ارشيف من :آراء وتحليلات

نقطة حبر: رؤوس الفتنة

نقطة حبر: رؤوس الفتنة

كتب حسن نعيم

يحق لنا في ظل هذه المناخات الفتنوية التي تعيشها الساحة اللبنانية وما تشيعه في النفس من ألم وحسرة وغمّ، أن نشعر بشيء من الاعتزاز، أولاً لأن عدونا الأميركي ـ الإسرائيلي لم يجد ما يمكنه من إيلامنا أكثر من هذه الوسيلة الرخيصة، وثانياً لأننا نجحنا بتوفيق من الله في الهرب من هذه الفتنة.

يبقى السؤال الكبير هل سيحالفنا النصر في الهروب من هذه الفتنة العمياء في الآتي من الأيام، ولا سيما أن رموزها وأدواتها يطلّون برؤوسهم في الأوقات الحسّاسة التي تتطلب الوعي والحكمة ليثيروا العصبيات المذهبية بكل صلافة، ولسان حالهم يقول بكل صراحة إذا لم تستجب المقاومة في لبنان للمطالب السياسية لجماعة السلطة ومن بينها قرارات تتعلق برأس المقاومة فإننا سنلعبها مذهبياً، هكذا وعلى عينك يا تاجر، هكذا وبكل وقاحة وأعلى ما في خيلكم اركبوه، حتى حدث ما حدث في بيروت.

ولم تسع المقاومة ولم تحاول بأي حال لتوظيف انتصاراتها الميدانية لأن مشروعها في لبنان هو تحرير الأرض واستنهاض الأمة لمواجهة الاحتلال، وما تقوله وتفعله القيادات التي يفترض أنها تعتقد أنها ستسأل أمام الله في يوم الدين يصب في خانة الحؤول دون وصول المقاومة إلى أهدافها.

دور المقاومة هو المقاومة، ودور رؤوس الفتنة هو الفتنة. وغداً سنسأل عما قدّمنا لغدنا، وسيسأل أولئك الذين لم يطلقوا طلقةً واحدة على الاسرائيلي، وإنما جاؤوا الله وكتابهم في يسارهم مليئاً بالتحريض على إخوانهم المسلمين، لا لشيء إلا لأنهم يقاومون عدواً صهيونياًً احتلّ أرضهم ودنّس مقدساتهم.

الفتنة هي اليد التي توجعنا، نحن نعرف ذلك وهم يعرفون، فإلى متى سيبقى دعاة الفتنة يشدوننا بها؟

الانتقاد/ العدد1276 ـ 27 حزيران/ يونيو 2008



2008-06-26