصهيونية لبنان ولكن بعد سنوات قليلة من مقاومة اللبنانيين وتضحياتهم ودمائهم الزكية وصمودهم الاسطوري خرجت "اسرائيل"، وكان هذا اعلانا صارخا للسقوط النهائي لمشروع اسرائيل الكبرى وبدء التنظير لاسرائيل العظمى المتفوقة".

وقال السيد نصرالله: "بعد اشهر قليلة من الانتصار اللبناني عام 2000 كانت انتفاضة الاقصى في فلسطين التي تحولت الى مقاومة رائعة وبدأت "اسرائيل" العظمى تشعر بالقلق. فغزة المقاومة تخرج الاحتلال بالمقاومة ويتمنى الصهاينة من حقدهم لغزة ان تغرق في البحر ولن تغرق بل ستغرقهم ان شاء الله . وشنت اسرائيل بعد ذلك حربها العدوانية على لبنان في تموز 2006 لسحق المقاومة وشنت الحرب لاستعاده هيبة الردع القائمة فضاع ما بقي من هيبة الردع".

تابع السيد نصرالله: "ان اسرائيل اليوم ايها الاخوة والاخوات وبصدق وبدون مبالغة تعيش مأزقا حقيقيا هي تتحدث عنه ويتحدث عنه ايضا نخبها ومثقفوها وسياسيوها. مأزق المشروع والحكم، مأزق الزعامة والقياده، مأزم الجيش الذي كان لا يقهر فقهرته مجموعة من المقاومين في مارون الراس، ومأزق الثقة بالمستقبل. وهي تحاول اليوم ان ترمم ذلك كلة عبر التهديد صورتها.  هذه التهديات التي ما عاد تخيف الا الجبناء والمهزومين. اما المقاومين فانهم يشتاقون لطعم المواجهة ليصنعوا لامتهم عزا جديدا ونصرا كبيرا ان شاء الله، وها هي "اسرائيل" المهزومة تستعين على حركات المقاومة وشعوب المقاومة بالمجتمع الدولي والمؤسسات الدولية وبعض الانظمة العربية ومخابراتها والجدران الفولاذية وحملات الترهيب والتشوية والحصار ولكنها في نفس الوقت تحسب كل حساب.. ولاول مرة ايها الاخوة والاخوات تبحث "اسرائيل" عن ضمانات النجاح والنصر في المواجهة المقبلة".

واضاف الامين العام لحزب الله: " لقد تجاوزنا اخطر مرحلة من تاريخ امتنا حيث كانت القوى الامريكية الامنية والاقتصادية والسياسية قد وصلت الى القمة في العقدين الاخيرين مقتنصة ما توفر لما من فرص فكان احتلالها لافغانستان وللعراق  وتهديدها الدائم لنظام الجمهورية الاسلامية في ايران ولسوريا الاسد ومحاولة السيطرة على لبنان والدعم المطلق للحروب الاسرائيلية على لبنان وغزة. لقد كان المطلوب تصفية حركات المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وافغانستان وتجفيف كل منابع الدعم والمسانده المختلفة لهذه الحركات في العالم واسقاط الانظمة الممانعة الداعمة للمقاومة خصوصا في ايران وسوريا والسودان وفرض ثقافة العجز والاستسلام وادخال المنطقة نهائيا في العصر الامريكي الصهيوني، وكان عنوان ذلك مشروع الشرق الاوسط الجديد وقد تحدثت عنه كونداليزا رايس في بداية عدوان تموز على لبنان صيف تموز 2006".

وقال السيد نصرالله: "مجددا استطاع مشروع المقاومة والممانعة والصمود، استطاع اهل المقاومة والممانعة والصمود وانتم منهم ان يحققوا انجازات تاريخية كبيرة. اذ صمدت حكومات الممانعة امام الضغوط والعزل والحكومات، وتمسكت شعوبنا بثقافة الممانعة وقيم الحرية والجهاد وصارت اقدر على رفض الذل والاستسلام ونتيجة لذلك دخلت مفاوضات التسوية في حالة من الكوما ويعمل العديد من الاطباء الفاشلين على انعاشها من جديد".

ورأى سماحته انه " يمكننا في الحد الادنى ان نتحدث عن اخفاق المشروع الامريكي واحساس العجز وانعدام الخيارات لديه وكل هذه مقدمات للسقوط النهائي".

