ارشيف من :آراء وتحليلات

باختصار: محاولات عبثية

باختصار: محاولات عبثية
عبثا يحاول الرئيس الأميركي جورج بوش إنهاء ولايته في البيت الأبيض بإنجاز ما يخفف من وطأة الفشل الذي ميز عهده الممتد على مدى ولايتين متتاليتين، ولذلك ترى فريقه يتنقل بين أزمة وأخرى مستخدما كل أدواته لكن دون جدوى.
لقد انحسرت الفرص المتبقية أمامه إلى حد أن دولة كزيمبابوي لا تعطي بالا لأي تهديد يطلق من واشنطن أو مجلس الأمن التابع لها، وبرغم ذلك يستمر البيت الأبيض بقيادة بوش في مقاربة الملف النووي الإيراني من الجانب الخطأ، حيث يصر على التنكر لحق الجمهورية الإسلامية بامتلاك التقنية النووية الكاملة، كما يصر على عدم تفهم واقع أزمته مع طهران العاصمة ـ ربما الوحيدة في العالم النامي ـ التي لا تخضع لأي قوة كبرى.
وبرغم أن واشنطن ومن وقف وراءها من العالم الغربي فشلوا خلال أكثر من ثلاث سنوات في دفع طهران للتنازل عن هذا الحق، متسلحين بمجلس الأمن وقراراته والاقتصاد وعقوباته والعسكر وتهديداته، فإنهم مستمرون بالتناوب في استخدام الوسيلة تلو الأخرى دون أن يدركوا أنهم لن يجعلوا ايران تتخلى عن حقها الذي كفله لها الحق الانساني في كسب المعرفة، علاوة عن الاتفاقيات الدولية الخاصة بالطاقة النووية.
وخلال الأسبوعين المنصرمين برزت مناورات منسقة بين كيان العدو (الذي أعلن عن قيام طائراته بمناورات جوية ضخمة في البحر المتوسط قبالة اليونان في محاكاة لضربة محتملة لإيران، علما أن التقارير الواردة من كيان العدو نفسه تفيد أن هذا العدو بحاجة إلى أسطول جوي ينخرط فيه كل ما لديه من طائرات حربية حتى يتمكن من ضرب موقع نووي واحد في إيران)، وبين واشنطن والدول الأوروبية من جهة أخرى التي أعلنت عن تشديد العقوبات المالية والاقتصادية على إيران ربطا بهذه القضية.
لكن ومرة أخرى، إلى أين قاد كل ذلك؟ قاد إلى تصلب إيراني جديد وصولا إلى حد إطلاق تهديدات بأن على من يريد التحرك ضد إيران "الحرص على إحضار عكازات وسيقان صناعية لأنكم إذا جئتم لن تصبح لديكم أرجل تعودون بها". فهل يكونون حريصين على أنفسهم وينجو بوش بنفسه قبل نهاية عهده؟
محمد يونس
الانتقاد/ العدد1276 ـ 27 حزيران/ يونيو 2008
2008-06-26