وقال السيد نصرالله: "هذا توصيف سريع لعظيم انتصارت وانجازات المقاومة في امتنا وفي منطقتنا مما يزيد في تاريخياتها وروعتها انها تحققت في اسوأ الظروف العربية في تاريخ امتنا العربية. ان حركات المقاومة انجزت هذه الانتصارات الكبرى في ظروف عاشت فيها الغربة والوحده والتشويه والتواطئ والطعن في الظهر حتى من ذوي القربى، لكنها انتصرت بتضحيات مقاوميها وشعوبها الابطال".

وتابع سماحته: "نؤكد لشعوبنا من خلال مؤتمركم الكريم ان خيار المقاومة هو خيار حقيقي منطقي منتصر وهو ليس مجرد انفعال عابر او شعور غاضب انه مشروع له افاق. ان مشروع المقاومة وحركات المقاومة وشعوبها بحاجة الى كل اشكال الدعم والاحتضان السياسي والمادي والاقتصادي والقانوني ومواجة الحرب النفسية وهي من اخطرها. لذلك اطالب بالرد عليها وعلى حرب التشويه التي تتعرض المقاومة لها. إن هناك اخطار عديدة مازالت تواجه حركات المقاومة واطلب من هذا المؤتمر بمن يضم المساعده الحقيقة على مواجهة حرب التشوية التي تحاول المس بوعيها ومصداقيتها وثقة امتها بها على المستوى العام من النقاش بجدواها وتبعاتها مع انتصاراتها الواضحة الى اتهامها بارتكاب جرائم لا علاقه للمقاومة بها بل هي تدينها في كل مناسبة الى اتهامها بالمفاسد الاخلاقية مثل ترويج المخدرات الى الطعن برموزها والى وصمها بالطائفية والمذهبية والى وصمها بالارتهان لايران وسوريا المشكورتين دائما وابدا على الدعم اللامحدود واللامشروط للمقاومة، الى اتهامها بترويج ثقافة الموت التي تعني ثقافة الجهاد والشهاده في مقابل ثقافة الاستسلام التي يسمونها ثقافة الحياة، الى حشرها وجرها الى صراعات داخلية تأبى المقاومة الانجرار اليها، الى تضليل الامة لاستبدال الغزو بصديق من العداء لسوريا الى العداء لايران، الى محاصرة صوت المقاومة وخطابها القانوني والمنطقي والايماني والانساني من خلال منعها من الحضور في المؤتمرات ومن خلال القرار القانوني التي تعمل الادارة الامريكية على اصداره والذي يستهدف خاصة قناتي المنار والاقصى وكل الاعلام الشريف والحر في هذا  العالم".

وابدى سماحته اسفه الشديد لان "الكثير من الاعلام العربي ووسائل الاعلام العربية وفي ظل امكانات مادية وتقنية هائله تستخدم في الحرب على المقاومة لذلك فانني وان كان لي في نهاية الكلمة من دعم او مناشدة الى هذا الملتقى الذي يضم هذه النخب، هو ان تساندوا المقاومة في الدرجة الاولى خصوصاً في الحرب النفسية التي تشن عليها، والتي استطاعت ان تكون من أهم وسائل الحرب التي ادت الى انهيار الاتحاد السوفياتي واني أؤكد لكم لن تهزنا هذه الحرب ولا اي شكل من اشكال الحرب وسنواجهها بالايمان والصبر والعزم واليقين لاننا نحن ابناء ذلك الكتاب الالهي الذي يخاطبنا الى الازل" إذا قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوا... قالوا حسبنا الله ونهعم الوكيل"، في كل حروبنا الماضية قلنا "حسبنا الله ونعم الوكيل، وانتصرنا وسنقول حسبنا الله ونعم الوكيل وسننتصر".

وختم السيد نصرالله : "اعدكم امام كل هذه التهويلات والتهديدات وكما كنت اعدكم دائما في كل مواجهة اننا سنفشل اهداف العدوان وسنهزم العدو وسنصنع النصر التاريخي الكبير وسنغير وجه المنطقة ان شاء الله. اؤكد ان المستقبل في هذه المنطقة هو مستقبل المقاومة والعزة والكرامة والحرية وان اسرائيل والاستكبار والهيمنة الى زوال".

2010-01-15